تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول شاب كان يعيش حياة فارهة ومميزة، ولكن بعد زواجه وفشل ذلك الزواج وخسر أمواله حاول بشتى الطرق الحصول على حضانة أطفاله، وهذا الأمر جعله ينساق في طريق ارتكاب الجرائم في سبيل تحقيق غايته.
قصة رجل تحول إلى لغز غامض
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك في واحدة من المدن الشهيرة شاب يدعى ريتشارد، وقد كان ذلك الشاب هو من مواليد شهر ديسمبر من عام 1934م، ومنذ يوم ولادته وقد حصل على لقب النبيل، والده كان رجل مرموق ويدعى لوكان كانت، أما والدته فهي تدعى السيدة إليزابيث آن، وقد تلقى ريتشارد تعليمه في واحدة من الكليات المميزة على مستوى دولة بريطانيا بأكملها وهي ما تعرف باسم كلية إيتون، وبعد الانتهاء من تعليمه بها حصل على اشتراك عضو في أحد النوادي الشهيرة وهو ما يعرف باسم نادي كليرمونت.
ثم بعد ذلك خدم في قوات الحرس وفي بداية حياته المهنية عمل واحد من البنوك والذي يعرف باسم بنك ميرشانت، وما كان معروف عن ريتشارد أنه كان معروف يميل إلى لعب الورق، وفي يوم من الأيام قرر ترك عمله في البنك والتوجه من أجل الاحتراف في لعبة الورق، وبعد مرور فترة وجيزة حينما أصبح في بداية الثلاثينات من عمره تزوج من إحدى الفتيات وتدعى فيرونيكا ونتج عن ذلك الزواج ثلاثة أبناء، وبعد أن استمر الزواج لمدة تسعة سنوات جاء اليوم الذي قرر به الزوجان الانفصال عن بعضهما البعض.
وبعد أن تم الطلاق بدأت الخلافات والصراعات بين الزوجين حول حضانة الأطفال، وفي نهاية خلافاتهما كسبت الزوجة قضية الحضانة، ومنذ ذلك الحين وقد بدأ ريتشارد في التجسس والترقب بزوجته؛ وذلك حتى يبرهن للمحكمة أنها غير أمينة على الأطفال، وفي الكثير من الأحيان حاول إثبات الجنون عليها، ولكن كافة محاولاته باءت بالفشل وحينها كلفته القضايا التي كان يقوم برفعها عليها مبالغ طائلة وخسر في لعب الورق أضعاف مضاعفة كذلك.
وفي يوم من الأيام رأى أن اختفاء زوجته هو الحل السحري لكافة المشاكل التي يعاني منها في حياته، وأثناء تفكيره في ذلك الأمر كان واثق تمام الثقة من الخطوة التي سوف يقدم عليها، حيث أنه في ليلة من الليالي قام بالتسلل وهو مخفي كافة ملامحه إلى منزله الذي كان يحمل رقم ستة وأربعون الواقع في شارع لاور بيلجريف ستريت، وهو ما كان موجود في أحد أحياء الشهيرة في مدينة لندن، وذلك الحي كان أكثر ما يسكنه من الطبقة الأرستقراطية، وفي تلك اللحظات كان يحمل معه أنبوب ثقيل مملوء بالرصاص ثم وصل إلى المنزل.
في البداية قام ريتشارد بالقنوط في القبو وانتظر هناك لفترة من الوقت، وقد كان متواجد في ذلك المنزل في ذلك الوقت زوجته وأبناءه والمربية الجديدة، كان ريتشارد يحفظ عادات زوجته جيداً، ويعرف أنها في كل ليلة في تمام الساعة التاسعة مساءً تعد فنجان الشاي بالمطبخ وتشربه في غرفة نومها، وأول ما سمع صوت حركة في المطبخ في تمام الساعة التاسعة لبس على نفسه ثوب شبح ووثب إلى المطبخ وانهال عليها بالضربات العنيفة والقاسية.
وحينما اكتشف أنها المربية قرر الرجل إكمال جريمته إلى النهاية والوصول إلى هدفه وعلى الفور عثر على زوجته وقام بالتهجم عليها وسدد عليها العديد من الطعنات في مناطق مختلفة من جسمها، ولكن تمكنت الزوجة من الإفلات من بين يديه، ولكنها في تلك اللحظة لم تهم بالفرار وحاولت تهدئته وسألته عن المربية فأشار لها أنه قتلها عن طريق الخطأ.
