قصة طبل الملك السحري

اقرأ في هذا المقال


قصة طبل الملك السحري أو (The King’s Magic Drum) هي قصة خيالية وحكاية شعبية نيجيرية، كتب مقدمتها أندرو لانج، للمؤلف (Elphinstone Dayrell)

الشخصيّات:

  • السلحفاة.
  • الملك أفريام ديوك.
  • زوجة الملك.
  • عائلة السلحفاة.

قصة طبل الملك السحري:

كان إفريام ديوك ملكًا قديمًا لكالابار، كان رجلا مسالمًا لا يحب الحرب، وكان لديه طبلة رائعة، كانت طبلة سحرية لها قوة كبيرة  وعندما تُضرب، كانت توفر دائمًا الكثير من الطعام والشراب الجيد. فكلّما أعلنت أي دولة الحرب ضده، كان يجمع كل أعدائه ويقرع طبلته، ثمّ لمفاجأة الجميع، بدلاً من القتال وجد الناس طاولات منتشرة مع جميع أنواع الأطباق والأسماك وقطع زيت النخيل والحساء والبطاطا المطبوخة والكثير من الشراب للجميع.

وبهذه الطريقة أبقى البلد كله هادئًا، وأبعد أعدائه وبطونهم ممتلئة وشعورهم بالرضا عن الملك، كان هناك عيب واحد فقط لامتلاك الطبل، وهو أنّه إذا مشى صاحب الطبل على أي عصا على الطريق أو انحرف فوق شجرة ساقطة، فإن كل الطعام يفسد على الفور، وسيظهر ثلاثمائة من رجال الجنّي إجبو ويضرب صاحب الطبل وجميع المدعوين بالعصي والسياط بشدة.

كان الملك رجلاً ثريًا، وكان لديه العديد من المزارع والمئات من العبيد، ومخزنًا كبيرًا للحبوب على الشاطئ، والعديد من مخازن زيت النخيل، وكان له خمسون زوجة وله أبناء كثيرون، كانت جميع الزوجات نساء جميلات وبصحة جيدة، لقد كنّ أيضًا أمهات جيدات، وكان لهنّ جميعًا أطفال كثيرون، اعتاد الملك كل بضعة أشهر توجيه دعوات لجميع رعاياه للحضور إلى وليمة كبيرة حتى الحيوانات البرّية كانت تُدعى.

كانت الفيلة وفرس النهر والفهود وأبقار الأدغال والظباء تأتي؛ لأنّه في تلك الأيام لم تكن هناك أي مشاكل بينهم حيث كانوا ودودين مع الإنسان، كان كل الناس والحيوانات كذلك يحسدون طبلة الملك وأرادوا امتلاكها، لكنّ الملك لم ينفصل عنها، وفي صباح أحد الأيام، أخذت إكوور إديم إحدى زوجات الملك، ابنتها الصغيرة إلى النبع لغسلها حيث كانت مغطاة بالداء العليقي، وهي قروح سيئة في جميع أنحاء الجسم.

تصادف أنّ السلحفاة كانت على شجرة جوز، تقطع الجوز من أجل وجبتها في منتصف النهار، وبينما كانت تقطعها سقطت إحدى الجوزات على الأرض أمام الطفلة مباشرة، رأت الفتاة الصغيرة الطعام الجيد، وبكت من أجله ولم تكن الأم تعرف ما هو فالتقطت الجوزة وأعطتها لابنتها، فرأت السلحفاة هذا مباشرة، ونزلت إلى أسفل الشجرة، وسألت المرأة أين ذهبت الجوزة.

فأجابت أنها أعطتها لطفلتها لتأكلها، ثمّ اعتقدت السلحفاة التي أرادت بشدة طبلة الملك، أنّها ستستغل الموقف وتجبر الملك على إعطائها الطبلة، فقالت لأم الطفل: أنا سلحفاة فقيرة، وتسلّقت الشجرة لأحضر طعامًا لنفسي ولعائلتي، ثمّ أخذت الجوزة وأعطيتها لطفلتك، سأخبر الملك بالأمر كله، وانظر ماذا عليه أن يفعل ويقول عندما يسمع أن إحدى زوجاته قد سرقت طعامي.

لأن هذا، كما يعلم الجميع جريمة خطيرة جدًا وفقًا للعادات المحلية، ثم قالت إكوور إديم للسلحفاة: رأيت الجوزة ملقاة على الأرض، واعتقدت أنها سقطت من الشجرة، أعطيتها لابنتي الصغيرة لتأكل، لكنني لم أسرقها، زوجي الملك رجل ثري، وإذا كان لديك أي شكوى تقدميها ضدي أو ضد طفلتي، سآخذك أمامه، لذلك عندما انتهت من غسل ابنتها في الماء، أخذت السلحفاة إلى زوجها وأخبرته بما حدث.

ثم سأل الملك السلحفاة عما ستقبله كتعويض عن فقدان الجوزة، وعرض عليها نقوداً أو زيت نخيل، وكل هذه الأشياء رفضتها السلحفاة الواحدة تلو الأخرى، ثمّ قال الملك للسلحفاة: ماذا تطلبين؟ سيكون لديك ما تحبين، فأشارت السلحفاة على الفور إلى طبلة الملك، وقالت إنّها الشيء الوحيد الذي أريده، ومن أجل التخلص من السلحفاة، قال الملك: حسنًا، خذي الطبل.

لكنّه لم يخبر السلحفاة أبدًا عن الأشياء السيئة التي يمكن أن تحدث لها إذا داست على شجرة ساقطة، أو مشت على عصا في الطريق، كانت السلحفاة سعيدة جدًا بهذا الأمر، وحملت الطبلة إلى المنزل منتصرة لزوجتها، وقالت: أنا الآن ثرية، ولن أقوم بالمزيد من العمل كلما أردت الطعام، كلّ ما عليّ فعله هو ضرب هذا الطبل والطعام سيأتي إليّ على الفور.

شعر زوجها وأطفاله بسعادة بالغة عندما سمعوا ذلك، وطلبوا من السلحفاة الحصول على الطعام في الحال، لأنهم كانوا جميعًا جائعين، لذلك قامت بقرع الطبل بنفس الطريقة التي رأت الملك يفعلها عندما أراد شيئًا يُأكل وعلى الفور ظهر طعام كثير، فجلسوا جميعًا وصنعوا وليمة عظيمة، فعلت السلحفاة هذا لمدة ثلاثة أيام، وسار كل شيء على ما يرام، وتناولوا أكبر قدر ممكن من الطعام، لذلك كانت فخورة جدًا بطبلتها.

ولكي تعرض الثروة التي امتلكتها أرسل دعوات للملك وجميع الناس والحيوانات للحضور إلى وليمة،  وعندما تلقى الناس دعواتهم ضحكوا، لأنّهم يعرفون أنّ السلحفاة كانت فقيرة جدًا، لذلك حضر عدد قليل جدًا من الناس، وجاء الملك الذي يعرف بأمر الطبل، وعندما قرعت السلحفاة الطبل، تمّ إحضار الطعام كالمعتاد بغزارة كبيرة، وجلس جميع الناس واستمتعوا بوجبتهم كثيرًا.

لقد اندهشوا كثيرًا لأنّ السلحفاة المسكينة يجب أن تكون قادرة على ترفيه الكثير من الناس، وأخبروا جميع أصدقائهم ما هي الأطباق الرائعة التي وُضعت أمامهم، وأنّهم لم يحظوا أبدًا بعشاء أفضل، وبعد الحفل، نظر جميع الناس إلى السلحفاة على أنّها واحدة من أغنى الناس في المملكة، ونتيجة لذلك كانت تحظى باحترام كبير من الجميع باستثناء الملك الذي لم يفهم كيف يمكن للسلحفاة المسكينة أن تستمتع فجأة ببذخ شديد.

لكنّهم جميعًا قرروا أنّه إذا قدمت السلحفاة وليمة أخرى، فلن يرفضوها ابداً، وعندما كانت الطبلة في حيازة السلحفاة لبضعة أسابيع، أصبحت كسولة ولم تقم بأي عمل، ولكنّها ذهبت في جميع أنحاء البلاد متفاخرة يطبلتها كثيرًا، وفي أحد الأيام بعد شربها الكثير من نبيذ النخيل في مزرعة بعيدة، عادت إلى المنزل وهي تحمل طبلتها، ولكن بسبب شربها الكثير، لم تلاحظ وجود عصا في الطريق، ومشت فوق العصا.

وبالطبع تمّ كسر سحر الطبلة في الحال، لكنّها لم تكن تعرف ذلك حيث لم يحدث شيء في ذلك الوقت، وفي النهاية وصلت إلى منزلها متعبة جدًا، ثمّ ألقت الطبلة في زاوية وذهبت للنوم، وعندما استيقظت في الصباح بدأت السلحفاة تشعر بالجوع، وبينما كان زوجها وأطفالها ينادون للطعام، قامت بضرب الطبل، ولكن بدلاً من جلب الطعام، امتلأ المنزل برجال الجنّي إجبو الذين ضربوا  السلحفاة وزوجها وأطفالها بشدة، عند هذا كانت السلحفاة غاضبة للغاية.

وقالت في نفسها: طلبت من كل فرد أن يحضر الوليمة، لكنّ القليل منهم جاءوا، وكان لديهم الكثير ليأكلوا ويشربوا، والآن، عندما أريد طعامًا لنفسي ولعائلتي، يأتي إيجبوس و ورجاله ويضربوني، حسنًا، سأجعل الناس يتشاركون نفس المصير، لأننّي لا أفهم لماذا يجب أن أتعرض أنا وعائلتي للضرب عندما أقوم بإقامة وليمة لجميع الناس، لذلك أرسلت دعوات على الفور إلى جميع الرجال والحيوانات للحضور إلى مأدبة عشاء كبيرة في اليوم التالي.

وعندما حان الوقت، جاء الكثير من الناس حيث لم يرغبوا في فقدان فرصة تناول وجبة مجانية مرة أخرى، حتى المرضى جعلوا أصدقائهم يقودونهم إلى الحفل، وعندما وصلوا جميعًا، باستثناء الملك وزوجاته الذين أرسلوا الأعذار، قرعت السلحفاة طبلتها كالمعتاد، ثمّ اختبأت بسرعة تحت مقعد حيث لا يمكن رؤيته، ثمّ ظهر ثلاثمائة رجل من رجال إجبو بالسياط، وبدأوا في جلد جميع الضيوف الذين لم يتمكنوا من الهروب حيث تم إغلاق الأبواب.

استمر الضرب لمدة ساعتين، وعوقب الناس بشدة، مما اضطر العديد منهم إلى العودة إلى منازلهم على ظهور أصدقائهم، وعندما اكتفت السلحفاة بالضرب الذي تلقاه الناس، تسلّلت إلى الباب وفتحته، ثمّ هرب الناس، وعندما أطلقت السلحفاة نقرة معينة على الطبل، اختفى جميع رجال إجبو، قررت السلحفاة إعادة الطبلة إلى الملك في اليوم التالي، فدخلت السلحفاة في الصباح إلى الملك وأحضرت الطبلة معها.

وأخبرت الملك أنّها غير راضية عن الطبل، وتريد استبدالها بشيء آخر، ولم يكن يهتم الملك كثيرًا بما ستطلبه طالما أنّه حصل على الطبل، وكان على استعداد تام لقبول أي شئ تطلبه، ثمّ طلبت عدد من العبيد، و بضع مزارع، لكنّ الملك رفض أن يفعل ذلك، ولكن نظرًا لأنّه كان يشعر بالأسف تجاه السلحفاة، فقد قال أنّه سيقدم لها شجرة سحرية والتي ستوفر للسلحفاة وأسرتها الطعام، بشرط واحد.

وهو أنّ الشجرة تحمل ثمارها مرة واحدة في السنة، لكنها تسقط الثمار والحساء على الأرض كل يوم، وكان الشرط أن يجمع المالك ما يكفي من طعام اليوم مرة واحدة ولا يعود مرة أخرى، وافقت السلحفاة على الشرط وشكرت الملك على كرمه، وعادت إلى منزل زوجها وأخبرته بأمر الشجرة، وجمعوا الكثير من الثمار والحساء بما يكفي للعائلة بأكملها في ذلك اليوم، وعادوا إلى منزلهم سعداء للغاية.

لكنّ أحد الأبناء الذي كان جشعًا جدًا، فكّر في نفسه من أين حصلت والدتي على كل هذا الطعام الجيد؟ وقرر أن يسألها،  لذلك في الصباح عندما سألها، رفضت أن تخبره لأنّه إذا عرفوا سرّ الشجرة، وبعد أن يحصلوا على إمداداتهم اليومية، قد يذهب أحدهم إلى الشجرة ويجمع المزيد، مما سيؤدي إلى كسر سحرها، لكن الابن الجشع الذي عقد العزم على الحصول على الكثير من الطعام لنفسه.

قرر تتبع والدته إلى المكان الذي تحصل فيه على الطعام حيث كانت السلحفاة دائمًا تخرج بمفردها بأقصى درجات الحذر لمنع أي شخص من تتبعها، ولكن الأبن أخفى نفسه ولحقها أخيرًا، وصلت السلحفاة إلى الشجرة، ووضعت إنائها على الأرض وجمعت طعام اليوم، وكان الصبي يراقبها من بعيد، وعندما انتهت  وعادت إلى المنزل، عاد الصبي أيضًا، وتناول وجبة جيدة، ولم يقل شيئًا لوالديه، لكنّه ذهب إلى الفراش.

وفي صباح اليوم التالي أخبر إخوته، وبعد أن انتهت والدته من الحصول على الإمدادات اليومية، ذهبوا إلى الشجرة وجمعوا الكثير من الحساء، وهكذا كسروا سحر الشجرة، وعندما ذهبت السلحفاة إلى الشجرة كالمعتاد، لكنّها لم تستطع العثور عليها حيث كبرت الشجيرة بأكملها أثناء الليل، وكانت شجرة مخفية، ثمّ عرفت السلحفاة على الفور أنّ شخصًا ما قد كسر سحرها، فرجعت بحزن شديد إلى بيتها.

وأخبرت زوجها، ثمّ دعت جميع أفراد عائلتها وأخبرتهم بما حدث، وسألهتم من فعل هذا الشرير، لكنهم أنكروا جميعًا أنّ لديهم أي علاقة بالشجرة، لذلك جلبت السلحفاة في حالة من اليأس جميع أفراد عائلتها إلى المكان الذي كانت فيه الشجرة والتي أصبحت الآن كلها نخلة شائكة، وقالت: زوجي وأولادي العزيزين، لقد فعلت كل ما بوسعي من أجلكم، لكنكم قتم بكسر السحر الخاص بي.

لذلك يجب أن تعيشوا في المستقبل على عمل يديكم، لذا فقد صنعوا منزلهم تحت الشجرة الشائكة حيث لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه للحصول على الطعام.


شارك المقالة: