قصة عقاب جيرالد الجبان

اقرأ في هذا المقال



كيف تمت معاقبة غيرالد الجبان أو قصة عقاب جيرالد الجبان ( HOW GEIRALD THE COWARD WAS PUNISHED) هي قصة خيالية آيسلندية تم جمعها في Neuislandische Volksmärchen، أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية البني عام 1904.

الشخصيات:

  • روزالد.
  • جيرالد.
  • الأميرة.

قصة عقاب جيرالد الجبان:

كان هناك فارسًا فقيرًا لديه عدد كبير من الأطفال، كان يجد صعوبة كبيرة في الحصول على ما يكفيهم من الطعام، وفي أحد الأيام أرسل ابنه الأكبر، روزالد، الشاب الشجاع والصادق إلى البلدة المجاورة للبحث عن عمل، وهناك التقى روزالد بشاب اسمه جيرالد، كونّ صداقات معه.
كان جيرالد ابن رجل ثري، وقد سمحت له حياته كلها بفعل ما يخطر بباله، ولحسن الحظ بالنسبة لوالده، كان حكيماً ومتزنًا، ولم يهدر المال مثل العديد من الشباب الأغنياء الآخرين، وعندما أخبر والده أنه يريد السفر إلى بلاد أخرى، وبعد أن تحدث لفترة قصيرة مع روزالد، سأل عما إذا كان صديقه الجديد سيكون رفيقه في السفر في رحلته.
أجاب روزالد وهو يهز رأسه بحزن: لا يوجد لدي شيء أفضل من السفر، لكن والدي فقير للغاية، ولا يمكنه أبدًا إعطائي المال للسفر، فقال جيرالد: إذا كانت هذه هي الصعوبة الوحيدة لديك، فلا بأس، والدي لديه أموال كثيرة لدرجة أنه لا يعرف ماذا يفعل بها، وسوف يعطيني كل ما أريد لكلينا، فقط، هناك شيء واحد يجب أن تعدني به، وهو أنه، بافتراض أن لدينا أي مغامرات، سوف تنسب شرفها ومجدها لي.
قال روزالد: نعم، بالطبع، هذا عادل فقط، ثمّ قال: لكن لا يمكنني الذهاب دون إخبار والدي، أنا متأكد من أنهم سيعتقدون أنني محظوظ للحصول على مثل هذه الفرصة، وحالما تم الانتهاء من الاتفاق، سارع روزالد إلى المنزل، وبعد أن أخبرهما بذلك، كان والديه سعداء بسماع هذه الأخبار، وأعطاه والده سيفه الخاص، الذي كان يصدأ بسبب عدم الاستخدام.
قالت والدته، وهي تودعه: تأكد من أنك ستفي بالوعد الذي قطعته على جيرالد، وتأكد أنك لن تخونه أبدًا، انطلق روزالد مليئًا بالبهجة، وفي اليوم التالي بدأ هو وجيرالد في البحث عن مغامرات، ولخيبة أملهم، كانت أراضيهم محكومة جيدًا لدرجة أنه من غير المرجح أن يحدث أي شيء خارج عن المألوف، لكنهم عبروا الحدود مباشرة إلى مملكة أخرى.
لم يبتعدوا كثيرًا، وعندما كانوا يصعدون جبلًا، شاهدوا العديد من الرجال المسلحين المختبئين بين بعض الأشجار في طريقهم، وتذكروا فجأة بعض الكلام الذي سمعوه عن مجموعة من اثني عشر لصًا كانوا ينتظرون الأغنياء، حيث كان اللصوص أشبه بالوحوش أكثر من البشر، ويعيشون في مكان ما على قمة الجبل في الكهوف والثقوب في الأرض.
وكانوا جميعًا يُدعون، هنكور، وتم تمييزهم عن بعضهم البعض باسم لون، مثل أزرق، رمادي، أحمر، وما إلى ذلك ، باستثناء زعيمهم، الذي كان يُعرف باسم هانكور الطويل، ثمّ اندفع إلى أذهان الشابين عندما رأيا وميض سيوفهما في ضوء القمر أنه من المستحيل قتالهم، فهم من اثني عشر مقابل اثنين.
