قصة فرسان السمك

اقرأ في هذا المقال


قصة فرسان السمك (The Knights of the Fish) (بالإسبانية: Los Caballeros del Pez) هي قصة خيالية إسبانية جمعها فرنان كاباليرو في كوينتوس. (Oraciones y Adivinas) أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية البني، ظهرت نسخة أخرى من الحكاية في كتاب السحر والشتائم لروث مانينغ ساندرز.
تم تصنيفها في مؤشر (Aarne-Thompson-Uther) تبدأ معظم الحكايات مع الأب الذي يصطاد سمكة متكلمة ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة يطلب الحيوان التضحية وإطعام زوجة الصياد والخيول، ودفن بقاياه تحت شجرة، من خلال القيام بذلك يولد له ولزوجته توأمان ، بالإضافة إلى مهرين وشجرتين.

الشخصيات:

  • الإسكافي.
  • الفارسان.
  • الساحرة.

قصة فرسان السمك:

كان هناك إسكافي عجوز يعمل بجد في تجارته من الصباح حتى الليل، وبالكاد يمنح نفسه لحظة ليأكل. ولكن، على الرغم من كده في العمل، لم يكن بإمكانه شراء الخبز والجبن لنفسه ولزوجته، وكانا ينقصان ويزدادان نحافة يوميًا بسبب قلة الطعام.
كنا يتظاهران لبعضهما البعض أنهما لا يملكان شهية، وأن القليل من حبات العليق من الأسيجة كانت أجمل بكثير من وعاء الحساء الجيد، ولكن جاء اليوم الذي لم يعد يستطيع فيه الإسكافي تحمله، وألقى بآخر ما لديه من عمل واستعار صنارة من أحد الجيران وخرج للصيد.
كان الإسكافي صبورًا بشأن الصيد كما كان صبورًا، من الفجر إلى الظلام كان يقف على ضفاف الجدول الصغير، دون أن يصطاد شيئًا أفضل من ثعبان البحر، أو بضعة أحذية قديمة تعلق بصنارته، حتى أنه على الرغم من ذكائه لم يأخذ الأحذيه لأنه شعر أنها لا تستحق الإصلاح.
بدأ صبره يتضاءل، وعندما خلع ملابسه ذات ليلة قال لنفسه: حسنًا، سأعطيها فرصة أخرى، وإذا لم أصطاد سمكة غدًا، فسوف أذهب وأشنق نفسي، وفي صباح اليوم التالي لم يكن قد رمى شبكته لمدة عشر دقائق قبل أن يسحب من النهر أجمل سمكة رآها في حياته، لكنه كاد أن يسقط في الماء من الدهشة، عندما بدأت السمكة تتحدث معه بصوت منخفض : أعدني إلى كوخك واطهني، ثم قطّعني ورشني بالفلفل والملح، ثمّ أعط قطعتين لزوجتك، وادفن قطعتين أخريين في الحديقة.
لم يعرف الإسكافي ماذا يفعل بهذه الكلمات الغريبة، لكنه كان أكثر حكمة من كثير من الناس وعندما لم يفهم، اعتقد أنه من الصواب أن يطيع ما يسمع، أراد أطفاله أن يأكلوا جميع السمكة بأنفسهم، وتوسلوا إلى والدهم ليخبرهم بما يجب عليهم فعله بالقطع التي تركها جانبًا، لكن الإسكافي ضحك فقط، وأخبرهم أنه ليس من شأنهم.
وعندما كانوا بأمان في السرير، ذهب ودفن القطعتين في الحديقة، وبعد أيام وجد في الحديقة مكان القطعتين طفلين ، متشابهين تمامًا، يرقدان في سرير، ومع مرور سنوات كبر الطفلان وأصبحا رجال تقريبًا، وكانا قد سئما العيش بهدوء في المنزل، والظلم الذي تعرضا له من قبل كل شخص رأوه لأنهم أطفال السمك، ثمّ صمما على الانطلاق في اتجاهات مختلفة، للبحث عن المغامرات.
لذلك ، في صباح أحد الأيام، غادر الأخوان الكوخ وسارا معًا إلى المكان الذي ينقسم فيه الطريق العظيم، وهناك تعانقوا وافترقوا، ووعدوا أنه إذا حدث أي شيء جيد لأي منهما، فسيعود إلى مفترق الطرق وينتظر حتى يأتي أخوه. وصل الشاب الذي سلك الطريق الذي يسير باتجاه الشرق الآن إلى مدينة كبيرة، حيث وجد الجميع واقفين على الأبواب، يفركون أيديهم ويبكون بمرارة.
وعندما سأل الشاب أحد الناس: ما الأمر؟ أجاب رجل، بصوت مرتعب، أنه في كل عام يتم اختيار فتاة جميلة بالقرعة لتُعرض على تنين ناري مروع، لديه أم أسوأ منه، وفي هذا العام سقطت القرعة على أميرتهم التي لا نظير لها، قال الشاب: ولكن أين الأميرة؟ أجابه الرجل مرة أخرى: إنها تقف تحت شجرة، على بعد ميل حيث تنتظر التنين.
هذه المرة لم يتوقف فارس السمكة لسماع المزيد، بل ركض بأسرع ما يمكن، ووجد الأميرة تبكي وترتجف من رأسها إلى قدمها، استدارت وهي تسمع صوت سيفه وخلعت منديلها عن عينيها، فصرخت الفتاة وقالت: أرجوك حلق بينما لا يزال لديك وقت، قبل أن يراك ذلك الوحش.
ومع ذلك، عندما أدار ظهره، ولم يمض أكثر من بضع دقائق قبل أن يعود، وهو يركض بشراسة على حصان اقترضه ويحمل مرآة ضخمة عبر رقبته، ثمّ نزل بحذر شديد، ووضع المرآة على جذع شجرة، وقال على عجل للأميرة، أعطني حجابك، وعندما فكته عن رأسها غطى بها المرآة.

ثمّ قال: في اللحظة التي يقترب فيها التنين منك، يجب أن تمزقي الحجاب وتأكدي من تختبئي خلف المرآة، و لا تخافي، سأكون بالقرب منك، ثمّ وجد هو وحصانه مأوى بين بعض الصخور، وعندما سمع رفرفة جناحي التنين بوضوح، واقترب ببطء من المكان الذي تقف فيه الأميرة، أمام المرآة قليلاً.
كانت الأميرة لا تزال تنظر إلى الوحش بثبات في وجهها، ومرت بإحدى يديها خلف ظهرها وانتزعت الحجاب، وخطت بسرعة خلف الشجرة ولم تكن الأميرة تعلم، عندما أطاعت أوامر فارس السمكة، ما توقعت حدوثه حيث توقف التنين عن المفاجأة والغضب عندما رأى وحشًا أمامه بحجمه وقوته وكان هذا الوحش الوهمي ما هو إلا المرآة التي غطتها بالحجاب.
هز بطنه بغضب وقام بجلد ذيله، ولف عينيه الحمراوين، ففتح فمه على اتساعه وأصدر زئيراً رهيبا، فألقى بنفسه على خصمه، وفي لحظة كانت المرآة متناثرة عند قدميه مكسورة إلى ألف قطعة، ولكن بما أن كل قطعة تعكس جزءًا من نفسه، اعتقد التنين أنه قد تحطم هو أيضًا في ذرات نتيجة كثرة الأنعكاسات.
وقبل أن يعرف التنين أنه لم يصب بأذى على الإطلاق، كان رمح الشاب ينزلق في حلقه، وكان يتدحرج ميتًا على العشب، ثمّ رنّت صرخات الفرح عبر المدينة العظيمة، عندما عاد الشاب راكبًا عائداً والأميرة جالسة خلفه، وسحب الوحش الرهيب بحبل، وصرخ الجميع أن الملك يجب أن يعطي المنتصر يد الأميرة، وهكذا فعل.
وبعد زواجهما ذهب الزوجان الشابان إلى القصر المعد لهما، والذي كان كبيرًا جدًا، وفي أول يوم ممطر بعد زواجهما، تجول العريس والعروس لمشاهدة جميع الغرف في القصر، وعندما صعدوا إلى السطح لرؤية المنظر، سأل الفارس زوجته: ما هذه القلعة هناك؟ يبدو أنها مصنوعة من الرخام الأسود؟
أجابت الأميرة: إنها تسمى قلعة الباتروز، إنها مسحورة ، ولم يعد أحد يحاول دخولها، لم يقل زوجها شيئًا وبدأ يتحدث عن شيء آخر، ولكن في صباح اليوم التالي جهز حصانه، وأخذ رمحه، ودعا كلبه، وانطلق إلى القلعة، كانت القلعة مظلمة مثل ليلة العاصفة، وصامتة مثل القبر، لكن فارس السمكة لم يعرف أي خوف ولم يدير ظهره لعدو، فنزع بوقه ونفخ.
أيقظ الصوت جميع من كان في القلعة، وتكرر النفخ بصوت عالٍ، ولكن لم يتحرك أحد، ثمّ صرخ الشاب بأعلى صوته: هل يوجد أحد بالداخل؟ هل هناك أي شخص سيعطي الفارس ضيافة؟ ولا حتى قتال؟ ثم انفتح حاجز صغير، وظهر طرف أنف ضخم، كان يخص أبشع امرأة عجوز شوهدت على الإطلاق.
قالت: ماذا تريد؟ أجاب الفارس: أريد الدخول، هل يمكنني الراحة هنا هذه الليلة؟ نعم ام لا؟ ردد الصدى: لا، لا، لا! وبين الشمس الحارقة وغضبه من الانتظار، اشتدت حرارة فارس السمكة لدرجة أنه رفع حاجبه، وعندما رأت المرأة العجوز كم هو غاضب، بدأت في تحسس قفل البوابة.
قالت: تعال، تعال، الرجل النبيل لن يؤذينا، فقال الفارس: دعيني أدخل، أيتها السيدة العجوز، لكنها قاطعته، بحدة: يجب أن تناديني بالسيدة بربريسكا، وهذه هي قلعتي، وسأستقبلك إذ كنت ستعيش هنا معي وتكون زوجي، ولكن عند هذه الكلمات ترك الفارس رمحه يسقط، وكان مندهشًا للغاية.
فقال الفارس: أنا أتزوجك؟ انت مجنونة! كل ما أريده هو أن أتفقد القلعة ثم اذهب، لكن المرأة العجوز لم ترد، وأمرت الفارس فقط باتباعها، وبعدما تبعها، لم تكن هناك غرفة مهما كانت صغيرة، لم تقوده إليها حيث كانت كل غرفة مليئة بالأشياء الغريبة التي لم يرها من قبل.
وبعدما وصلوا إلى درج حجري، كان مظلمة جدًا لدرجة أنه لم يستطيع رؤية يده إذا رفعها أمام وجهه، قالت المرأة العجوز: لقد احتفظت بأغلى كنز لي حتى النهاية، لكن دعني أذهب أولاً، لأن الدرج شديد الانحدار، ويمكنك بسهولة أن تكسر ساقك، لذا ذهبت، وكانت بين الحين والآخر تنادي الشاب في الظلام.
لكنه لم يكن يعلم أنها اختبأت حتى وضع قدمه فجأة على باب مصيدة وضتها العجوز له، وسقط، كما فعل العديد من الفرسان الطيبين من قبله، وانضم لهم، ثمّ ضحكت الساحرة العجوز وقالت: لذا لن تتزوجيني في تلك الأثناء، كان شقيقه قد أنهى التجول في أماكن بعيدة، وفي النهاية عاد إلى المدينة العظيمة نفسها حيث التقى الفارس الشاب الآخر بالعديد من المغامرات.
لاحظ بدهشة أنه بينما كان يسير في الشوارع قام الحراس بوضع أنفسهم في طابور، وحيوه وعزف الطبالون في مسيرة ملكية، لكنه كان لا يزال أكثر حيرة عندما اقترب منه العديد من الخدم الذين أخبروه أن الأميرة كانت متأكدة من أن شيئًا فظيعًا قد أصابه وقد كانت تبكي.
وخطر بباله أخيرًا أنه تم الخلط بينه وبين أخيه، فقال في نفسه: اعتقد أنه من الأفضل أن أقول شيئًا، ربما سأكون قادرًا على مساعدة أخيه إذا حصل له مكروه، لذلل عندما وصل القصر، حيث ألقت الأميرة بنفسها بين ذراعيه، فسألته: وهكذا ذهبت إلى القلعة؟ أجاب: نعم، بالطبع فعلت، فقالت: وماذا رأيت هناك؟
أجابها: ممنوع علي أن أخبرك بأي شيء عنها، حتى أعود إلى هناك مرة أخرى، ثمّ سألت بحزن: هل يجب أن تعود حقًا إلى ذلك المكان المروع؟ أنت الرجل الوحيد الذي عاد منه على الإطلاق، كان كل ما أجابها به بعد ذلك: لا بد لي، فقالت الأميرة: حسنًا، اذهب إلى الفراش الآن، لأني متأكد من أنك يجب أن تكون متعبًا جدًا.
لكن الفارس هز رأسه وقال: أقسمت على ألا أستلقي على سرير ما دام عملي في القلعة قائمًا، وتنهدت الأميرة مرة أخرى، وكانت صامتة، وفي وقت مبكر من اليوم التالي، ذهب الشاب إلى القلعة، وشعرًا بأن شيئًا فظيعًا قد حدث لأخيه.
وعند انفجار بوقه، ظهر أنف المرأة العجوز الطويل عند الحاجز، لكن في اللحظة التي رأت فيها وجهه، كادت أن يغمى عليها من الخوف، حيث اعتقدت أنه شبح الشاب الذي كانت عظامه ملقاة في زنزانة القلعة، فقال الفارس: يا سيدتي، ألم تستضيفي فارسًا شابًا منذ وقت قصير؟ فقالت العجوز: منذ وقت قصير! وتابع: وكيف أسأت معاملته؟
استدارت العجوز لتطير خوفاً منه، لكن سيف الفارس دخل جسدها، وسألها بصرامة : أين أخي أيتها العجوز الشريرة ؟ قالت: سأخبرك، ولكن بما أنني أشعر بأنني سأموت، سأحتفظ بهذا الخبر لنفسي، حتى تعيد لي الشباب مرة أخرى، ضحك الشاب بازدراء: وكيف تريدين أن أصنع لك تلك المعجزة؟
فقالت: إنه سهل للغاية، ادخل إلى الحديقة واجمع أزهار النبات الأبدي وبعض من دم التنين، واسحقهم معًا واغليهم في حوض كبير من الماء، ثم ضعني فيه، فعل الفارس كما أمرته الساحرة العجوز، وبعد دخولها حوض الماء، خرجت منه لكنها أقبح من أي وقت مضى، ثم أخبرت الشاب ما حدث لأخيه، فنزل إلى الزنزانة ورفع جسده وأجساد الضحايا الآخرين الذين كانوا هناك، وعندما تم غسلهم جميعًا بالماء السحري، عادت لهم قوتهم.
أما الساحرة العجوز فقد ماتت في النهاية غيظًا عندما رأت فريستها تهرب منها، وفي هذه اللحظة لفظت أنفاسها الأخيرة وسقطت قلعة الباتروز في أنقاض بضوضاء كبيرة.


شارك المقالة: