قصة فين ماكومهيل وابن ملك ألبا أو (Fin MacCumhail and the Son of the King of Alba) هي قصة خيالية من الفلكلور الأيرلندي من الحكايات الشعبية الأيرلندية التي تعتمد قصص العمالقة المخيفون، أو تعويذات سحرية، أو قصص الأمراء الشجعان والأميرات الجميلات وهذه عناصر مشتركة في جميع الحكايات الخيالية التي تظهر بشكل بارز في هذه المجموعة.
الشخصيات:
- فين.
- ابن ملك البا.
- كونان ماول.
قصة فين ماكومهيل وابن ملك ألبا:
في أحد الأيام خرج فين للصيد مع كلبه بران في نوك آن آر وقد قتل الكثير من الحيوانات لدرجة أنه لم يعرف ماذا يفعل بها أو كيفية إعادتها إلى المنزل، وبينما كان يقف ينظر ويفكر رأى في الحال رجلاً يركض نحوه مع حبل حول خصره طويلاً لدرجة أن نصف جسده كان مغطى به، وعندما جاء حيّا الرجل فين الذي رد عليه بلطف، سأل الرجل: إلى أين تذهب؟ قال فين: أنا في حاجة ماسة إلى رجل يحمل صيدي، ماذا يمكنك أن تفعل؟
قال الرجل هل ترى هذا الحبل على جسدي؟ أياً كان الشيء الذي سوف يُربط عليه يمكنني حمله، قال فين: إذا كان هذا صحيحًا فأنت الرجل الذي أريده، هل ترى الصيد على منحدر التل؟ قال الرجل: حسنًا فقال فين: ضع ذلك في الحبل واحمله إلى قلعتي، وضع الرجل كل الصيد في الحبل وألقى به على ظهره وقال: أرني الطريق إلى القلعة الآن وبدأ فين المضي قدمًا.
وعلى الرغم من أنه ركض بكل قوته، إلا أنّه لم يستطع تخطي الرجل الذي حمل صيده، وعندما وصل الصيد ووضعه على الأرض، اهتزت القلعة من أسسها وفي اليوم التالي أرسل فين الرجل إلى قطيع الأبقار لبعض الوقت، وأثناء رحيله قال كونان ماول وهو أحد رجال فين: إذا لم تقتل راعي البقر هذا فسوف يدمر جميع الفينيين في إيرين، فقال فين: كيف أقتل مثل هذا الرجل الصالح؟
قال كونان: أرسله لزرع الذرة على حافة بحيرة في شمال إيرين حيث في تلك البحيرة يعيش ثعبان يبتلع كل رجل يمر بطريقة، وافق فين على ذلك وفي صباح اليوم التالي بعد الإفطار نادى الرجل وأعطاه سبعة ثيران ومحراثًا وكيسًا من الحبوب، وأرسله إلى البحيرة في شمال إيرين لزرع الذرة، وعندما جاء إلى البحيرة بدأ الرجل في الحراثة، وفجأة بدأت البحيرة تغلي وخرج الثعبان في الحقل أمامه.
وابتلع الثيران السبعة والمحراث حتى المقابض، لكن الرجل كان قوياً، وسحب المحراث والثيران من بطن الثعبان، وقاتل الثعبان بشدة حتّى روّضه مثل القطة، وقاده الرجل مع الثيران إلى المنزل أمامه، وعندما كان على مرأى من قلعة فين ربط الرجل الثعبان بشجرة البلوط، ثمّ دخل وتناول عشاءً جيدًا وفي صباح اليوم التالي خرج الرجل إلى قطيع الأبقار وقال كونان ماول لفين: إذا لم تقتل هذا الرجل فسوف يدمرك أنت وأنا وجميع الفنيين في إيرين.
هناك ثور في شمال إيرين إذا اقترب أي رجل منه فسوف يبتلعه حياً، وعندما جاء الراعي لتناول العشاء في المساء، قال له فين: سأقيم وليمة وأحتاج إلى لحم بقر، هناك ثور في نفس الوادي بجانب البحيرة في شمال إيرين وإذا ذهبت إلى هناك وجلبت الثور إليّ فسوف أشكرك، لذلك ذهب في صباح اليوم التالي ولمّا اقترب من الوادي وجد الثور نائماً لذلك أمسك بشجرة بلوط كبيرة من أجل الأمان.