همس جيرالد، وأوقف حصانه في الطريق، من الأفضل العودة للخلف وأن نسلك الطريق السفلي، سيكون من الغباء التخلص من حياتنا هكذا، لكن أجاب روزالد: لا يمكننا العودة للوراء، سنخجل من النظر إلى وجه أي شخص مرة أخرى إذا فعلنا ذلك ! وإلى جانب ذلك، إنها فرصة عظيمة للقيام بمغامرة، دعونا نربط خيولنا هنا، ونصعد فوق الصخور حتى نتمكن من دحرجة الأحجار عليهم.
قال جيرالد: حسنًا، قد نحاول ذلك، ثمّ صعدوا على الصخور بصمت وحذر حيث كان اللصوص مستلقين على أهبة الاستعداد، متوقعين في كل لحظة رؤية ضحاياهم يقتربون من الزاوية على بعد ياردات قليلة، وعندما سقطت رشقات من الحجارة الضخمة على رؤوسهم، تسببت بمقتل نصف الفرقة.
صعد الآخرون فوق الصخرة، لكن عندما وصلوا إلى القمة، قاتلهم روزالد بقوة باستخدام سيفه، وتدحرج رجل تلو الآخر إلى الوادي، أخيرًا، تمكن الرئيس من النهوض، وقاتل روزالد بشدة، حيث كانت أجسادهما تتمايل دائمًا بالقرب من الحافة، وفي النهاية سحب روزالد بيده اليسرى سيف السارق من غمده وأغرقه في قلبه، ثم أخذ من الميت خاتمًا جميلًا مرصعًا بحجر كبير، ووضعه في إصبعه.
سرعان ما انتشر هذا العمل الرائع في جميع أنحاء البلاد، وغالبًا ما كان الناس يوقفون حصان جيرالد، ويطلبون رؤية خاتم السارق، الذي قيل أنه سُرق من والد الملك الحاكم، وأظهر لهم جيرالد الخاتم بكل فخر، واستمع إلى كلمات المديح الخاصة بهم، وفي غضون أيام قليلة غادروا المملكة إلى أخرى، حيث اعتقدوا أنهم سيتوقفون خلال الفترة المتبقية من الشتاء، لكن الملك لم يمنحهم الإذن بالتوقف إلا بشرط واحد، وهو أن يعطوه بعض الأدلة على شجاعتهم التي سمع عنها كثيرًا.
كان قلب روزالد سعيدًا برسالة الملك، أما بالنسبة لجيرالد، فقد شعر أنه طالما كان روزالد موجودًا، فسيكون كل شيء على ما يرام، لذلك انحنى كلاهما وأجابا أن أمر الملك يجب أن يطيعوه، فقال الملك: حسنًا، ما أريدكم أن تفعلوه هو، في الجزء الشمالي الشرقي من مملكتي يسكن عملاق، لديه عصا حديدية بطول عشرين ياردة، وهو سريع جدًا في استخدامها ولقد سقط أشجع وأقوى شباب بلاطي تحت ضربات تلك العصا.
لكن، بينما تغلبتم على اللصوص الاثني عشر بسهولة، أشعر أن لدي سببًا للأمل في أن تتمكن من التغلب على العملاق، أجاب روزالد: سنكون مستعدين يا جلالة الملك، لكن جيرالد ظل صامتا، ثمّ قال: كيف يمكننا محاربة عملاق قتل خمسين فارسًا؟ ثمّ قال عندما كانوا خارج القلعة: الملك يريد فقط أن يتخلص منا! لن يفكر فينا للأيام الثلاثة المقبلة، لذلك سيكون لدينا متسع من الوقت لعبور حدود المملكة ونكون بعيدًا عن متناول اليد.
أجاب روزالد: قد لا نكون قادرين على قتل العملاق، لكننا بالتأكيد لا نستطيع الهرب حتى نحاول، بالإضافة إلى ذلك، فكر في مدى روعة الأمر إذا تمكنا من قتله! أنا أعرف نوع السلاح الذي سأستخدمه، تعال معي الآن، وسأفكر في الأمر، ثمّ أخذ صديقه من ذراعه، وقاده إلى متجر حيث اشترى كتلة ضخمة من الحديد الصلب، حيث تمكنوا من حملها إلى حداد حيث أمر روزالد بتحويلها لهراوة سميكة، ثمّ أخذها إلى المنزل تحت ذراعه.
في وقت مبكر جدًا من صباح اليوم الثالث، بدأ الشابان رحلتهما، وفي اليوم الرابع وصلا إلى كهف العملاق قبل أن ينهض من السرير، وعند سماع صوت الخطوات، نهض العملاق وذهب إلى المدخل ليرى من كان قادمًا، وتوقع روزالد رؤيته بسرعة، وضربه بضربة على جبهته حتى سقط على الأرض، ثم قبل أن يتمكن من النهوض مرة أخرى ، أخرج روزالد سيفه وقطع رأسه.
