رحلات جاليفر أو رحلات إلى عدة دول نائية في العالم، في أربعة أجزاء، بقلم ليمويل جاليفر، الجراح الأول ثم قائد السفن المتعددة، هو عبارة عن هجاء نثرى عام 1726، للكاتب ورجل الدين الأيرلندي جوناثان سويفت يسخر من الطبيعة البشرية والنوع الأدبي الفرعي حكايات المسافرين، أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية الأزرق.
الشخصيات:
- جاليفر.
- سكان جزيرة بلفوسكو.
- الإمبراطور.
قصة رحلات جاليفر – الجزء الخامس:
بعد ثلاثة أيام من وصولي خرجت بدافع الفضول إلى الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة، فلاحظت على مسافة ما في البحر شيئًا يشبه قاربًا قد انقلب ثمّ خلعت حذائي وجواربي، وسبحت مئتي ياردة أو ثلاثمائة ياردة، رأيت بوضوح أنه قارب حقيقي والذي افترضت أنه ربما يكون قد تم فصله من سفينة بسبب بعض العواصف.
عدت على الفور إلى المدينة للحصول على المساعدة، وبعد قدر كبير من العمل تمكنت من نقل القارب إلى ميناء بلفوسكو الملكي، حيث ظهر حشد كبير من الناس مليئين بالدهشة عند رؤية سفينة رائعة للغاية، ثمّ أخبرت الإمبراطور أن حظي الطيب قد ألقى بهذا القارب في طريقي لحملني إلى مكان ما حيث قد أعود إلى بلدي الأصلي، وتوسلت إليه ليأمر بتزويدي بالمواد الملائمه لإصلاحه والمغادرة ثمّ بعد الكثير من الخطب الطيبة أمام الأمبراطور الذي كان مسرورًا وافق على ذلك.
في هذه الأثناء أرسل إمبراطور ليليبوت طلبًا لعودتي، لأنه كان غير مرتاح بسبب غيابي الطويل، ولكن لم أتخيل أبدًا أنني لم أحظَ بأي قدر من الاهتمام عند الإمبراطور الجاحد حين أرسل شخصًا من القصر لإبلاغ إمبراطور بلفوسكو بالخيانة والخزي الذي قمت به، كان لهذا الرسول أوامر لتمثيل الرحمة العظيمة لسيده الذي كان يكتفي بمعاقبتي بفقدان عيني والذي توقع أن يعيدني ملك بلفوسكو وإلى ليليبوت مقيد اليدين والقدمين، لكي أعاقب كخائن.
أجاب إمبراطور بلفوسكو بالعديد من الأعذار المدنية، وقال للرسول أنه بالنسبة لإرسالي مقيدًا، كان يجب على الأمبراطور أن يعلم أن ذلك مستحيل علاوة على ذلك على الرغم من أنني قمت بسحب أسطوله، إلا أنه كان ممتنًا لي للعديد من المساعي الحميدة التي بذلتها في صنع السلام، ولكن هذا سيصبح من السهل على جلالتهما قريبًا، لأنني وجدت مركبًا رائعًا على الشاطئ قادرًا على حملني على البحر، وكان قد أمر بتجهيزه، وكان يأمل في غضون أسابيع قليلة أن تتحرر كلتا الإمبراطوريتين مني.
بهذه الإجابة عاد الرسول إلى ليليبوت وأنا على الرغم من أن ملك بلفوسكو وقدّم لي سرًا حمايته الكريمة إذا كنت سأستمر في خدمته عجلت بتجهيز رحلتي، ولم أعد أبدًا أفكر في وضع الثقة في الأمراء، وفي غضون شهر تقريبًا كنت مستعدًا لأخذ الإذن للسفر وعندما خرج إمبراطور بلفوسكو مع الإمبراطورة والعائلة المالكة من القصر. واستلقيت على وجهي لأقبل أيديهم التي أعطوني إياها، ولقد قدم لي جلالة الملك خمسين حقيبة من الرذاذ أعظم عملة ذهبية لهم، كما قدم لي صورته وهي كاملة الطول والتي وضعتها على الفور في إحدى قفازي، لمنعها من التعرض للأذى ثمّ أقيمت العديد من الاحتفالات الأخرى عند مغادرتي.
ملئت القارب باللحوم والشراب وأخذت ست بقرات وثوران على قيد الحياة مع العديد من النعاج والكباش حيث كنت عازمًاعلى نقلها إلى بلدي، ولإطعامهم على متن السفينة كان لدي حزمة جيدة من القش وكيس من الذرة، وكان من دواعي سروري أن آخذ عشرات من السكان الأصليين، لكن هذا كان شيئًا لن يسمح به الإمبراطور بأي حال من الأحوال، وإلى جانب أنه سيوكل من يقوم بالبحث الدؤوب في جيوبي قبل مغادرتي، كما وتعهدني جلالة الملك بشرفي بعدم نقل أي من رعاياه وإن كان بموافقتهم ورغبتهم.
بعد أن أعددت كل الأشياء بهذه الطريقة أبحرت بعدما صنعت أربع وعشرين فرسخًا، حسب تقديري من جزيرة بلفوسكو رأيت شراعًا يتجه إلى الشمال الشرقي، لقد رحبت بها لكني لم أحصل على إجابة وخلال نصف ساعة تجسست علي وأطلقت مسدسًا نحوي، ثمّ صعدت معها بين الخامسة والسادسة مساء 26 سبتمبر 1701، لكن قلبي قفز في داخلي عندما رأيت ألوانها الإنجليزية، وضعت أبقاري وخرافي في جيوب معطفي، وركبت كل حمولتي الصغيرة.
استقبلني القبطان بلطف وطلب مني أن أخبره من أي مكان أتيت منه، ولكن توقعت في إجابتي انهم سيعتقدون أنني كنت أهذي، ومع ذلك فقد أخرجت ماشيتي وخرافي السوداء من جيبي لأثبت لهم حجم العالم الصغير الذي جئت منه، الأمر الذي أقنعهم بوضوح، بعد اندهاش كبير ثمّ وصلنا إلى إنجلترا في 13 أبريل 1702 حيث مكثت شهرين مع زوجتي وعائلتي.
لكن رغبتي الشديدة في رؤية دول ستجعلني أعاني من البقاء بعد الآن دون سفر ومع ذلك أثناء وجودي في إنجلترا ، حققت أرباحًا كبيرة من خلال عرض ماشتي لأشخاص من ذوي الخبرة وغيرهم وقبل أن أبدأ رحلتي الثانية بعتهم مقابل 600 ليرة، وتركت 1500 لتر مع زوجتي واشتريت لها بيت جيد، ثم تركتها هي وابني وفتاتي والدموع على وجوههم وأبحرت على متن سفينتي مرة أخرى من أجل المغامرة.