واستيقظ الثور حينها ورآه فقاتله الرجل، وسقط على الأرض حيث كسر أضلاع جسده وقاده الرجل إلى منزله إلى قلعة فين وحين وصل ربط الثور بشجرة البلوط وطلب من فين إرسال أربعة من أفضل الجزارين في إيرين لقتله بفأس وفي صباح اليوم التالي خرج الراعي مع البقر، لكنّه لم يرحل بعيدًا عندما أتى كونان ماول إلى فين وأخبره بضرورة قتله مرة أخرى، وأخبره أنّ هناك في شمال إيرين خنازير كبيرة ولديهم أكياس من السموم في ذيولهم وعندما يرون أي رجل يركضون نحو ويهزون أكياس السم، وإذا لمسته أقل قطرة من السم فهذا يعني الموت له في تلك اللحظة.
في صباح اليوم التالي استدعى فين الراعي وقال: سأقيم وليمة في هذه القلعة وأود الحصول على بعض لحم الخنزير وإذا أحضرت لي الخنازير، سيكون لك شكري وافق الراعي وأخذ سيفه وذهب إلى شمال إيرين، وجلد ذيولهم الثلاثة، ثمّ حارب الخنازير لمدة أربعة أيام، وفي صباح اليوم الخامس قتلها، وألقاها على كتفه وركض إلى قلعة فين بأسرع ما يمكن أن تحمله ساقيه.
ووضع الخنازير أمام فين وفي صباح اليوم التالي سأل الرجل عن أجره من فين، قال فين: سأدفع لك وأرحب بك، لأنّك أفضل رجل قابلته على الإطلاق، ثمّ ذهب الرجل بعيدًا إلى مقاطعة كارسيفين في كيري حيث كان لديه قلعة مسحورة، ولكن قبل ذهابه دعا فين ماكوميل ورجاله لقلعته ليقيموا وليمة رائعة معه وقال لفين: أنّني لست راعي بقر على الإطلاق، لكني ابن ملك ألبا.
وعندما جاء رجال فين إلى المكان، وجدوا أجمل قلعة يمكن رؤيتها، وعندما ذهبوا وجلسوا في أماكنهم، كانت القلعة مكان مسحور وعندما حاولوا النهوض كان كل رجل كان مثبتًا على مقعده على الأرض، ولم يستطع أحدهم أن يتحرك، ثمّ انطفأت أضواء القلعة وكانوا في الظلام، قال الرجال لفين: حاول أن تجد أي طريقة للخروج من هنا، فوضع فين يديه في فمه وأطلق صافرة.
وقد سمع هذه الصافرة أبناءه بوغان وسيولان الذين كانا في الشمال في ذلك الوقت يقومان بالصيد وعندما سمعوا الصافرة قالوا: أبونا ورجال إيرين في ورطة، وتوجهوا نحو الصوت ولم يتوقفوا أبدًا حتى طرقوا باب القلعة المسحورة لابن ألبا، ونادوا والدهما الذي ردّ عندما سمع صوتهما وقال: يا ولدي، نحن في خطر الموت حتّى الليل، لقد كان راعي البقر هذا الذي كان يعمل في خدمتي ابن ملك ألبا.
وقد قال والده إنه لن يهنأ بدون قتلي ويوجد الآن جيش على الطريق لقتلنا، و لا يوجد طريقة للدخول إلى هذه القلعة أو الخروج منها إلا بمواجهة ذلك الجيش من ملك ألبا وهو قادم، فخرج ابنا فين في الليل ووقفا أمام الجيش، ثمّ بدأ القتال حيث دمر ابنا فين ماكومهيل الجيش بأكمله وقتلوا كل رجل باستثناء ابن ملك ألبا، وبعد المعركة عاد الاثنان إلى والدهما وقالوا: لقد دمرنا الجيش كله.
قال فين: ما زال أمامكما الكثير لتفعلاه، هناك ثلاثة ملوك في شمال إيرين لديهم ثلاثة أكواب فضية، يجب أن تذهبا وتقطعا رؤوسهم الثلاثة، وتضعا دمائهم في الكؤوس وتجلبوهم إلى هنا، ثمّ افركا بالدم على ثقب المفتاح في الباب وسوف ينفتح أمامكما، و عندما تدخلا، افركا المقاعد وسنكون جميعًا أحرارًا، وتم إحضار أكواب الدم الثلاثة، وفتح باب القلعة وتحرير الجميع، وكان جميع الفينيين متلهفين للهروب وعادوا لمدينتهم بخير.