وما كان مدهش بالأمر أنه انصاع لكلام زوجته والتي عرضت عليه مساعدته في الفرار، ولكنه طلب منها أن يبقى في المنزل لعدة أيام قبل الهروب؛ وذلك حتى يتعافى من جروحه، وفي لحظة من اللحظات دخل إلى الحمام وهنا هرعت الزوجة بالفرار والنجاة بنفسها وركضت في الشارع طالباً للمساعدة والنجدة وحينما وصلت إلى أول مكان في طريقها وهو ما كان أحد المقاهي والذي يعرف باسم مقهى بلامرز آرمز، كان ريتشارد قد تمكن من الهروب من المنزل وتوجه إلى منزل في واحدة من المناطق التي تعرف باسم تشيستر سكوير.
وأول ما وصل إلى ذلك المنزل ودق الجرس وقد كان ذلك المنزل يعود لواحدة من زميلاته في العمل وتدعى مادلين كانت قد تجاهلته بشكل متعمد؛ وذلك لأنها تلقت مكالمة هاتفية غامضة، وفي لحظة من اللحظات حاول ريتشارد الدخول إلى المنزل لأسباب عدة غير معروفة ولكنه فشلت محاولاته وغادر المكان، وفي تلك الليلة لم يتبقى أمام ريتشارد سوى الاتصال مع والدته رن على هاتف والدته وقد كانت الساعة في تمام الساعة الحادية عشر وتحدث إليها أنه تعرضت عائلته لحادث وطلب منها أن تذهب وتأخذ الأطفال، وحينما توجهت والدته إلى هناك عثرت على جثة المربية وفي تلك اللحظة كان قد تم نقل الزوجة إلى أحد المستشفيات ويعرف باسم مستشفى سانت جورج.
ومن هنا قاد ريتشارد سيارته حتى وصل إلى مدينة أوكفيلد الواقعة في المناطق الشرقية من ولاية ساسكس، وهناك التقى مع سيدة تدعى السيدة سوزان سكوت، وقد كانت تلك المرة هي آخر مرة تمت مشاهدة ريتشارد فيها، وفي صباح اليوم التالي على جريمة الخادمة وصلت عناصر الشرطة إلى مسرح الجريمة وتم التأكد من أن هناك شخص دخل قسراً للمنزل، كما تم العثور على مجموعة من الأغراض الملوثة بالدماء، وبعد إجراء تشريح للجثة والعديد من الفحوصات تم إثبات أن جريمة القتل تم باستخدام آلة ثقيلة، وحينما سألت الزوجة عن ما حدث أخفت تورط زوجها في تلك الجريمة، كما أنه الطبيب منعها من الإداء بشهادتها نظراً لوضعها الصحي.
ومن هنا أخذت عناصر الشرطة التعمق في البحث حتى تصل إلى القاتل وقد توصلت إلى المكان الذي هرب فيه ريتشارد بعد الانتهاء من جريمته، وقد حدث ذلك بعد أن تأكدت من وجود الدماء فيه ومطابقتها بالموجودة في المنزل وهناك عثرت الشرطة على رسالتين كتبهم ريتشارد بنفسه، إذ زعم أنه شاهد رجل يهاجم زوجته ووقتها تصارع معه، ولكن هرب المقتحم عندما كان ريتشارد يعالج جروحه في الحمام وأشار إلى أنه من المؤكد أن زوجته سوف تتهمه بالجريمة من أجل الانتقام منه، ثم بعد ذلك تابعت الشرطة بيانات السيارة التي اعتلاها ولكن لم يتم العثور عليه أبدًا.
وفي الرسالة الأخرى لريتشارد أشار بها أن وجود رجل غامض هو من قام بقتل المربية بينما هو كان يقوم بزيارة زوجته وأبناءه من أجل الاطمئنان عليهم، ولكن روايته كانت عصية التصديق على عناصر الشرطة وكذبها الطب الشرعي بشكل قاطع، ومنذ تلك اللحظة تم اعتبار ريتشارد متوفي ولم يتم حل اللغز ومعرفة من القاتل الحقيقي للمربية، وفي النهاية اعتقد كبير المحققين فd القضية أنه من المحتمل أن يكون ريتشارد قد أقدم على الانتحار بعد ارتكابه للجريمة، بينما أشار أصدقائه إلى أنه ربما أنهى حياته في زورقه البخاري في الماء.
وفي وقت لاحق حدثت العديد من المواقف مع رجل شبيه له، وحينها تم رصد الكثير من الجوائز المالية لمن يدلي بأي معلومات حوله، وفي روايات أخرى أشير إلى أنه هرب وأكمل حياته في إحدى الدول الأفريقية، وبعد مرور سنوات عدة توفيت زوجته وأخذت معها نصف الحقيقة وما زال اللغز غامضًا حتى يومنا هذا.