تُعتبر هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الأديب المشهور آرثر كونان دويل، وقد تناولت القصة في مضمونها الحديث حول إحدى الجرائم التي قام بها اثنين من الأشخاص من أجل القيام بسرقة بنك، وكيفية استغلالهم أحد الأشخاص الذي يمتلك مبنى مجاوراً للبنك؛ وذلك من أجل تسهيل المهمة عليهم، وقد أعدّت القصة على أنها تندرج تحت تصنيف قصص الأدب البوليسي، تم العمل على نشرها سنة 1892م ضمن مجموعة قصصية للكاتب.
قصة عصبة ذوي الشعر الأحمر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في ذلك اليوم الذي جاء به أحد الأشخاص والذي يدعى السيد جبينز ويلسون إلى أحد المحققين المشهورين في ذلك الوقت والذي يدعى هولمز؛ وقد كانت سبب زيارة السيد جبينز هو طلب المساعدة من المحقق، وقد كانت المساعدة بخصوص هو أن ذلك الرجل قرر من وقت قريب أن يقدم على الانضمام إلى إحدى الجماعات التي تعرف باسم عصبة ذوي الشعر الأحمر، حيث أنه استمر السيد جبينز بالعمل معهم لعدة شهور، وقد كان من الموظفين المخلصين والمتفانيين في عملهم ويقوم بكافة المهام التي توكل إليه على أكمل وجه دون نقصان.
إلا أنه على الرغم من تفانيه في العمل إلى أن تلك المنظمة لم تقدم له الراتب الذي تم الاتفاق عليه منذ البداية بموجب العقد الذي تم بينه وبين تلك المنظمة، وقد كان تعنت تلك المنظمة دون وجه حق، إذ أنه لم يبدر عن السيد جبينز أي تقصير تجاه عمله، وقد كان في الأصل قد تقدم السيد جبينز بالانضمام إلى تلك المنظمة قبل عدة أشهر فاتت، وأول ما طرأت الفكرة برأسه في الانضمام بسبب أحد مساعديه.
حيث أنه ذلك المساعد كان قد لفت نظر السيد جبينز إلى أحد الإعلانات المنشورة في الصحف اليومية، والتي كانت تتضمن العبارات التالية: إنه بإمكانك الحصول على ما يقارب أربعة جنيهات كل أسبوع؛ وذلك فقط من خلال قيامك بالانضمام إلى تلك المنظمة المشار إليها، ولكن على الرغم من أن السيد جبينز قد عمل تحت أيديهم إلا أنه لم يقدموا له أي نقود تذكر.
وفي ذلك الوقت أشار السيد جبينز أن ما دفع به في البداية بالانضمام إلى تلك المنظمة هو أن المبلغ المالي المطروح في الإعلان كان مغري بالنسبة إليه، وقد تم عرض ذلك المال من غير القيام بالعمل لديهم، فكيف بشخص عمل لديهم، إذ ينبغي أن يكون المبلغ أكبر، كما أشار إلى أنه حين قدم طلب للعمل لديهم سرعان ما تمت الموافقة على طلبه؛ وقد كان السبب خلف ذلك هو أنه يمتلك ميزة تشبه ميزاتهم إلى حد كبير وهو لون شعره الذي كان أحمر.
حيث أن جميع المسؤولين عن تلك المنظمة كانوا يمتلكون ذات الميزة، وفي أحد أيام عمله في تلك المنظمة كان قد أوكل إليه أحد أعضاء الرئيسين في المنظمة ويدعى السيد دونكان روس عمل في غاية الأهمية عليه أن يقوم به ويتمه على أكمل وجه، وقد كان ذلك العمل عبارة عن القيام بنسخ عدة صفحات من إحدى الموسوعات المهمة والتي تعود في أصلها إلى دولة بريطانيا، وقد أعطاه مهلة لإتمام ذلك العمل من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثانية عصرًا.
