قصة عيون الجد أو (Grandfather’s Eyes) قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince) كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.
الشخصيات:
- يانيشيك.
- الجد.
- اليزنكا.
قصة عيون الجد:
ذات مرة كان هناك صبي فقير كان يُدعى يانيشيك، مات والده ووالدته واضطر إلى العيش بمفرده ولفترة طويلة لم يجد شيئًا ليفعله كان يتجول مرارًا وتكرارًا، وفي النهاية وصل إلى منزل صغير كان بمفرده بالقرب من حافة الغابة، وقد جلس رجل عجوز على عتبة الباب ورأى يانيشيك أنّه أعمى، لأنّه كانت هناك ثقوب فارغة محل عيناه.
وعندما بدأت بعض الماعز التي كانت في سقيفة بالقرب من المنزل تصدر صوتاً عالياً فقال العجوز: أيتها الماعز المسكينة تريدين الذهاب إلى المرعى، أليس كذلك؟ لكنني لا أستطيع أن أقودك وليس لدي أي شخص آخر لأرسله لرعايتك، اقترب يانيشيك وقال: أرسلني لكي أرعاها يا جدي، سأعمل كراعي من أجلك لهذه الأغنام، فسأل الرجل العجوز: من أنت يا بني؟
أخبره يانيشيك من هو ووافق الرجل العجوز على جعله يرعى أغنامه، وقال: والآن اصطحب الماعز إلى المراعي، لكن هناك شيء واحد يانيشيك يجب أن أخبرك به: لا تأخذهم إلى التل هناك في الغابة وإلا فإن اليزينكا قد تمسك بك كما فعلوا بي، ثمّ أخبر يانيشيك أنّ اليزينكا كنّ ساحرات شريرات عشن في كهف في الغابة وكنّ يتجولن في شكل فتيات الجميلات.
وإذا وجدنك فسيرحبن بك بتواضع ليجعلنك تعتقد أنهنّ طيبات ولطيفات، وبعد ذلك وبمجرد أن يسيطرن عليك سوف يجعلنك تنام ويقتلعن عينيك، فقال يانيشيك: لا تخف أبدًا، يا جدي لن تمسك بي اليزينكا، وفي اليوم الأول واليوم الثاني أبقى يانيشيك الماعز بالقرب من المنزل، لكنّ في اليوم الثالث قال في نفسه: أعتقد أنني سأذهب إلى التل في الغابة، وهناك عشب أفضل هناك وأنا لست خائفاً من اليزينكا.
وأخذ ثلاثة مفاتيح رفيعة طويلة، ولفّها في لفائف صغيرة، وأخفاها في تاج قبعته، ثمّ قاد الماعز عبر الغابة حيث كانوا يقضمون الأوراق والأغصان بجانب نهر عميق حيث توقفوا للشرب، وعند صعودهم منحدرات التل المعشبة هناك تناثرت الماعز وجلس يانيشك على حجر في الظل، وعندما كان جالسًا نظر إلى الأعلى وهناك أمامه وقفت أجمل فتاة رآها.
كانت بشرتها مثل الورد، وكانت عيناها سوداء مثل التوت، وشعرها يسقط على كتفيها في خصلات طويلة حيث ابتسمت وقدمت ليانشيك تفاحة حمراء كبيرة، وقالت له: يا راعي الغنم، هذا شيء لك لقد نما في حديقتي الخاصة، لكنّ يانيشيك عرف أنّها لا بد أنها من اليزنكا وأنه إذا أكل التفاحة فسوف ينام ثمّ تقتلع عينيه، فقال بأدب: شكرًا لك أيتها الفتاة الجميلة.
لديّ شجرة في حديقتي بها تفاح أكبر من تفاحك وقد أكلت ما أريد، وعندما رأت الفتاة أن يانيشيك لن يتم إقناعه ذهبت بعيداً، ثمّ جاءت فتاة ثانية أجمل من الأولى، وكانت تحمل في يدها وردة حمراء جميلة، وقالت: أليست هذه وردة جميلة؟ التقطتها بنفسي من السياج، كم هي عطرة! هل ستشتمها؟ وعرضت عليه الوردة لكن يانيشيك رفضها.
وقال بأدب: حديقة سيدي مليئة بالورود أحلى بكثير من حديقتك وأشم رائحة الورود طوال الوقت منها، وفي ذلك الوقت هزت الفتاة كتفيها واختفت، ثمّ جاءت الثالثة وكانت أصغرهنّ وأجملهنّ جميعًا، و كانت تحمل في يدها مشط ذهبي، وقالت: بارك الله فيك يا راعي الغنم، وابتسمت ليانشيك وقالت: حقًا أنت فتى وسيم، لكنّك ستظل وسيمًا إذا تم تمشيط شعرك جيدًا، تعال دعني أمشطه لك.
لم يقل يانيشيك شيئًا لكنّه خلع قبعته دون السماح للفتاة برؤية ما كان مخبأ في تاجها، واقتربت منه وعندما كانت على وشك تمشيط شعره، قام بضربها بأحد المفاتيح على يديها، صرخت وحاولت الهرب لكنّها لم تستطع لأنّ اليزنكا تكون غير قادرة على الحركة إذا ضربها أحد على يديها بمفتاح، لذلك أخذ يانيشيك يديها وربطهما بالمفتاح الشائك الطويل بينما كانت تبكي وتكافح.
ثمّ جاءت أختاها الاثنتان راكضتان وعندما رأين ما حدث، بدأنّ في البكاء والتوسل من يانيشيك لفك يدي أختهنّ وتركها تذهب، لكنّ يانيشيك ضحك وقال: لا، أنتنّ ستحررنها، وعندما ذهبن إلى أختهنّ وحاولن مساعدتها، قام يانيشيك بضرب مفتاحيه الآخرين وضربهما أيضًا على أيديهنّ الجميلة الناعمة، وبعد ذلك لم يتمكنّ أيضًا من الحركة وكان من السهل تكبيلهنّ وجعلهنّ سجينات.
ثمّ قال لهن: الآن أنتن الثلاثة في قبضتي أيتها الشريرات كنتن أنتن من اقتلعتن عيني سيدي العجوز المسكين، ولن تذهبن حتى تفعلن ما أطلبه، وتركهنّ هناك وركض إلى بيت سيده العجوز فقال له: تعال يا جدي، لأنّي وجدت وسيلة لاستعادة عينيك، وأخذ الرجل العجوز من يده وقاده عبر الغابة على طول ضفة النهر حيث لا تزال اليزنكا الثلاثة يكافحن ويبكين.
ثمّ طلب أن يخبرنه أين عيني سيده، وإذا لم يخبرنه فسوف يلقي بهنّ في النهر، تظاهرت أول يزنكا بأنّها لا تعرف، فرفعها يانيشيك لأعلى وبدأ في إنزالها من التل باتجاه النهر، أرعب ذلك أختيها وصرخت: لا ترمني في النهر، وسأجد لك عيون سيدك، أعدك بأنّني سأفعل، لذلك وضعها يانيشيك على الأرض وقادته إلى كهف في جانب التل حيث راكمت هي وأخواتها الشريرات كومة كبيرة من العيون.
كانت كل أنواع العيون، عيون كبيرة وعيون صغيرة، عيون سوداء، وحمراء،وزرقاء، وكل نوع من العيون في العالم يمكن التفكير فيه، وذهبت إلى الكومة واختارت عينين قالت إنهما الصحيحتان، ولكن عندما حاول العجوز المسكين أن ينظر من خلالهم، صرخ في ذعر: لا أرى سوى رؤوس الأشجار المظلمة مع الطيور النائمة والخفافيش الطائرة، هذه ليست عيني، هؤلاء عيون البوم، أخرجها.
عندما رأت يانيشيك كيف أن أول يزنكا خدعته، ألقى بها في النهر، وكانت تلك نهاية لها، ثمّ قال للأخت الثانية: الآن أخبرني أين عيني سيدي، وفي البداية تظاهرت هي أيضًا بأنها لا تعرف، ولكن عندما هددها يانيشيك برميها في النهر،قامت بإعادته إلى الكهف واختارت عينين قالت إنهما الصحيحتان، ولكن عندما حاول العجوز المسكين أن ينظر من خلالهم، صرخ مرة أخرى في خوف: لا أرى شيئًا سوى شجيرات متشابكة وأسنان مفككة وألسنة حمراء ساخنة! هذه ليست عيني هنّ عيون الذئاب أخرجها.
وعندما رأى يانيشيك كيف خدعته اليزينكا الثانية ألقى بها أيضًا في النهر، وكانت هذه نهاية لها، ثمّ طلب يانيشيك من الأخت الثالثة أن تخبره أين عيني سيده، وفي البداية تظاهرت هي أيضًا بأنها لا تعرف ولكن عندما هددها يانيشيك برميها بالمثل في النهر، قادته إلى الكهف واختارت عينين قالت أنهما الصحيحتان، لكن عندما حاول العجوز المسكين أن ينظر من خلالهم، صرخ مرة أخرى في خوف: لا أرى سوى المياه المتدفقة والزعانف، هذه ليست عيني هنّ عيون الأسماك، أخرجها.
وعندما رأى يانيشيك كيف خدعته اليزينكا الثالثة،كان مستعدًا لرميها لكنّها توسلت إليه ألا يغرقها وستحاول مرة أخرى ومن أسفل الكومة اختارت عينين أخريين أقسمت أنهما الصحيحتان، وعندما نظر الرجل العجوز إليهما صفق بيديه وقال: هذه عيني، الحمد لله! الآن يمكنني أن أرى جيدًا، بعد ذلك عاش الرجل العجوز ويانيشيك معًا بسعادة، قام يانيشيك برعي الماعز وصنع الرجل العجوز الجبن في المنزل وأكلوها معًا، أمّا اليزنكا الثالثة لم تظهر مرة أخرى على هذا التل!