قصة غايجايوما التي تعيش في الأعلى أو (The Story of Gaygayoma Who Lives up Above) من الحكايات الشعبية الفلبينية، هذه المجموعة من الحكايات ستمنح المهتمين فرصة لتعلم شيء من السحر والخرافات والعادات الغريبة للفلبينيين.
الشخصيات:
- غايجايوما.
- أبونيتولاو.
- زوجة أبونيتولاو.
قصة غايجايوما التي تعيش في الأعلى:
في أحد الأيام بينما جلس أبونيتولاو ينسج سلة تحت منزله، بدأ يشعر بالجوع الشديد ويتوق إلى شيء حلو يمضغه، ثمّ تذكر أنّ حقله لا يزال غير مزروع، لذلك نادى لزوجته التي كانت في الغرفة أعلاه، وقال: تعالي يا أبونيبوليناين، دعينا نذهب إلى الحقل ونزرع بعض قصب السكر فيه، لذلك نزلت أبونيبولينايين بأنبوب من الخيزران وذهبت إلى النبع لملئه بالماء، وذهبا معًا إلى الحقل الذي كان على مسافة من المنزل.
حفر أبونيتولاو الأرض بعصاه الطويلة ووضع القطع التي أحضرها بينما كانت زوجته ترشها بالماء من أنبوب الخيزران، وعندما ملأوا الحقل عادوا إلى منزلهما سعداء بالتفكير في القصب الرائع الذي ينبغي أن يمتلكوه، وبعد سبعة أيام عاد الرجل إلى الحقل ليرى ما إذا كانت النباتات قد عاشت، ووجد أنّ الأوراق كانت طويلة ومدببة بالفعل وقد أسعده ذلك، وبينما كان يقف ينظر إلى الأمر نفد صبره وعزمه على استخدام قوته السحرية حتى ينمو قصب السكر بسرعة كبيرة.
وفي غضون خمسة أيام، زار الحقل مرة أخرى ووجد أنّ السيقان كانت طويلة وجاهزة للمضغ وسارع إلى المنزل ليخبر زوجته بمدى سرعة نمو نباتاتهم، وكانت فخورة بزوجها القوي، وفي هذا الوقت تقريبًا نظرت غايغايوما التي كانت ابنة النجم الكبير القمر إلى الأسفل من منزلها في السماء، وعندما رأت قصب السكر طويل القامة ينمو في الأسفل، كان لديها رغبة لمضغه ونادت على والدها.
وقالت: أبي من فضلك أرسل النجوم إلى الأرض للحصول على بعض قصب السكر الذي أراه، لأنّني أتوق لأكله فنزلت النجوم إلى الأسفل، وعندما وصلن إلى السياج المصنوع من سيقان البامبو الذي كان حول الحقل، انطلقوا فوقه وكسر كل منهم ساق القصب وسحب بعض الفاصولياء التي زرعها أبونيبوليناين، وكانت سيقان هذه الحبوب من الذهب، وعندما أوصلوها لابنة القمر كانت مسرورة بالأشياء التي جلبتها لها النجوم.
لقد طهت الفاصوليا بالسيقان الذهبية وأمضت ساعات طويلة في مضغ القصب الحلو، ومع ذلك، عندما أنهت كل ما جلبته النجوم أصبحت قلقة ونادت والدها النجم الكبير وقالت: تعال يا أبي واذهب معي إلى المكان الذي ينمو فيه قصب السكر، لأنّي أريد أن أراه الآن، فنادى القمر العديد من النجوم لمرافقته وتبعته جميعًا وصولًا إلى المكان الذي نما فيه قصب السكر.
جلس البعض على السياج المصنوع من الخيزران بينما ذهب البعض الآخر إلى منتصف الحقل، وكانوا كلهم يأكلون بقدر ما يحلو لهم، وفي اليوم التالي قال أبونيتولاو لزوجته: أنا ذاهب إلى الحقل لأرى ما إذا كان السياج المصنوع من الخيزران قويًا، وعندما وصل إلى الحقل وبدأ يبحث على طول السياج ليرى ما إذا كان قويًا استمر في العثور على السيقان التي مضغتها النجوم، وكان يعلم أن هناك شخصًا ما كان هناك.
نزل إلى وسط الحقل وكانت هناك على الأرض قطعة ذهب، فقال في نفسه: كم هذا غريب! أعتقد أنّ فتاة جميلة قد أكلت قصب السكر خاصتي سأراقب الليلة وربما ستعود لتناول المزيد، ومع حلول الظلام أعدّ وجبته من قصب السكر، ثمّ اختبأ في العشب الطويل بالقرب من الحقل للانتظار، وبمرور الأضواء المتلألئة التي أعمت عينيه شعر بالدهشة ليجد العديد من النجوم تتساقط من السماء.
وسرعان ما سمع شخصًا يكسر القصب وفجأة كان هناك نجمة كبيرة لدرجة أنّها بدت وكأنّها لهب نار سقط في الحقل، ثمّ خلعت شيء فستانها بالقرب من السياج الذي بدا وكأنّه نجمة، وظهرت وكأنها نصف قوس قزح، لم ير أبونيتولاو مثل هذه المشاهد، واستلقى لفترة من الخوف وقال لنفسه: ماذا أفعل؟ أنا أخاف من رفقاء الفتاة الجميلة هؤلاء فقد يأكلونني.
وبجهد كبير قفز وأخاف النجوم حتى طارت جميعًا، وعندما جاءت الفتاة الجميلة بحثًا عن فستانها، وجدت الرجل جالسًا عليه، قالت له: يجب أن تسامحنا لأنّ قصب السكر لديك حلو جدًا، وأردنا أن نجربه، أجاب أبونيتولاو: أهلاً وسهلاً بك في حقلي، ولكن يجب أن أعرف اسمك وفقًا لعاداتنا، لأنّه من السيئ أن نتحدث حتى نعرف أسماء بعضنا البعض.
ثم أعطاها حبة من نبات التنبول ومضغها معًا، فقال، قالت: نعم ولكن قل أولا، فقال اسمي أبونيتولاو وأنا متزوج، قالت الفتاة: أنا غايغايوما ابنة القمر، والآن على الرغم من أنّ لديك زوجة سأصطحبك إلى السماء، لأنّي أتمنى أن أتزوجك وإذا لم تكن على استعداد للذهاب فسأنادي رفاقي بالنجوم ليأكلوك، ارتجف أبونيتولاو من الخوف، ولم يجرؤ على الرفض ووعدها بالذهاب معها.
بعد ذلك بوقت قصير أسقطت النجوم سلة أمرتهنّ غايغايوما بصنعها، ودخل أبونيتولاو بها وسحبته بسرعة عبر الهواء إلى السماء، وقابلهم القمر عند وصولهم حيث قدمته غايغايوما على أنّه والدها وأخبره القمر أنّه تصرف بحكمة في المجيء، لأنّه لو اعترض لكانت النجوم الأخرى قد أكلته، وبعد أن عاش أبونيتولاو مع النجوم لبعض الوقت طلبت منه غايغايوما وخز بين إصبعها، وبينما كان يفعل ذلك ظهر طفل جميل.
ونما بسرعة كبيرة وكان قوياً، وطوال هذا الوقت لم ينس أبونيتولاو أبدًا زوجته التي كانت تبحث عنه على الأرض، لكنّه كان يخشى أن يذكر اسمها للنجوم، وعندما كان الولد يبلغ من العمر ثلاثة أشهر غامر بإخبار أمه عن رغبته في العودة إلى الأرض، في البداية لم تستمع إليه، لكنّه توسل بشدة حتى وافقت أخيرًا على السماح له بالذهاب، وقالت إنّه إذا لم يعد في نهاية ذلك الوقت فسوف ترسل النجوم لتأكله.
ثم ركب مع أبونيتولاو السلة مرة أخرى، فنزلوا إلى الأرض وهناك نزل الرجل ولكنّ الطفل عاد إلى السماء، امتلأت أبونيبوليناين بالفرح لرؤية زوجها مرة أخرى، لأنّها اعتقدت أنّه مات، ولم تمل أبدًا من الاستماع إلى قصصه عن حياته بين النجوم، وكانت سعيدة جدًا باستضافته مرة أخرى لدرجة أنه عندما حان الوقت لمغادرته رفضت السماح له بالرحيل.
في تلك الليلة جاءت العديد من النجوم إلى المنزل، وقف بعضهنّ في النوافذ بينما بقي بعضهنّ في الخارج بجانب الجدران لدرجة أن المنزل بدا وكأنه يحترق، خاف أبونيتولاو بشدة وصرخ لزوجته: لقد أخطأت في إبقائي عندما كان يجب أن أرحل كنت أخشى أن تأكلني النجوم إذا لم أطع أمرهنّ، وقد وصلنّ الآن خبئني، ثمّ صاحت النجوم: لا تختبئ عنّا يا أبونيتولاو فنحن نعلم أنك في زاوية المنزل.
ظهر أبونيتولاو مرتعشًا من الخوف، وعندما سأله النجوم عما إذا كان على استعداد للذهاب معهم لم يجرؤ على الرفض، فوضعنه في السلة وطرن معه تاركين زوجته حزينة جدًا ووحيدة، وبعد ذلك قام أبونيتولاو بالعديد من الرحلات إلى الأرض، ولكن بأمر من غايجايوما عاد دائمًا إلى السماء ليقضي جزءًا من الوقت معها، وفي أحد الأيام أخذ أبونيتولاو ابنه إلى الأرض.
فشعر ابنه بأنّ العالم الأرضي مليئًا بالعجائب وكان يريد البقاء هناك دائمًا، وبينما كان يلعب في فناء البيت بدأت قطرات كبيرة من الماء تتساقط عليه وكانت تمطر والشمس مشرقة فعرف أبونيتولاو إنّها دموع غايغايوما، لأنّها رأت ابنها في الأسفل وهي تبكي عليه، فأعاده إلى أمه في السماء وكانت سعيدة مرة أخرى، وبعد ذلك سُمح له بزيارة الأرض، ولكن في كل مرة عندما بدأت دموع والدته تتساقط عاد إليها بسرعة.