ظهرت على مرّ العصور العديد من الصراعات بين الهنود الحمر والمستوطنين البيض، فيراق بها الدماء بطرق وحشية وكان من يحالفهم الحظ هم فقط من ينجون بأنفسهم من تلك الصراعات.
قصة عداوات
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في التسعينات من القرن الثامن عشر، حيث أنه في يوم من الأيام حدث هجوم من قِبل واحدة من القبائل التي تعرف باسم قبيلة كومانتش على بيت أحد الرجال والذي يدعى ويسلي، إذ أنه كان يقيم في ذلك المنزل مع أسرته الذي تتكون من زوجته وثلاثة أطفال، وأمام أعينهم تم قتل السيد ويسلي، كما أنه تم ضرب الأطفال الثلاثة بقطع من الخشب المشتعلة بالنيران ويحاولون رجال القبيلة قتلهم كما قتلوا والدهم.
وفي تلك الأثناء استطاعت السيدة روزالي وهي زوجة السيد ويسلي من الهرب والفرار والاختباء في الغابة المحاذية للبيت، وقد كانت تمسك بيدها أصغر طفل من أطفالها، ولكن لم يتركوها رجال القبيلة وشأنها، بل أخذوا بالبحث عنها في كل مكان، لكنهم فشلوا في العثور عليها.
ومن جهة أخرى في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة نيو مكسيكو كان هناك كابتن يدعى جوزيف، وفي إحدى المهمات التي كان يقوم بها التقط إحدى الأسر التي تعرف باسم أسرة السيد أباتشي، وقد كانت تلك العائلة فاره من الصراع الدموي الذي كان قد حدث في ذلك المكان ويعودون بهم باتجاه إحدى القلاع، وفي هذه القلعة كان هناك من يحمل رتبة الرقيب الأول والذي يدعى توماس وطلب منه الكابتن تولي مهمة حماية تلك الأسرة، إذ أنه في تلك الأثناء كان الكابتن يشعر أنه وصل إلى مرحلة أصبح بها مرهق للغاية، فقد خدم لسنوات طويلة، فأخذ بإخبار رجاله حول أحداث المعارك التي خاضها في القِدم والأصدقاء الذين فقدهم خلال تلك المعارك.
وفي صباح اليوم التالي تم استدعاء الكابتن إلى مكتب العقيد الذي يدعى أبراهام، إذ أمر العقيد أن يقوم الكابتن بمرافقة قائد الحرب من أصول هندية والذي يدعى السيد هوك حتى يعود إلى عائلته؛ وذلك لأنه كان يحتضر من مرض السرطان وقد تم الإفراج عنه من أجل أن يعود ويقضي آخر أيامه مع عائلته في أرض الأجداد والتي كانت تقع في وادي الدببة الذي يتبع إلى ولاية مونتانا، وقد تم تكليف الكابتن بالتأكد من وصوله إلى هناك بأمان وسلام.
في البداية رفض الكابتن تلك المهمة، ولكن هدده العقيد بأن رفضه لتلك المهمة سوف يعرضه إلى محاكمة عسكرية، وهنا شعر الكابتن بالخوف، إذ لم يبقى على تقاعد سوى شهور عدة، فيوافق على مضض وبعد أن حصل على الأوراق التي وقعها كل من الرئيس الذي يدعى بنجامين هاريسون والتي كانت تضمن لهم المرور الآمن وهمّ بالرحلة.
وفي تلك الرحلة اصطحب معه الكابتن السجين الهندي والجندي الذي يدعى ويدسون ومن يحمل رتبة ملازم ويدعى كيدر، وآخر يحمل رتبة رقيب ويدعى ميتز، وجندي آخر يدعى فيليب وهو شاب من أصول فرنسية، وأثناء تلك الرحلة مرت هذه المجموعة عبر البيت المحروق لعائلة السيد ويسلي، وهنا شغف بهم الفضول إلى التحقيق في أمر ذلك البيت، وما دفع بهم لذلك هو أن جثة السيد ويسلي ما زالت ملقاة في ذات المكان الذي قُتل به، إذ أُصيبوا بحالة قشعريرة أثناء دخولهم إلى داخل البيت.
كما وجدوا أن السيدة روزالي لا تزال متمسكة برضيعها والذي كان متوفي، وتجلس إلى جانب السرير الذي وضعت عليه جثث بناتها والتي وضعت فوقهن مجموعة من الشراشف وكأنهن نائمات، وأول ما شاهدت السيدة روزالي الجنود سرعان ما حذرتهم من أن يحدثوا أي ضجة وأشارت إلى أن أبنائها نائمون، وبعد لحظات عادت لوعيها وأدركت أن أبنائها وزوجها توفوا وأصرت على أن تقوم بحفر قبر عائلتها بنفسها.
ولكنها بعد محاولات عدة في حفر القبر فشلت، مما جعلها تسمح للجنود بالقيام بالحفر، وعند حلول المساء ومكوث الجميع للنوم في منزلها من أجل أخذ قسطاً من الراحة قامت بسرقة مسدس الكابتن وتوجهت نحو القبر، ولكن الكابتن سرعان ما أحس عليها وقام بتتبعها واسترداد مسدسه، وفي اللحظة ذاتها قام الكابتن بإيقاظ جميع جنوده وأخبرهم أنهم في خطر؛ وذلك لأن قبيلة كومانتش لا تميز بين الرجال البيض وغيرهم.
وفي ذلك الوقت طلب السجين من الكابتن أن يفكه حتى يتمكن من المساعدة في الدفاع عن المجموعة في حال تعرضوا للهجوم، لكن الكابتن رفض ذلك الأمر قطعياً، وفي اليوم التالي دارت معركة حامية الوطيس حيث هجمت القبيلة على مجموعة الجنود، وقد نتج عن تلك المعركة قتل جندي ومساعد، ويقوم أحد أفراد المجموعة بتحرير السجين وهمت السيدة روزالي بالفرار بعد أن تمكنت من الحصول على مسدس أحد أفراد القبيلة، وأثناء هربها قامت بإطلاق النار على قائد القبيلة، وفي النهاية تمكنت المجموعة من قتل قائد القبيلة والفرار والنجاة بأنفسهم.
وبعد أن وصل الكابتن والسيدة روزالي ومن بقى معه من الجنود إلى أحد الحصون الذي يقع في ولاية كولورادو لمداواة الجنود الجرحى، وفي ذلك الحصن بينما كانوا يتناولون وجبة العشاء مع الكولونيل الذي يدعى ماكغوان وزوجته التي تدعى ميني طلب منه الكابتن استضافته مع السيدة روزالي لحين يتمكنوا من العودة، وقد وافق الكولونيل على طلبه، وبعد عدة أيام حينما خرجت السيدة رزوالي من أجل غسل الأطباق مع بعض النساء تتعرض للخطف من قبل تجار الفراء، ولكن ما حدث هو أنه تسلل الكابتن ومن معه من جنود إلى خيام التجار ويقوموا بقتلهم وتحرير السيدة روزالي.
وأثناء رحلة العودة دار حوار بين السجين والذي كان يلتقط آخر أنفاسه والكابتن، وخلال ذلك الحوار أخبر كلا منهما الآخر أنه فقد بعض الأصدقاء بسببه، ولكنهم في نهاية حديثهم تصافحان وسامح كل منهما الآخر، وفي النهاية توفي السجين، وحينما وصل الكابتن إلى موطنه تصدى له أحد الرجال من أصحاب البشرة البيضاء ومعه أبنائه ورفض أن يتم دفن السجين في الأرض بحجة أنها ملكه، فيخرج له الكابتن الأوراق التي تسمح لهم بذلك، لكن دون جدوى، وهنا تهدده روزالي بأنها سوف تقوم بإطلاق النار عليه إن لم يستجيب لطلبهم.
ولكن ذلك الرجل اعتقد أنها لن تقوى على فعل ذلك، وما فاجأ الجميع أنها كانت على قدر كلامها وضغطت على الزناد وقتلت الرجل، مما تسبب في حدوث معركة بين رجاله وجماعة الكابتن، فيسقط من كلا الفريقين قتلى، ولكن بعد ذلك دفن الكابتن السجين في موطنه، وعادت روزالي إلى ولاية شيكاغو في القطار وبرفقتها ابن السجين الذي كان ملازم والده طوال فترة رحلته من السجن حتى وصل إلى مسقط رأسه؛ وذلك لتعتني به وتصبح له أمًا دون النظر للونه أو جنسه.