وأكثر ما شدد عليه السيد روس هو أن يقوم السيد جبينز بإنهاء ذلك العمل في الموعد المتفق عليه، وقد شجعه على قيامه بذلك العمل بتلك السرعة بأنه سوف يقوم بتقديم له جميع رواتبه التي لم يحصل عليها دون أي نقصان فيها، كما قام بتحذيره في تلك الأثناء بعدم الخروج قط أثناء تلك الساعات التي تم تحديدها له، وفي حال اضطر للخروج فإنه ينبغي عليه أن يقوم بإخباره في الأول.
وبالفعل قنط السيد جبينز من أجل القيام بنسخ تلك الصفحات، إلا أنه لم يقوم بها في تلك الساعات القصيرة التي تم تحديها له، وإنما استغرق في تلك المهمة أسبوعاً كاملاً، ولكنه من جهة أخرى كان متقن إلى درجة كبيرة في نسخ الصفحات، ولكن بعد إنهاء مهمته لم يتقاضى أجره عليه ووعده السيد روس أنه خلال فترة قليلة جداً سوف يعطيه المبلغ المتفق عليه.
وفي أحد الأيام كان السيد جيبنز يرغب في الخروج من المنزل، وإذ به يجد على الباب ورقة معلقة عليه من الخلف، وفي تلك الورقة كان مكتوب أنه قد تم حل منظمة ذوي الشعر الأحمر، وأن كامل عناصر تلك المنظمة قد رحلوا إلى مكان بعيد، وهنا سرعان ما فكر في أمواله التي لم يحصل عليها جراء عمله في تلك المنظمة ولا حتى أمواله مقابل المهمة التي مكث من أجل إتمامها أسبوعاً كاملاً دون الخروج من المنزل، ومنذ تلك اللحظة قرر السيد جبينز أن يلجأ إلى أحد أهم المحققين من أجل البحث في قضيته تلك، كما رغب في معرفة ذلك اللغز الخفي الذي كان خلف اختفاء تلك المنظمة دون سابق إنذار، بالإضافة إلى أنه أراد أن يعرف السر الذي يكمن خلف تلك المنظمة.
ومن هنا بدأ المحقق المشهور بإجراء العديد من التحقيقات في تلك القضية، إذ رغب هو كذلك في معرفة السر الذي يكمن خلف مثل تلك المنظمات، والتي أشار إليها أنها منظمات وهمية، وأول ما توصل إليه هو أن الاسم الحقيقي للسيد دونكان روس هو في الحقيقة جون كلاي، وأن الاسم الأول له مجرد اسم مستعار، كما أن ذلك الرجل لديه تاريخ طويل من النشاطات والقضايا الإجرامية، كما توصل المحقق إلى أن المساعد الذي أثار انتباه السيد جبينز إلى الإعلان هو في الحقيقة من أهم المساعدين للسيد جون، وأنه في الحقيقة لم يكن اسمه أرشي كما كان يدعي، وإنما يدعى لسبولدينغ، وكلا هؤلاء الرجلين المجرمين كانا يحملان أسماء مستعارة من أجل الخداع والمكر بالسيد جبينز.
وفي النهاية توصل المحقق كذلك إلى أن السبب الذي دفع بهم من أجل فعل تلك المنظمة الوهمية هو هدفهم من أجل تنفيذ خطتهم في سرقة البنك المجاور للمتجر الذي تعود ملكيته إلى السيد جبينز، وأنهم كانوا قد شغلوا جبينز معهم وينيطون إليه بالعديد من المهام من أجل ضمان تغيب السيد جبينز عن المتجر والحفر باستخدام الحفار الحديدي في الطابق السفلي من المتجر؛ وذلك من أجل التمكن من الوصول إلى ذلك البنك المجاور وسرقته بكل يسر وسهولة دون أن يراهم أحد، وأخيراً تمكن المحقق بكل براعة أن كشف طريقتهم المبتكرة في سرقة البنك.