قصة ربيع فيلاس أو (The Vilas’ Spring) ذهي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي.
الشخصيات:
- الأخ الأكبر.
- الأخ الأصغر.
- الجنّي.
قصة ربيع فيلاس:
كان هناك رجل ثري له ولدان، كان الابن الأكبر متعجرفًا وجشعًا وكان غير أمين أيضًا، ويفكر في أخذ الأشياء التي تخص الآخرين، بينما كان الأخ الأصغر لطيفًا، وكان دائمًا على استعداد لمشاركة ما لديه مع غيره ولم يكن معروفًا أنه يغش أو يسرق، وعندما كبر الأخوان، توفي الأب العجوز تاركًا ثروته ليقسموها بينهم على حد سواء، ولكنّ الأخ الأكبر فكر بنفسه قائلاً: هذا الأحمق سوف يهدر ميراثه!
وسيعطيه لكل شحاذ فقير يأتي حتّى تختفي مدخرات والدي المسكين، لذلك سأعطيه ثلاث قطع ذهبية وحصان وأقول له أن يغادر وإذا أثار ضجة فلن أعطيه هذا القدر من المال، فقال لأخيه الأصغر: أنت أحمق ولا يجب أن تحصل على فلس واحد من ممتلكات والدنا، ومع ذلك سأعطيك ثلاثة قطع ذهبية وحصان بشرط أن ولا تعود أبدًا، وابتعد عنّي الآن وإلا سآخذ منك حتّى هذه القطع الذهبية الثلاثة والحصان.
وبدون كلمة أخرى امتطى الأخ الأصغر الحصان وركب بعيدًا، ومرّ الوقت وأخيراً تصادف الأخوان على الطريق السريع، فقال الأخ الأصغر: الله يبارك لك أخي، صاح الأكبر: أيها الأحمق: ابتعد عن طريقي، الشر أقوى من الخير دائماً كما أنني أقوى منك، قال الآخر: لا يا أخي، أنت مخطئ الخير أقوى من الشر، فسخر الأخ الأكبر وقال: هل أنت متأكد من ذلك؟ قال الأخ الأصغر: نعم يا أخي، أنا متأكد.
فقال الأكبر: حسنًا دعنا نراهن، سأراهن لك على أنّ الشر أقوى من الخير وسنسمح للرجل الأول الذي نلتقي به على هذا الطريق أن يقرر أي واحد منا على حق، هل توافق؟ فقال الأصغر: نعم أخي، أوافقك الرأي، وساروا مسافة قصيرة ومرّوا برجلاً بدا وكأنه راهب، ولم يكن في الحقيقة راهبًا حقًا، بل كان جنّياً متنكّرًا في زي راهب، وعندما عرض عليه الأخ الأكبر القضية.
أجاب الراهب الكاذب: هذا سؤال سهل للبت فيه، بالطبع الشر أقوى من الخير في هذا العالم، ودون الاعتراض على كلامه أخرج الأخ الأصغر أحد قطعه الذهبية وسلمها له، فسخر الأكبر وقال: هل أنت مقتنع؟ فقال الأصغر: لا يا أخي أنا لست كذلك بغض النظر عما يقوله هذا الراهب، أعرف أنّ الخير أقوى من الشر، فقال الأكبر: إذاً أنت كذلك؟ افترض أننا سنكرر الرهان ونطلب من الرجل التالي الذي نلتقي به أن يقرر بيننا.
فقال الأصغر: حسنًا يا أخي أنا على استعداد، ثمّ مرّوا بالرجل التالي الذي بدا وكأنّه مزارع عجوز، لكنّه في الواقع كان جنّياً مرة أخرى الذي اتخذ زي المزارع، وطرحوا عليه السؤال وبالطبع قدم الجنّي نفس الجواب: الشر أقوى من الخير في هذا العالم، لذا دفع الأخ الأصغر مرة أخرى رهانه ولكنه لا يزال يعتقد أنّ الخير أقوى من الشر.
قال الآخر: سنجري رهانًا ثالثًا، ثمّ بمساعدة الجنّي، فاز الأخ الأكبر بالقطع الذهبية الثالثة والتي كانت كل الأموال التي يملكها الأصغر، ثمّ اقترح الأخ الأكبر عليه أن يراهنوا على خيولهم وكان الجني متنكراً في شكل آخر، وتصرف مرة أخرى كحكم والصغير بالطبع فقد حصانه، فقال: الآن ليس لدي ما أخسره، لكنّي ما زلت على يقين من أنّ الخير أقوى من الشر لدرجة أنني على استعداد للمراهنة من رأسي.
ودون أن ينطق بأي كلمة أخرى، أطاح بأخيه الأصغر واقتلع عينيه وقال: الآن دع الخير يعتني بك إن استطاع، بالنسبة لي أضع ثقتي في الشر المطلق، فقال الأخ الأصغر: غفر الله لك على هذا الكلام، فقال الأكبر بخبث: لا يهمني ما تقول، لا شيء يمكن أن يؤذيني، أنا قوي وأنا غني وأعرف كيف أعتني بنفسي، أمّا أنت أيها المتسول الأعمى المسكين، فهل هناك أي شيء تود أن أفعله لك قبل أن أركب بعيدًا؟
فقال الأصغر: كل ما أطلبه منك يا أخي هو أن تقودني إلى النبع الذي يقع تحت شجرة التنوب بالقرب من هنا، هناك يمكنني أن أغسل جراحي وأجلس في الظل، قال الأخ الأكبر وهو يمسك بيد أخوه الأعمى: سأفعل ذلك من أجلك، وبالنسبة للباقي الله سيعتني بك وقاده إلى شجرة التنوب وتركه، تحسس الرجل الأعمى طريقه إلى النبع وغسل جروحه، ثمّ جلس تحت الشجرة طالبًا الله العون والحماية.
ولمّا حلّ الليل نام حتّى منتصف الليل حيث استيقظ على صوت أصوات الربيع، وكانت مجموعة من جنيات الفيلاس يستحممن ويلعبن أثناء الاستحمام، لقد كان أعمى لذلك لم يستطع رؤية أشكالهن الجميلة لكنّه عرف أنهنّ يجب أن يكنّ الفيلاس من أصواتهنّ التي كانت حلوة مثل صوت قرقرة المياه، فقال لنفسه: نعم، يجب أن يكنّ الفيلاس من الجبال والغابات، صرخت أحداهن: إذا عرف الرجال أنّنا استحممنا في هذا الربيع.
يمكنهم أن يأتوا غدًا ويشفوا في مياهه، وكذلك المشوهون والعميان! غدا هذا الماء سيشفي حتى ابنة الملك المصابة بالجذام، وعندما رحلوا تسلل الأعمى إلى النبع وغسل وجهه، وعند أول لمسة من ماء الشفاء انغلقت جروحه واستعاد بصره، وبقلب مليء بالامتنان ركع على ركبتيه وشكر الله على المعجزة، ولمّا جاء الصباح ملأ إناء بالماء الثمين وهرع إلى قصر الملك.
قال للحراس: قل للملك إنني جئت لأشفي ابنته، أدخله الملك على الفور إلى حجرة الأميرة وقال له: إذا نجحت في شفاء الأميرة فسوف تتزوجها، بالإضافة إلى أنني سأجعلك وريثًا لمملكتي، وفي اللحظة التي استحممت فيها الأميرة في مياه الشفاء، استعادت صحتها هي أيضًا وفي الحال أُرسل إعلان بأنّ الأميرة تعافت وسرعان ما ستتزوج الرجل الذي شفاها.
الآن عندما سمع الأخ الأكبر الشرير من هو هذا الرجل المحظوظ، لم يستطع احتواء نفسه بسبب الغضب والحسد، وتساءل: كيف استعاد هذا الأحمق بصره؟ فذهب إلى شجرة التنوب ليرى ما سيحدث، وقرر أن يذهب إلى شجرة التنوب في نفس حالة أخيه تمامًا، ربما سيكون أيضًا لديه بعض الحظ الجيد الرائع، لذلك عندما حلّ الليل جلس تحت الشجرة، واقتلع عينيه بسكين، ثم انتظر ليرى ما سيحدث.
وفي منتصف الليل سمع فيلاس في الربيع لكن أصواتهن لم تكن حلوة بل صاخبة وغاضبة، وصرخن: هل سمعتن؟ الأميرة شُفيت من الجذام وكان ذلك بمياه نبعنا، وقالت أحداهنّ: بينما كنا نتحدث الليلة الماضية، ربما كان هناك رجل ما مختبئًا تحت شجرة التنوب، دعونا نرى ما إذا كان هناك أي شخص هناك هذه الليلة، وبهذا هرعنّ جميعًا إلى شجرة التنوب وأخذن الرجل الذي وجدنه جالسًا هناك وفي غيظ مزقوه إربًا كما لو كان قطعة قماش قديمة.
وهكذا كانت نهاية الأخ الشرير الأكبر، وفي النهاية كان الأخ الأصغر هو الذي ورث أخيرًا كل ثروة والده، بالإضافة إلى ذلك تزوج الأميرة وأصبح وريثًا للمملكة، لذلك أثبت أن الخير أقوى من الشر في هذا العالم.