تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الأمريكي، وقد تمحور الحديث في القصة حول شاب استغل أحد العروض في السفر مدى الحياة من خلال تذكرة ذهبية، إلا أنه من كثر استغلاله لتلك التذكرة حاولت الشركة الحصول على أي أمر ومنفذ تتمكن من خلالها إيقاف مفعول تلك التذكرة، وفي النهاية توصلت شركة الطيران إلى مبتغاها وأوقفت فاعلية تلك التذكرة.
قصة ستيف ورثستين
في البداية كانت وقائع وأحداث القصة في القرن التاسع عشر حول الشخصية الرئيسية فيها وهو رجل يدعى ستيف، حيث أن في يوم من الأيام بدأت إحدى الشركات الخاصة بالطيران بالعزم على تطوير نفسها، إذ أنها وجدت أنه هناك أمامها فرصة من أجل تجميع ملايين الدولارات وتحسين أوضاعها المالية والتوسعة في مركزها، وما دفعها إلى ذلك هو أنه في ذلك الوقت كان هناك ارتفاع كبير في أسعار الفائدة لتذاكر السفر بشكل قياسي ولم يسبق له مثيل.
حينها قررت تلك الشركة بتقديم عرض على مجموعة متنوعة من تذاكر السفر التي كانت مسبقة الدفع لعدد محدد من الأميال، ولكن العنصر البارز والأكثر إثارة في هذا العرض هو أن هناك إحدى التذاكر المسبقة الدفع تسمح لحاملها السفر مدى الحياة على متن الخطوط الجوية الأمريكية، وقد كانت تتراوح أسعارها من مئتين وخمسين دولار فما فوق، كما تسمح تلك التذكرة لحاملها كذلك بأن يحصل على عضوية مدى الحياة في إحدى النوادي الشهيرة وهو ما يعرف باستراحة كبار الزوار الأمريكية، كما تضمن العرض على تلك التذكرة السماح لحاملي التذكرة شراء تذكرة أخرى مرافق نظير مقابل دفع مبلغ مالي يقارب على المئة وخمسين ألف دولار إضافية.
وفي تلك الأثناء صرح المدير التنفيذي لشركة الطيران أنهم حين فكروا في طرح مثل تلك العروض على التذاكر اعتقد أنه من سوف يقوم بشراء مثل تلك التذاكر هي الشركات الكبيرة وتقديمها إلى أبرز وأهم الموظفين لديها، إلا أن أمر بدا مغاير فالمواطنين بدوا أنهم أذكى بكثير منهم، فقد تم الإقدام على ذلك العرض من قبل شخصيات شهيرة وبارزة وثرية.
وقد كان من بين تلك الشخصيات هو رجل يدعى ستيف، وقد كان ذلك الرجل من الشخصيات التي تهوى الترحال والسفر والطيران منذ أن كان طالب في المرحلة الجامعية في كل فرصة كانت تلوح له كان لا يتوانى عن شراء تذكرة ليطير إلى إحدى المدن الشهيرة والتي تعرف باسم بوفالو التابعة إلى مدينة نيويورك؛ وقد كان ما يدفعه إلى السفر إلى تلك المنطقة هو الحصول على شطيرة واحدة من الطعام فقط.
وفي الثمانينات من القرن التاسع عشر بينما كان يعمل في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، قام ستيف والذي كان يعرف بلقب صاحب الابتسامة اللطيفة بشراء تلك التذكرة التي تقدم بها العرض، وبعد مرور ما يقارب على العامين تمكن من شراء تذكرة المرافق، وقد أصبحت تلك التذكرة في الوقت اللاحق محور حياته، فقد كان يرغب في التحليق في الأجواء كل يوم تقريبًا، وما يتم ذكر أمامه الحديث عن حدث أو مكان مميز إلا وقد قام بالسفر ورؤية ذلك المكان.
إلى أن وصل به الأمر أنه في يوم من الأيام اتصل به أحد الأصدقاء المقربين منه وأخبره أنه سمع عن تحفة جديدة في متحف اللوفر، فسرعان ما قام بالسفر من منزله الواقع في مدينة شيكاغو وتوجه من أجل اصطحاب صديقه من منزله الواقع في مدينة سان فرانسيسكو ثم طارا سويًا إلى مدينة باريس.
كما ذكر أنه ذات يوم طار ما يقارب على الثامنة عشر مرة وزار عدة من المدن الأمريكية، ومن حسن حظ ستيف أنه كان موظفي الشركة التابعة له كان لديهم المقدرة على حل أصعب أسرار الحجوزات، حيث أنهم كان بإمكانهم حجز آخر مقعد على متن الطائرة الوحيدة المغادرة خلال عاصفة ثلجية، وقد أضاف وكلاء الحجوزات أن ستيف كان يقوم بحجز مقعد فارغ إلى جانبه؛ وذلك من أجل أن يتيح لنفسه مساحة إضافية في الطائرة باستخدام اسم مستعار على بطاقة المرافق.
وقد كانت شركة الطيران بين الحين والآخر تقدم عروض مختلفة ومتنوعة، إلا أنها في كل مرة كانت ترفع من قيمة التذكرة الذهبية، وفي يوم من أيام الأعياد قامت بتقديم عرض على آخر تذكرة من تذاكر السفر مقابل مبلغ ثلاثة مليون دولار واثنان مليون دولار لتذكرة المرافق، إلا أنه لم يتم بيعها.
وفي ذلك الوقت تم ترقية إحدى الموظفات العاملات في شركة الطيران والتي تدعى كيت، إذ أصبحت تباشر عملها في قسم الحجوزات بالشركة في منصب إدارة فريق سلامة الإيرادات المتميز، وكانت مهمة كيت هي التحقيق في تذاكر الركاب ووكلاء السفر وغيرهم ممن يشتبه بهم أنهم يخدعون شركة الطيران.
وفي بداية القرن العشرين بدأ تركيز كيت يثبت حول التحقيق في أمر من هم حاصلين على تذاكر الشركة الذهبية، وفي النهاية توصلت كيت إلى أنه في الحقيقة أن شركة الطيران تدفع مبلغ كبير للضرائب مقابل منح أميال من الطيران لأشخاص يركبون مجانًا وكان على رأس هؤلاء الأشخاص هو ستيف.
ومنذ ذلك الوقت تم تعيين موظف من أجل التحقيق في التذكرة الذهبية التي بحوزة ستيف والتأكد من أنه لا ينتهك قواعد الشركة، وأول ما تم التطرق إليه هو العمل على سحب كامل سجلات الطيران لكافة الرحلات التي طار بها، وبعد إجراء العديد من الدراسات على رحلاته التي طار بها، تم التوصل إلى أنه كلف شركة الطيران أكثر من مليون دولار في كل عام مقابل رحلاته.
كما تبين من خلال التحقيقات أن ستيفن كان في الكثير من الأحيان يختار أشخاص غرباء يلتقي بهم في المطار ويقوم بمنحهم ترقيات مفاجئة من الدرجة الأولى باستخدام تذكرة المرافق، وفي مرة من المرات أنه قام بمنح تذكرة المرافق لإحدى السيدات التي كان قد التقى بها للتو بينما كان متوجه من مدينة نيودلهي إلى مدينة شيكاغو، وعند التحقيق حول تلك الرحلة تبين أن تلك الرحلة قد كلفت الشركة ما يفوق السبعة آلاف دولار، ولم يكن هناك أي شروط في تلك التذكرة تحظر فعل ذلك، أي أنه لا يلحق بستيف أي عقوبات.
كما تم التوصل في ذلك الوقت إلى أن ستيف في أقل من أربع سنوات حجز ما يفوق الثلاثة آلاف حجز، وفي كل مرة كان يحجز بدل مقعد واحد مقعدين، كما اتضح أنه كان يسافر ذهابًا وإيابًا إلى العديد من الدول مثل دول أوروبا ودولة اليابان دون حتى أن يبقى ولو ليلة واحدة هناك.
وفي النهاية تم التوصل إلى أن ستيف كان يحجز رحلات لم يكن ينوي القيام بها أطلاقًا، وأنه كان يحجز بعض المقاعد وينتظر حتى اللحظة الأخيرة ففي حال لم يجد مرافق قام بمنحها للغرباء، وهذا الأمر كان يمنع شركة الطيران من بيع تلك المقاعد، وقد قررت اللجنة التي تحقق في الأمر أن تعتبر هذا العمل هو عملية احتيال وسبب قوي من أجل إلغاء فعالية تلك التذكرة التي بحوزته.
وفي يوم من الأيام سجل ستيف وأحد رفاقه من أجل القيام برحلة إلى الأطلسي، ولكن بينما كان متواجد في المطار وجد أن أحد الموظفين يقوم بتسليمه خطاب يتضمن توقيف العمل بجواز سفره، وقد برر ذلك بأنه متهم بالسلوك الاحتيالي، وهنا قدم ستيف اعتذاره من رفيقه وسرعان ما قام برفع قضية في محكمة إيلينوي ضد الشركة، وخلال المحاكمة اتهمه الموكل عن الشركة بالاحتيال والخداع والنصب، كما أضاف في اتهامه أنه من المحتمل أنه كان يبيع تذكرة المرافق لأشخاص لا يعرفهم، إلا أنه نفى أن يكون قد انتهك العقد المبرم بينه وبين الشركة، وأضاف أن شركة الطيران تبحث عن أي مبرر وهمي من أجل إنهاء التذكرة الذهبية معه.
وفي نهاية القضية حكم قاضي المحكمة بأن ستيف قد انتهك العقد مع الشركة عن طريق حجز مقاعد فارغة بأسماء وهمية ومزيفة، وقد خطط ستيف من أجل الاستئناف، ولكن لم يستفيد من ذلك، وانتقل للإقامة بعد انتهاء صلاحية تذكرته في نيويورك واستمر بعمله في إحدى الشركات التجارية، وقد كان مكتبه مكتظ بالصور التذكارية لسفره حول العالم.