تناولت هذه القصة في مضمونها حول إحدى الفتيات التي تم تكن لتصدق ما أخبره بها معلمها أنه في حال استمرينا في استهلاك المياه وعدم ترشيد ذلك الاستهلاك أن المياه على وجه الأرض سوف تجف، إلى أن حدث معها ما حدث، تابع معنا عزيزي القارئ قصتنا لهذا اليوم لنرى ما حصل مع بطلتنا.
قصة فريدة والقطرة السعيدة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول فتاة صغيرة من العمر وتبلغ الست سنوات من عمرها، كانت تتميز بحالة فريدة تميزها عن باقي الأطفال في سنها، وهي ممن يمتلكون حضور ذهني ونشاط، كما أنها كانت تتسم بخفة ظل جميلة للغاية، ويطغو عليها النشاط والحيوية وتمتلك روح إيجابية ساطعة.
وفي يوم من الأيام جاء ذلك الوقت التي التحقت به فريدة في إحدى المدارس في ذات المدينة، وقد كانت تلك المدرسة تتميز بأساتذة ومعلمين على درجة عالية من التعليم، ومن أول يوم التحقت به فريدة في المدرسة وهي تثبت للجميع أنها طالبة متميزة ومتفوقة في الدراسة من بين كل زملائها في الفصل، وبسبب سرعتها في فهمها وإدراكها للدروس، كانت على الدوام من الأوائل بين زملائها.
وبعد مرور عام ذات يوم بينما كانت الطالبة فريدة في فصلها الدراسي تتلقى بعض الدروس والحصص من أحد الأساتذة الأجلاء، كان الدرس يتمحور حديثه حول أهمية الماء في الحياة لكافة الكائنات الحية، كما أنه كان هناك جانب من الدرس يتحدث حول كيفية ترشيد استهلاك المياه، في البداية أخذ المعلم بشرح الدرس، وبيان مدى أهمية المياه في حياتنا، وكيف أنها سر الحياة على وجه الأرض، فمنها يستفيد الإنسان والحيوان والنبات، وفي لحظة من اللحظات بينما كان يشرح المعلم الدرس، إذ بفريدة قامت برفع يدها بشكل مفاجئ، هنا توقف المعلم للحظة، وسمح لفريدة بالمداخلة.
وفي تلك الأثناء تحدثت فريدة وقالت: من وجهة نظري الشخصية المتواضعة معلمي الفاضل، أنه لا ينبغي أن يقل الماء على وجه الكرة الأرضية أبدًا، إذ أنه منحنا الله الماء وجعله سر الحياة، فكيف لنا أن نحافظ على المياه ولا نسرف بها، وأن نرشد في استهلاكه قدر الإمكان، فهو من الأمور الضرورية لاستمرارية الحياة، وهنا رد المعلم بشكل حكيم وقال: يا طالبتي العزيزة فريدة نعم كلامك صحيح قد رزقنا الله المياه، وهي بمثابة شريان الحياة، ولكن كل من الأنهار والبحار والمحيطات في كل يوم تصبح في حالة من النقصان.
واستطرد حديثه قائلاً: هناك العديد من الأماكن التي نحصل على المياه منها معرضة في أي لحظة للجفاف، كما أن هناك العديد من تلك المناطق قد جفت بالفعل، وهذا الأمر يتوجب على كل فرد من أفراد الكوكب في أي مكان يتواجد به أن يقوم بالحد من الإسراف في الماء والمحافظة على كل قطرة من قطراتها.
وبعد وقت قصير أنهى المعلم درسه المفعم بالمعلومات في كيفية الترشيد من استهلاك المياه وطرق المحافظة عليها، وبعد خروج المعلم من الصف ونهاية اليوم الدراسي أخذت فريدة تتناقش مع زميلاتها في الصف حول الدرس الذي قام المعلم بشرحه وأخبرتهن في تلك اللحظة أنها غير مقتنعة تمامًا بما قاله المعلم، حول أن المياه سوف تجف من على سطح الأرض، وبعد فترة من النقاشات توجه كل طالب من طلاب الصف نحو منزله، وأول ما وصلت فريدة إلى منزلها كانت متعبة ومجهدة للغاية فتوجهت نحو غرفتها وأبدلت ملابسها ومن ثم توجهت للنوم حتى ترتاح بعض الوقت.
وأثناء نومها أفاقت في لحظة ما وإذا بها تشعر بالعطش الشديد، فنهضت على الفور وتوجهت نحو المطبخ حتى تروي عطشها، ولكن ما حدث هو أنها أول ما قامت بفتح الثلاجة لم تجد بها أي قطرة من قطرات الماء، وبعدها على الفور قامت بالبحث هناك وهناك في المطبخ فلم تجد أي قطرة من الماء ولا حتى في صنبور المياه، وهنا أول ما فكرت به فريدة هو اللجوء إلى الجيران من أجل طلب الماء منهم، وبالفعل قامت تطرق الباب تلو الآخر من أبواب الجيران، ولكن لم يقم أي شخص من الجيران بتزويدها بأي زجاجة من الماء، وقد أشاروا لها أنهم ليس لديهم أي قطرة من الماء على الإطلاق.
وفوق ذلك كله قاموا الجيران بإخبار فريدة أن المياه مقطوعة في كافة أرجاء المدينة، وأن ذلك الخبر تم نشره عبر معظم قنوات الراديو والتلفاز، وفي تلك اللحظة قامت فريدة بالتوقف لبرهة من الوقت وأخذت تفرك بعينيها معتقده أنها تحلم، حيث أنه لم تصدق عدم وجود ماء، وهنا أرادت أن تتأكد من كلام الجيران، فعادت على الفور إلى منزلها وقامت بفتح التلفاز، وإذ بها تجد أن كل ما تحدث به الجيران من أخبار حقيقة، وسرعان توجهت إلى العديد من الأماكن المخصصة للبيع من أجل أن تحاول شراء زجاجة من الماء ولو صغيرة، ولكن بدون جدوى.
وفي تلك الأثناء تغلب عليها العطش، كما أنها أصيبت بحالة من الإعياء، وأثناء الطريق جلست تستظل أسفل شجرة كبيرة وترتاح قليلاً، وبعد مرور لحظات قليلة حدث شيء أصاب فريدة بالدهشة، فقد شاهدت أغصان الشجرة تبكي وتذرف الدموع وتئن وكأنها طفل صغير، فتعجبت فريدة من ذلك، وقالت في نفسها: هل من الممكن أن يبكي النبات؟ ولماذا تبكي الشجرة من الأساس؟.
وهنا توجهت بنظرها نحو الشجرة وسألتها على الفور: أيها الشجرة الخضراء الجميلة، ماذا عساه يبكيك؟ فردت عليها الشجرة وقالت: لقد أسرف بني البشر إلى حد كبير في استخدام المياه حتى نضب وجف، وأصبحت حياة كافة الكائنات الحية في خطر، وحينما سمعت تلك الفتاة بذلك الكلام نزل على مسامعها كالصاعقة وشعرت بحالة من الحرج الشديد، فهي بالفعل كانت من المسرفين في الماء، فلم تكن تعتقد أنها في يوم من الأيام سوف تجف، ولم تقوم بالمحافظة عليها والترشيد من استهلاكها.
وفي لحظة من اللحظات شاهدت قطرة من الماء تجري بسرعة فائقة، فركضت تجري فريدة خلفها، وسألتها عما أصابها، فأخبرتها القطرة أنها تجري من أجل الهروب من الناس؛ وذلك لأنهم يطاردونها على مدار الوقت منذ انقطاع المياه، فالجميع يريد أن يحظى بها ويشربها، وفي تلك الأثناء استنكرت فريدة ذلك الأمر، واستطردت حديثها القطرة وقالت: إن بني البشر هم السبب في ذلك، فقد أساء كل منهم في استخدام واستهلاك المياه.
وأنها سوف تكمل طريقها نحو عائلتها المختبئة في أحد الأقطار، ولكن تضرعت لها فريدة بأن تقوم بإخبارها بمكان اختباء عائلتها؛ وذلك حتى تروي عطشها، حيث أنها تشعر أنها تشرف على الهلاك، فقالت القطرة: شريطة أن تحافظي علينا مهما كان، فوعدتها فريدة بذلك وذهبا، فشربت فريدة حتى ارتوت، وعاش الكل في سعادة.
العبرة من القصة هو أن المياه هي عصب الحياة الرئيسي، وبدونها لا يمكن أن تستمر الحياة على وجه الأرض، ولذلك يتوجب علينا المحافظة عليها وترشيد استهلاكها.