قصة فتى الغابة والعملاق الشرير أو (The Forest Lad and the Wicked Giant) هي قصة خيالية من القصص البرازيلية حيث تعتمد الحكايات البرازيلية التقليدية من قصص الإبداع وقصص السحر إلى حكايات الحيوانات والمخادعين على التقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية.
الشخصيات:
- الفتى.
- الأم.
- العملاق.
قصة فتى الغابة والعملاق الشرير:
ذات مرة كان هناك رجل أخذ زوجته وابنه الصغير إلى الغابة العميقة ليعيشوا فيها، ثمّ قام ببناء المنزل بيديه من الطين وصنع له سقفاً من القش من عشب الغابة واعتمدوا على ثمار الغابة والوحوش التي قتلوها في الصيد كطعام لهم، لقد عاشوا مثل النساك ولم يروا أحداً، وعندما كبر الابن الصغير وتعلم من والده كل أسرار الغابة نشأ حكيمًا وكذلك قويًا.
حيث سمع من والدته قصصًا عن حياتهم السابقة في المدينة العظيمة التي كانت موطنهم، وكانت هذه هي الحكايات التي أحب سماعها بشكل أفضل وفي كثير من الأحيان عندما يخرج والده إلى الغابة للصيد كانت والدته تجلس على الأرض أمام كوخهم وتحكي للصبي كل ذكرياتها عن حياتهم القديمة، سأل الصبي يوماً والده بعد عودته من رحلة الصيد: يا أبي لقد سئمت العيش هنا في الغابة بمفردنا.
دعنا نعود إلى المدينة لنعيش فيها، أجاب والده: لقد غادرنا المدينة لإنقاذ حياتنا لذلك لا أريد أن أسمع منك أي كلمة أخرى عن العودة إلى المدينة، وبعد ذلك قام بإجباره على مرافقته عندما كان يخرج للصيد، ولم يعد هناك فرصة لسماع الحكايات التي أحبها من والدته، لكنّه أخفى في ذهنه كل ما أخبرته أمه عن حياتهم القديمة، وفي الليل عندما لا تسمح له العواصف الشديدة في الغابة أو صوت الوحوش البرية بالنوم.
كان يفكر في القصص التي روتها له والدته، وأخيرًا أصاب الأب الحمى وتوفي، وبعد أن أصبح الصبي وأمه وحدهما في الغابة قال الصبي: لنعد إلى منزلنا في المدينة، لن نبقى هنا بمفردنا في الغابة أكثر من ذلك، يجب أن أعيش الحكايات التي أخبرتني بها عن المدينة، ثمّ أخذوا جميع ممتلكاتهم التي تتكون فقط من حصان وسيف وانطلقوا إلى المدينة.
وصل الفتى ووالدته إلى المدينة عند حلول الظلام، وذهبوا من شارع إلى آخر لكنّهم لم يروا أي كائن حي، وطرقوا جميع أبواب المدينة، لكن لم يستجب أحد حين وصلوا أخيرًا إلى الشارع حيث كان منزلهم القديم، كان الفتى مسروراً لرؤية منزلهم الكبير وكانت أبواب المنزل مفتوحة، ودخل الصبي وأمه وانتقلا من غرفة إلى أخرى، ورأت والدته غرفه التي لم تتغير، قضى الفتى ووالدته الليلة في منزلهما القديم.
وفي الصباح تجولوا مرة أخرى في شوارع المدينة المهجورة، ولم يروا أحداً ولم يسمعوا أي صوت حي، كانت مثل مدينة الموتى وعندما شعرا بالجوع خرج الفتى إلى خارج المدينة للصيد مثل عادته في الغابة، وعادت الأم إلى منزلها في انتظار قدوم ابنها، وبمجرد صعودها إلى الطابق العلوي رأت أن الباب المغلق مفتوحًا على مصراعيه وهناك كان أضخم عملاق رأته في حياتها.
قال العملاق بصوت رهيب: من أنت وماذا تفعل في منزلي؟ لم تكن المرأة التي عاشت سنوات عديدة في الغابة خائفة وصرخت بالعملاق: من أنت وماذا تفعل أنت في منزلي؟ أسعد العملاق إجابتها الجريئة وضحك بشدة وقال: لذا تعتقدين أنّ هذا هو منزلك أليس كذلك؟ حسنًا أنا معجب بك، ويمكننا مشاركة هذا المنزل إذا كنت ستوافقين على أن تكون زوجتي.
قالت المرأة: أنا لست وحدي، ابني معي وأنا أتوقع أن يعود من الغابة التي ذهب إليها لشراء الطعام لنا، قال العملاق بعبوس: يمكنني التخلص من ابنك بسرعة كبيرة تمامًا كما دمرت كل سكان هذه المدينة، أجابت والدته: لقد كبر ابني في الغابة العميقة وهو قوي جدًا، أقوى بكثير من سكان المدينة، قال العملاق: أنا معجب بك، ولأنني معجب بك سأسعى للتخلص من ابنك بأكبر قدر ممكن من الألم.
لذلك استلقي هنا وتظاهري أنك مريضة، وعندما يعود ابنك أخبريه أن لديك ألمًا رهيبًا في عينيك وأنّ أفضل علاج للألم في عينيك هو زيت الكوبرا القاتلة في الغابة، وأرسليه إلى الغابة ليحصل على هذا الزيت من أجلك، وأعدك بأنّه لن يعود حياً أبدًا وسأعود إلى غرفتي وأغلق الباب حتّى لا يراني الصبي أبدًا، لكنني سأستمع عبر الحائط لأعرف ما إذا كنت ستنفذين أمري.
وعندما عاد الصبي دخل العملاق غرفته وأغلق الباب، واستلقت والدة الصبي وهي تئن بصوت عالٍ، وعندما سأله الصبي ماذا حلّ بها، أخبرته ما قاله لها العملاق فانطلق على الفور إلى الغابة، ورغم مخاطر رحلته نجح في الحصول على الزيت الذي طلبته والدته، وفي طريق العودة إلى المدينة التقى الولد بامرأة عجوز صغيرة تحمل عمودًا فوق كتفها، ويتدلى من رأسها إلى أسفل العديد من الطيور الحية التي كانت تأخذها إلى السوق.
لقد كانت الأم القديسة التي أتت لمساعدة الصبي استجابةً لصلاة والدته، سألت المرأة العجوز الصبي أين يذهب فأخبرها الصبي قصته قالت المرأة العجوز: سيأتي اليوم الذي ستحتاج في الحقيقة إلى زيت الكوبرا، ولكن هذا ليس اليوم لذلك دم الدجاجة اليوم سيخدم غرضك، اقتل إحدى دجاجاتي وخذ زيت الدجاجة، لكن اترك زيت الكوبرا معي حتى أحتفظ به بأمان إلى اليوم الذي ستحتاج إليه.
استجاب الصبي لنصيحة المرأة العجوز وترك زيت الكوبرا معها وأخذ دم الدجاجة مكانه لأمه، ولأنّ والدته لم يكن لديها أي شيء على الإطلاق في عينيها فقد عالجها دم الدجاجة تمامًا مثل زيت الكوبرا. ولم يكن هناك من يعرف الفرق باستثناء الصبي والمرأة العجوز، وعندما خرج الصبي جاء العملاق من غرفته وقال: ابنك فتى شجاع. لم أعرف أنّه لديه الشجاعة للحصول على زيت الكوبرا القاتلة.
لذلك سأطالب بإثبات جديد على قوة ابنك، غداً يجب أن تشكي من ألم ظهرك وترسل الصبي بحثا عن دم الذئب لشفائك، هذا هو أمري، وفي اليوم التالي كان على المرأة أن تشكو من ألم في ظهرها كما أمر العملاق، وذهب الصبي على الفور بحثًا عن الذئب ونجح في ذبحه والحصول على الدم، وتمّ علاجها تمامًا كما لو كان دم الذئب، ثمّ خرج العملاق من غرفته.
وقال: في الحقيقة يا فتى أنت فتى يتمتع بمهارة وقوة عظيمتين، لم ير الصبي العملاق من قبل وكان متفاجئًا جدًا، ثمّ أمسكه العملاق وربطه بأمان بحبل كبير، وقال: إذا كنت حقًا فتى قوي فسوف تقطع هذا الحبل وإلاّ سأقطعك إلى خمس قطع بسيفي، حاول الصبي بكل قوته لقطع الحبل الكبير، ولكن بلا فائدة فوقف العملاق ضاحكاً، وعندما رأت والدته أنّه لا يستطيع قطع الحبل.
صرخت: أتوسل إليك أن تقتل ابني بسيف والده الذي أحضره معه من الكوخ في الغابة حي، ثم اربط جسده على ظهر حصان والده الذي أحضره معه من الغابة وأطلق الحصان حتى يتمكن من السفر إلى الغابة التي أحضرت منها طفلي لمواجهة هذا الموت الرهيب، فعل العملاق كما طلبت وحمل الحصان جثة الصبي المقتول على طول الطريق إلى الغابة.
وهناك التقى بالمرأة العجوز التي أخذت أجزاء من جسد الصبي ودهنها بزيت الكوبرا فشعر الصبي بساقيه وذراعيه وقامت المرأة العجوز الصغيرة بدهن عينيه بزيت الكوبرا واستعاد بصره على الفور. ثمّ عرف أنّ المرأة العجوز كانت بالفعل القديسة واختفت على الفور، سارع الصبي بسرعة إلى المدينة حيث كان العملاق نائماً فقتله الصبي بسيف والده. ومات العملاق على الفور، قالت والدة الصبي عندما رأت العملاق ميتًا: الدائرة السحرية لحب الأم ستحمي الفتى من كل الأخطار.