قصة دملاوي

اقرأ في هذا المقال


قصة دملاوي أو (The Story of Dumalawi) من الحكايات الشعبية الفلبينية، هذه المجموعة من الحكايات ستمنح المهتمين فرصة لتعلم شيء من السحر والخرافات والعادات الغريبة للفلبينيين.

الشخصيات:

  •  دملاوي.
  • والد دملاوي.
  • والدة دملاوي.
  • عروس دملاوي.

قصة دملاوي:

كان لزوجين ابن اسمه دومالاوي وعندما كبر الابن كان والده غاضب جدًا منه، وحاول التفكير في طريقة ما لتدميره، وفي صباح أحد الأيام قال لدملاوي: بني اشحذ سكينك وسنذهب إلى الغابة لنقطع بعض الخيزران، لذلك شحذ دوملاوي سكينه وذهب مع والده إلى المكان الذي نبت فيه الخيزران، وقاموا بقطع العديد من العصي وشحذها كالرماح في النهاية.

تساءل دوملاوي عن سبب قيامهم بذلك، ولكن عندما انتهوا قال والده: الآن يا بني ألقي بهم نحوي حتّى نتمكن من رؤية أيهما منّا أشجع، أجاب: لا يا أبي ارمِ أنت أولاً إذا كنت تريد قتلي، لذلك ألقى الأب أعواد الخيزران واحدة تلو الأخرى على ابنه، لكنّه لم يستطع ضربه، ثمّ جاء دور الابن للرمي لكنّه قال: لا أستطيع أنت والدي، وأنا لا أريد قتلك.

لذلك ذهبوا إلى المنزل، لكنّ دملاوي كان حزينًا جدًا لأنّه يعلم الآن أن والده يريد قتله عندما دعته والدته لتناول العشاء لم يستطع تناول الطعام، وعلى الرغم من أنّه لم ينجح في محاولته الأولى إلا أنّ الأب لم يتخل عن فكرة التخلص من ابنه، وفي اليوم التالي قال: تعال يا دملاوي سنذهب إلى منزلنا الصغير في الحقل ونصلحه ليكون حماية لنا عندما يحل موسم الأمطار.

ذهب الأب والابن معًا إلى الحقل وعندما وصلوا إلى المنزل الصغير، قال الأب مشيرًا إلى بقعة معينة على الأرض: احفر هناك وسوف تجد جرة مليئة بماء جوز الهند التي دفنتها عندما كنت صبياً سيكون من الجيد جداً أن نشرب الآن، قام دوملاوي بالحفر وأخرج الجرّة وشربوا ماء جوز الهند، وأصاب دوملاوي النعاس وبينما كان ابنه نائمًا على الأرض، قرر أبونيتولاو أن هذا هو الوقت المناسب لقتله والتخلص منه.

لذلك استخدم قوته السحرية وحدثت عاصفة كبيرة حملته بعيدًا وذهب الأب إلى المنزل وحده وعندما استيقظ دوملاوي كان في وسط حقل واسع جدًا بحيث لم يستطع رؤية النهاية، لم تكن هناك أشجار ولا بيوت في الحقل ولا شيء حي غيره وشعر بوحدة كبيرة، وباستخدام قوته السحرية نمت العديد من حبات التنبول في الحقل وعندما حملت الثمار  التي كانت مغطاة بالذهب.

قال دوملاوي: سأحول بذور التنبول هذه وسيصبحون بشرًا، وسيكونون جيراني فقام في منتصف الليل بتقطيع جوز التنبول المغطى بالذهب إلى قطع صغيرة كثيرة ثم نثرها في كل الاتجاهات. وفي الصباح الباكر عندما استيقظ سمع الكثير من الناس يتحدثون حول المنزل، وصاح كثير من الديوك، ثمّ عرف دملاوي أنّ له رفقاء وعند خروجه سار في المكان حيث كان الناس يدفئون أنفسهم بنيران في ساحاتهم، وزارهم جميعًا.

وفي إحدى الساحات كانت هناك فتاة جميلة التي جذبت انتباهه، وتحدث دوملاوي معها ومع والديها وكانت دائمًا في تفكيره، ثمّ عاد بعد فترة إلى منزل الفتاة وسأل والديها إذا كان من الممكن أن يتزوجها، فوافقوا على ذلك وأصبحت عروسه، وبعد فترة وجيزة من الزواج قرروا إقامة حفل فطلبت الفتاة حبات التنبول المغطاة بالذهب، وعندما أحضرها لها قالت: يا جوز التنبول اذهب وادعوا جميع الناس في العالم للحضور إلى حفلنا.

لذل كذهب جوز التنبول السحري لدعوة الناس في المدن المختلفة، وبعد فترة وجيزة جلست والدة دوملاوي بمفردها في منزلها وهي لا تزال في حالة حداد على فقدان ابنها، عندما أرادت فجأة أكل جوز التنبول التي كانت ترغب بها بشدة، وقالت لنفسها: ما الذي يزعجني؟ ولماذا أريد أن أتناول الجوز بشدة؟ لم أكن أنوي تناول أي شيء أثناء غيابه، ثمّ أنزلت سلتها المعلقة على الحائط.

ورأت فيها حبة تنبول مغطاة بالذهب، وعندما كانت على وشك أكلها قالت لها حبة الجوز السحرية: لا تأكليني، فقد جئت لأدعوكم إلى الحفل الذي سيقيمه دوملاوي وزوجته، وعندما سمعت الأم هذه الكلمات كانت سعيدة للغاية، لأنّها عرفت الآن أنّ ابنها ما زال على قيد الحياة وطلبت من جميع الناس تجهيز أنفسهم والاستعداد للذهاب إلى الحفل.

فغسل جيرانها ثيابهم وشعرهم واستعدوا للذهاب إلى منزل دوملاوي وتبعتهم أمه ووالده الذي بدا وكأنّه رجل مجنون، وعندما وصل الناس إلى النهر بالقرب من المدينة أرسل دوملاوي التمساح لأخذهم ونقلهم عبره، ولكن عندما صعد والده على ظهر التمساح  غاص به إلى الاعماق وألقى به مرة أخرى على ضفة النهر، وتمّ نقل جميع الآخرين بأمان وصرخ والده الذي تُرك وحده على الضفة بغضب.

كما لو كان مجنونًا حتى أرسل دوملاوي تمساحًا آخر لحمله عبره، ثمّ أحضر دوملاوي طعامًا وقامت زوجته بتمرير الماء في جرة صغيرة لجميع الحاضرين وعلى الرغم من أنّ كل الضيوف أكلوا وشربوا من الطعام الذي كان أمامهم بكثرة، إلا أنّ الطاولات التي كان فوقها الطعام كانت لا تزال ممتلئة ولم تنقص الكميات عنها، وبعد أن أكلوا وشربوا تحدثت أمه وأخبرت جميع الناس أنّها سعيدة بوجود زوجة ابنها.

وأضافت: الآن سوف ندفع ثمن الزواج وفقًا لعاداتنا، وسنملأ بيت أهل الفتاة تسع مرات بأنواع مختلفة من الذهب والمجوهرات، ثم نادت:  أنتم أيتها الأرواح الذين يعيشون في ينابيع مختلفة احصلوا على الجرار التي يجب على دوملاوي دفعها ثمناً للزواج من زوجته، ففعلت الأرواح كما أمرت أم دملاوي، وعندما أحضروا الجرار وملأوا بيت الفتاة تسع مرات، قال والد دملاوي لوالدي زوجة ابنه: أعتقد أننا الآن دفعنا الثمن لابنتكما.

لكن والدة الفتاة لم تكن راضية، وقالت: لا يزال هناك المزيد لدفعه، فقالت أم دملاوي: جيد جدًا أخبرينا بما هو وسندفعه، ثمّ دعا والد العروس العنكبوت الأليف وقال: أيها العنكبوت الكبير تجول في جميع أنحاء المدينة وأثناء تقدمك، قم بتدوير خيط يجب على والدة العريس أن تربط به خرزًا ذهبيًا، فغزل العنكبوت الخيط وأخذه والدة مرة أخرى إلى أرواح الينابيع، وأحضروا لها خرزًا ذهبيًا كانوا يعلقونها على الخيط.

ثمّ علقت الخرز الذهبي على الخيط، وعندما أنهت ذلك أعلنت أم الفتاة أنّ الدين قد تم سداده بالكامل، وبعد ذلك احتفل الناس بالولائم وفرحوا وعندما غادروا أخيرًا إلى المنزل رفض دملاوي الذهاب مع والديه، لكنه بقي مع زوجته في المدينة التي أنشأها.


شارك المقالة: