ديك ويتينغتون وقطته أو (Dick Whittington and his Cat) هي قصة من الفولكلور الإنجليزي الذي يحيط بالحياة الواقعية لريتشارد ويتينغتون (1354-1423)، تاجر ثري ثم لورد مايور لندن، تصف الأسطورة صعوده من طفولته المليئة بالفقر بالثروة التي جمعها من خلال بيع قطته إلى بلد موبوء بالفئران.
,عنصر آخر في الأسطورة هو أنّ ديك حاول الفرار من خدمته كخادم في إحدى الليالي، متجهاً نحو المنزل، لكنّ ثناه عن ذلك صوت أجراس الكنيسة، التي وعدته بأنّه سيكون عمدة لندن يومًا ما، أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنيات الأزرق.
الشخصيات:
- ديك ويتينغتون.
- التاجر الطيب.
قصة ديك ويتينغتون:
منذ زمن بعيد، كان هناك صبي فقير يُدعى ديك ويتينغتون لم يكن لديه أب وأم لرعايته، لذلك كان غالبًا جائعًا جدًا وعاش في قرية صغيرة في الريف، وكان يسمع قصصًا عن مكان بعيد يُدعى لندن حيث كان الجميع أغنياء وكانت الشوارع مرصوفة بالذهب.
كان ديك ويتينغتون مصمماً على الذهاب إلى هناك واستخراج ما يكفي من الذهب من الشوارع لجني ثروته، و في أحد الأيام التقى بعربة كان صاحبها ودود وطيب القلب، كانت متوجهة إلى لندن والتي سمح له صاحبها بحمله إلى هناك، وسافراً سويًا.
وعندما وصلوا إلى المدينة الكبيرة، لم يستطع ديك تصديق عينيه حيث كان بإمكانه رؤية الخيول والعربات ومئات الأشخاص والمباني الشاهقة والكثير من الطين، ولكن لم يكن يرى الذهب في أي مكان، ويا لها من خيبة أمل، كيف كان سيجمع ثروته؟ كيف كان حتى سيذهب لشراء الطعام؟
وبعد بضعة أيام، كان جائعًا لدرجة أنه انهار في كومة قمامة على عتبة منزل تاجر ثري، ثمّ خرج من المنزل طبّاخًا: وقال له: انصرف من هنا! وحاول إبعاده عن الدرج بالمكنسة، وفي تلك اللحظة عاد التاجر إلى منزله وكان شخصًا طيبًا والذي أشفق على حال ديك ، ثمّ أمرالخادم بإدخاله إلى المنزل.
وعندما تم إطعامه وراحته، حصل ديك على وظيفة في المطبخ، ولقد كان ممتنًا جدًا للتاجر، ولكن للأسف، كان الطباخ دائمًا سيء المزاج، وعندما لا يراه أحد، كان يضربه ويسئ معاملته، الشيء الآخر الذي جعل ديك حزينًا هو أنّه اضطر للنوم في غرفة صغيرة في أعلى المنزل وكانت مليئة بالجرذان والفئران التي زحفت على وجهه وحاولت عضّ أنفه.
لقد كان يائسًا لدرجة أنّه ادخر كل بنساته التي كان يمتلكها واشترى قطة، كانت القطة قطّة مميّزة جدّاً، وكانت أفضل قطة في كل لندن في اصطياد الفئران والجرذان، و بعد أسابيع قليلة، كانت حياة ديك أسهل بكثير بسبب قطته الذكية التي أكلت كل الفئران والجرذان وتمكن من النوم بسلام.
بعد فترة وجيزة، سمع ديك التاجر يسأل كل من في المنزل عما إذا كانوا يريدون إعطاءه أشياء يعتقدون أنّه يستطيع بيعه، لأنّه أراد السفر حيث كانت السفينة تسير في رحلة طويلة إلى الجانب الآخر من العالم وكان القبطان يبيع كل شيء حتى يتمكن هو وفريقه جميعًا من جني بعض المال، وكان ديك المسكين يفكر ماذا يمكنه أن يبيع؟
وفجأة خطرت له فكرة، وقال: من فضلك سيدي، هل تأخذ قطتي؟ انفجر الجميع ضاحكين، لكن التاجر ابتسم وقال: نعم يا ديك، سأفعل وستذهب لك كل الأموال من بيعها، وبعد أن غادر التاجر المدينة، كان ديك بمفرده مرّة أخرى مع الفئران والجرذان تزحف فوقه ليلًا وكان الطباخ أكثر سوءًا في النهار لأنه لم يكن هناك من يمنعها، لذلك قرر ديك الهرب.
وبينما كان يمشي بعيدًا، دقت أجراس جميع الكنائس وبدا أنها تقول: العودة مرة أخرى ديك ويتينغتون، أيّها اللورد عمدة لندن، فقال ديك: خير، يا إلهي! ثمّ قال مندهشا: إذا كنت سأكون اللورد العمدة، فمن الأفضل أن أبقى، سوف أتحمل الطباخ والفئران والجرذان، وعندما أكون عمدة سوف أريها! لذا عاد.
عبر الجانب الآخر من العالم، وصل التاجر وسفينته إلى وجهتهما، وكان الناس سعداء للغاية برؤيتهم وكانوا مرحبين للغاية لدرجة أن التاجر قرر إرسال بعض الهدايا إلى ملكهم وملكتهم، وكان الملك والملكة مسرورين للغاية لدرجة أنهما دعاهما جميعًا إلى وليمة.
ولكن، بمجرد أن تم إحضار الطعام، ظهرت مئات الفئران كما لو كانت بالسحر والتهمت كل شيء قبل أن تتاح لهم فرصة تناول الطعام، فقال الملك: لا تقلق يا عزيزي، هذا يحدث دائمًا، لا أحصل على فرصة لأكل فطيرة التفاح لأنّ تلك الفئران اللعينة تهاجم طعامي قبل أن أصل له، ماذا افعل؟
قال التاجر: لدي فكرة، لدي قطة خاصة جدًا سافرت معي طوال الطريق من لندن، وسوف تلتهم فئرانك أسرع ممّا تلتهم وليمتك، ففرح الملك والملكة، وفي المرّة التالية التي تم فيها تحضير وليمة وظهرت الفئران، قفز القط وقتل كل الفئران بسرعة البرق.
رقص الملك والملكة فرحًا وأعطو التاجر سفينة مليئة بالذهب مقابل قط مميز جدًا، وعندما عادت السفينة إلى لندن كان ديكاً غارقًا في كمية الذهب التي قدمها له التاجر مقابل قطته، وعلى مرِّ السنين، استخدم أمواله بحكمة وقدم الكثير من الخير لجميع الأشخاص من حوله والذين عملوا معه، لدرجة أنه انتخب عمدة مدينة لندن ثلاث مرات.
لكنّه لم ينس أبدًا صديقه التاجر الطيب الذي كان صادقًا جدًا في إعطائه كل الأموال التي كسبها القط ولم يحتفظ بأي شيء لنفسه، وعندما كبر ديك وقع في حب أليس ابنة التاجر الجميلة وتزوجها، وعاشوا في سعادة دائمة