قال روزالد: لم يكن الأمر صعبًا بعد كل شيء، كما ترى، ووضعوا رأس العملاق في محفظة من الجلد كانت معلقة على ظهره، وبدأوا رحلتهم إلى القلعة، وبينما كانوا يقتربون من البوابات، أخذ روزالد الرأس من المحفظة وسلمها إلى جيرالد، الذي تبعه في حضور الملك.
قال جيرالد وهو يمد رأسه: لن يزعجك العملاق بعد الآن، فقبله الملك وصرخ بفرح: أنه أشجع فارس في العالم كله، وأنه يجب عمل وليمة له ولروزالد، وإعلان العمل العظيم في جميع أنحاء المملكة، وتضخم قلب جيرالد بالفخر، وكاد أن ينسى أن روزالد هو الذي قتل العملاق وليس هو.
سمع الاثنان أخبارًا وهي أن سيدة جميلة تعيش في القلعة ستكون حاضرة في الحفل، مع فتيات جميلات، وكانت السيدة ملكة بلدها، فهي ابنة أخ الملك وهي في رعاية هذا الملك بعد موت والديها وعندما أصبحت الآن كبيرة بما يكفي لتحكم مملكتها، لكن رعاياها لم يحبوا أن تحكمهم امرأة، وقالوا إنها يجب أن تجد زوجًا لمساعدتها في إدارة شؤونها.
قدم الأمير بعد الأمير نفسه للزواج منها، لكن الملكة الشابة لم تقبل أي منهم، وأخبرت وزرائها أخيرًا أنه يجب أن أن تختار زوجها بنفسها، لأنها بالتأكيد لن تتزوج أي من هؤلاء الذين اختاروهم لها، ثمّ أجاب الوزراء أنه في هذه الحالة كان من الأفضل لها أن تدير مملكتها بمفردها، ولكن الملكة التي لم تكن تعرف شيئًا عن أعمال الحكم، أوقعت الأمور في حالة من الفوضى.
وعندما سمعت كيف قتل الشابان العملاق، امتلأ قلبها بالإعجاب بشجاعتهما، وأعلنت أنه إذا أقيمت وليمة، فستكون حاضرة بالتأكيد، وعندما انتهى الحفل سألت الملك ولي أمرها إذا كان سيسمح للبطلين اللذين قتلا اللصوص وقتلوا العملاق بالقتال في جولة قتاليه في اليوم التالي بحضورها.
أعطى الملك موافقته بكل سرور، وأمر بإعداد القوائم من الفرسان والشجعان لقتال البطلين، ولم يشك أبدًا في أن اثنين من الأبطال العظام سيكونون متحمسين لمثل هذه الفرصة لإضافة المزيد من الشهرة، ولكنّ جيرالد فعل كل ما في وسعه لإقناع روزالد بالهروب سرًا من القلعة أثناء الليل، فقال:لا أعتقد أن القتال جيد ضد فرسان أثبتوا نجاحهم وقوتهم ، وكيف يمكننا نحن الصغار وغير المجربين، الوقوف ضدهم؟
أجاب روزالد: الشرف سيكون أعلى إذا ربحنا اليوم، لكن جيرالد لم يستمع إلى أي شيء وأعلن فقط أنه لا يهتم بالشرف والفخر، ويفضل أن يكون على قيد الحياة بدلاً من الموت، كما أقسم على روزالد أن يرافقه، حزن روزالد كثيرًا عندما سمع هذه الكلمات، لكنه كان يعلم أن محاولة إقناع جيرالد كانت عديمة الجدوى، ثمّ فكر في خطة ما لمنع الهروب المشين.
قال روزالد: دعنا نغير الملابس، وسأقوم بالقتال، بينما تحصل أنت على المجد، ولا أحد سيعرف أبدًا، وعلى هذا وافق جيرالد عن طيب خاطر، اجتمع روزالد ثلاث مرات في حادث اصطدام مع الفرسان، وكان في كل مرة يفوز روزالد المتخفي خلف خوذته، ثمّ عاد بعد نهاية الجولات وأعطى ملابسه لجيرالد الذي خرج لساحة المعركة وعندما طلب الملك إحضاره أمامه وقال له: لقد فعلت ما توقعت منك أن تفعله، والآن اختر مكافأتك.
