قصة سينرينتولا أو (Cenerentola) هي حكاية فولكلورية إيطالية، تمّ نشرها ضمن مجموعة (Il Pentamerone) لأول مرة في نابولي بواسطة (Giambattista Basile) الذي يعتقد أنه جمعها بشكل رئيسي في جزيرة كريت والبندقية، للمؤلف جيامباتيستا باسيلي.
الشخصيّات:
- زيزولا.
- الأمير.
- الملك.
- زوجة الأب.
- الأخوات.
قصة سينرينتولا:
كان هناك أميراً أرملًا، وكانت لديه ابنة وحيدة تُدعى زيزولا عزيزة عليه لدرجة أنه لم يتركها يوماً أو يرفض لها طلباً، واختار مربية لها لكي تعلمها وتهتم بها، وكان قد أظهر لها من المحبة والاهتمام ما لا يمكن لأي كلمات أن تدل عليها، لكنّ الفتاة كانت وحيدة للغاية وفي كثير من الأحيان كانت تقول للمربية: أنتِ بمثابة أمي، أنت من تظهري لي مثل هذا اللطف والحب، كم أتمنى أن تكوني أمي بالفعل.
وكانت تكرر هذه الكلمات كثيرًا، وأخيرًا، قامت المربية بوضع نحلة في غطاء رأسها، وقالت لها ذات يوم: إذا كنت ستفعلين ما ينصحك به رأسك الأحمق، سأكون أمًا لك، وستكونين عزيزة علي مثل قرة عيني، وكانت ستقول المزيد، عندما قاطعتها الأميرة التي كان يزعجها أزيز النحلة وقالت: عفواً سيدتي على المقاطعة، أعلم أنك تحبيني وتتمنى لي التوفيق، لذلك يمكنك اختصار الكلام وفقط أرني الطريقة لأجعلك تكوني أمي.
فأجابت المربية: حسنًا، إذاً افتحي أذنيك واستمعي لي، وستحصلين على حياة جميلة مثل الزهور، أنت تعرفين جيدًا أنّ والدك قد يصرف نقودًا كثيرة لإرضائك، لذا هل تطلبين إليه أن يجعلك سعيدة من خلال زواجه منّي ويجعلني أميرة، ثمّ سأبارك حياتك، وستكونين أهم ما في حياتي، عندما سمعت زيزولا ذلك، بدا لها كل ساعة ألف سنة حتى فعلت كل ما نصحته به مربيتها، وبمجرد انتهاء الحداد على وفاة والدتها بدأت تشعر بتحسن والدها وتتوسل إليه أن يتزوج المربية.
في البداية اعتبرها الأمير مزحة، لكن زيزولا استمرت في إصرارها على والدها بضغط من المربية للزواج بها، وقبل الأمير توسلاتها، وتزوج المربية وأقام وليمة كبيرة في العرس، وبينما كان الناس يرقصون في الحفل، وكانت زيزولا تقف عند نافذة منزلها، جاءت حمامة وحلّقت على الحائط، وقالت لها: كلما احتجت إلى أي شيء أرسلي في الطلب إلى حمامة الجنيّات في جزيرة سردينيا، وستحصلين على الفور على ما تتمنيه.
بعد ذلك ولمدة خمسة أو ستة أيام، غمرت زوجة الأب الجديدة زيزولا بالحب، وأجلستها في أفضل مكان على الطاولة، ومنحتها أفضل الملابس الأكثر ثراءً وعاملتها كما لو كانت أمها، لكن بعد فترة طويلة، بدأت في إحضار ست بنات من بناتها، حيث لم تخبر أي شخص من قبل أنّها أرملة لديها عدد من الفتيات، وقد أشادت بهن كثيرًا أمام الملك، وتحدثت لزوجها عنهن بطريقة جعلته يحبهن ويعطف عليهن، وأخيرًا حظيت الفتيات باهتمامه، وخرجت طفلته تمامًا من قلبه.
ولقد تحول اهتمامه عن الفتاة المسكينة، وأصبحت الأيام سيئة معها، لدرجة أنّه تمّ الأمر بإنزالها أخيرًا من الغرفة الملكية إلى المطبخ، وقامت زوجة والدها قد أمرت بتبديل ملابسها الحريرية إلى ملابس عادية يرتديها الخدم، ولم تكتفي بتغيير حالتها فحسب، بل تغير اسمها أيضًا، فبدلاً من زيزولا، أصبحت تُدعى الآن سينرينتولا، وحدث أنّ الأمير قد أتيحت له الفرصة للذهاب إلى سردينيا من أجل شؤون الدولة، واستدعى بنات زوجته الست وسألهن واحدة تلو الأخرى، عمّا يودون منه أن يحضر لهن عند عودته.
وبعدما طلبن منه فساتين رائعة، وألعاب وحلي أخرى، وأخيرًا، قال الأمير لابنته، كما لو كان ساخرًا: وماذا سيكون لديك يا طفلتي؟ فأجابت: لا شيء يا أبي، لكن أريد منك أن تذهب إلى حمامة الجنيّات، وتطلب منها أن ترسل لي شيئًا، وإذا نسيت طلبي، فقد لا تتمكن من مواصلة رحلتك للخلف أو للأمام، لذا تذكر ما أخبرك به، لأنّه سيكون مفيداً لك، ثمّ ذهب الأمير في طريقه وقام بعمله في سردينيا، واشترى كل الأشياء التي طلبتها بنات زوجته.
لكن زيزولا المسكينة كانت بعيدة عن أفكاره، وصعد على متن سفينته وأبحر عائداً، ولكن السفينة لم تتمكن من الخروج من الميناء، وبقي هناك عالقاً كما لو كان ممسوكًا بسمكالبحر، وكان قبطان السفينة الذي كان يائسًا ومتعبًا إلى حد ما، استلقى للنوم، وفي حلمه رأى جنيّة، قالت له: اعرف سبب عدم قدرتك على تشغيل السفينة، هذا لأنّ الأمير الذي معك قد حنث بوعده لابنته، وتذكر الجميع باستثناء طفلته.
ثمّ استيقظ القبطان وأخبر الأمير بحلمه الذي ذهب في خجل وارتباك لتنفيذ وعده إلى مغارة الجنيّات، ومدح ابنته لهن، وطلب منهن إرسال شيء لها، وهناك خرجت فتاة جميلة من الكهف، وأخبرته أنها تشكر ابنته، وطلبت منه أن يقول لها أن تكون مرحة وذات قلب طيب وأعطته عندئذ شجرة تمر، ودلوًا صغيرًا من الذهب، ومنديلًا حريريًا، تعجّب الأمير من هذا، وترك الجنيّة، وعاد إلى بلده، وعندما أعطى بنات زوجته كل الأشياء التي طلبنها، أعطى أخيرًا ابنته الهدية التي أرسلتها لها الجنيّة.
ثم خرجت زيزولا بفرح وأخذت شجرة التمر وغرستها في إناء جميل ولفت الأرض حولها، وسقتها ومسحت أوراقها صباحًا ومساءً بمنديل حريري، وفي غضون أيام قليلة كبرت الشجرة، وخرجت منها جنيّة قالت لزيزولا: ماذا تتمنين؟ فأجابت زيزولا أنها كانت تتمنى أحيانًا مغادرة المنزل دون علم شقيقاتها، فأجابت الجنيّة: كلما أردت هذا، تعالي إلى إناء الزهور وقولي: شجرة التمر الصغيرة، شجرتي الذهبية، الآن ألبسيني بسرعة.
وعندما حان وقت العيد في المملكة، ولبست بنات زوجة الأب، ملابس رائعة، ركضت زيزولا بسرعة إلى إناء الزهور، وكررت الكلمات، كما أخبرتها الجنيّة، وتحولت مثل ملكة، ثم ذهبت إلى الحفل، فرآها الملك الشاب الذي وقف مندهشاً بجمالها، وأمر خادمًا مؤتمنًا بمعرفة من كانت تلك الفتاة الجميلة، وأين تعيش، فتبعها الخادم، ولكنّها اختفت باستخدام قوى الشجرة السحرية، وعادت للمنزل وغيّرت ملابسها دون أن يراها أحد.
وسرعان ما كان هناك حفل آخر، ومرة أخرى ذهبت جميع الأخوات إليه، تاركين زيزولا المسكينة في المنزل على موقد المطبخ، ثم ركضت بسرعة إلى شجرة التمر، وكررت التعويذة، وتحولت إلى ملكة وتمّ وضعها في عربة تجرها ستة خيول بيضاء، وما إن ظهرت في غرفة الحفل حتى امتلأت قلوب الأخوات بالدهشة، وشعر الملك بالحب تجاهها، وبعد انتهاء الحفل غادرت زيزولا بسرعة لتركب عربتها، فتبعها الخادم بأمر من الملك.
ولكنها عندما ركبت عربتها السحرية، أسقطت حذائها فأخذه الخادم للملك الذي استدعى جميع الفتيات في مملكته، ليجعلهن يجربن الحذاء، وجاءت زيزولا مع الأخوات الشريرات، وعندما رآها الملك كانت لديه شكوكه، لكنّه لم يقل شيئًا، وعند تجربة الحذاء الذي بمجرد أن اقترب من قدم زيزولا، اندفع إليها من تلقاء نفسه، وعند رؤية هذا، ركض الملك إليها وأخذها بين ذراعيه، وجلسها تحت المظلة الملكية ووضع التاج على رأسها، وعندها قام الجميع بإجلالها والتصفيق لها كملكة.
وعندما رأت الأخوات الشريرات ذلك كن ممتلئات بالسم والغضب، ولم يكن لديهن الصبر للنظر إلى حظ الفتاة السعيدة، وتسللن بهدوء على أطراف أصابعهم وعدن إلى منزل والدتهن معترفات بخيبتهن، وبشعورهن السيء تجاه حظ أختهن.