أجاب جيرالد : امنحني، مولاي يد الملكة، ابنة أخيك، وسأدافع عن مملكتها ضد كل أعدائها، قال الملك: لم يكن بإمكانها اختيار زوج أفضل، إذا وافقت، ثمّ استدار نحو الملكة، التي كانت عيناها حادتين للغاية، وبدا لها أن الرجل الذي وقف أمامها، طويل القامة ووسيمًا على الرغم وكان مختلفًا في كثير من النواحي عن الرجل الذي خاض البطولة .
كيف يمكن أن يكون هناك أي خداع لا تستطيع فهمه، ولماذا يجب أن يكون المنتصر الحقيقي على استعداد للتخلي عن جائزته للآخر لا يزال غريبًا لكن شيئًا في قلبها حذرها من توخي الحذر، ثمّ أجابت: قد تكون راضيًا يا عمي، لكنني لست كذلك، هناك دليل آخر يجب أن يكون لدي، ليحارب الشابان الآن بعضهما البعض، يجب أن يكون الرجل الذي تزوجته هو الرجل الذي قتل اللصوص والعملاق، وتغلب على فرساني.
أصبح وجه جيرالد شاحبًا عندما سمع هذه الكلمات، ولكنه لم يشك للحظة واحدة في أن روزالد سيحتفظ بوعده بإخلاص حتى النهاية، ولكن كيف يمكن أن يخدع عيون الملكة الشابة التي شعر بعدم الارتياح أنها كانت تشتبه به منذ البداية؟ وبعدما أخبر روزالد تم خوض المعركة، وعلى الرغم من مخاوف جيرالد، تمكن روزالد من التراجع لشن هجمات يفكر في أن تنجح أبدًا، وقام بالسماح بأخطاء صديقه التي كان من الممكن أن يتجنبها بسهولة لتحقيق نهايتها.
وبعد عرض كبير للمقاومة، سقط روزالد بشدة على الأرض، وعندما سقط عرف أنه لم يكن المجد وحده الذي تخلى عنه بحق، بل يد الملكة التي كانت أثمن، لكن جيرالد لم ينتظر حتى ليرى ما إذا كان قد أصيب صديقه، بل ذهب مباشرة إلى الحائط حيث لوح الراية الملكية وطالب بالمكافأة التي أصبحت له الآن.
التفت حشد من المشاهدين نحو الملكة، متوقعين رؤيتها تنحني للفائز، وبدلاً من ذلك، ابتسمت فقط برشاقة، وقالت إنه قبل أن تمد يدها يجب فرض اختبار آخر، لكن هذا يجب أن يكون الأخير حيث يجب خوض الجولة النهائية، يجب أن يلتقي جيرالد وروزالد منفردين بفرسان من بلاط الملك، ومن يستطيع أن يرمي خصمه يجب أن يكون سيدًا عليها وعلى مملكتها، ثمّ تم تحديد المعركة لتجرى في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي.
كان جيرالد يتجول طوال الليل في غرفته، دون أن يجرؤ على مواجهة القتال الذي كان أمامه، ويحاول بكل قوته اكتشاف بعض وسائل الهروب منه، وطوال الليل كان يتنقل بقلق من باب إلى نافذة، وعندما دقت الأبواق واندفع المقاتلون إلى الميدان، وكان هو الوحيد المفقود.
أرسل الملك رسلاً ليرى ما حل به، فوجده مرتعدًا من الخوف مختبئًا تحت سريره، بعد ذلك لم تكن هناك حاجة إلى أي دليل آخر حيث أُعلن أن القتال غير ضروري، وأعلنت الملكة عن رضاها التام ومستعدة لقبول روزالد كزوج لها، ثمّ قالت لجيرالد عندما كانا بمفردهما: لقد نسيت شيئًا واحدًا، لقد تعرفت على خاتم والدي الذي سرقه هانكور التل، بإصبع يدك اليمنى، وعرفت أنك أنت وليس جيرالد من قتلت فرقة السارق.
ثمّ قالت: لهذا السبب أمرت بالقتال بينكما، على الرغم من أن إيمانك بكلمتك حال دون نجاح خطتي، واضطررت إلى تجربة أخرى، الرجل الذي يفي بوعده بأي ثمن هو الرجل الذي يمكنني الوثوق به، لنفسي ولشعبي، فتزوجا، وعادا إلى مملكتهما التي حكمتها وزوجها بسعادة، وبعد سنوات عديدة قام شحاذ فقير بالطرق على بوابات القصر وطلب المال، حيث كان هذا جيرالد.


شارك المقالة: