القصص المضحكة تبعث في النفس البهجة والسرور، وبعض تلك القصص تحتوي على العبر، ومن هذه القصص قصة القدر دون لحم، فما قصة ذلك القدر؟ وكيف لقدرٍ أن يكون دون لحم؟!
قصة قدر بدون لحم
- كان يا ما كان في قديم الزمان، يحكى أن هناك رجلاً يحب الطهي كثيراً ويحب يجرّب أكلات جديدة وظريفة، وفي أحد الأيام قرر ذلك الرجل أن يصنع وليمة كبيرة ويدعو عليها بعض رجال القرية، لتناول الطعام، ويطعمهم من صنع يديه، فبدأ ذلك الرجل بالتحضير إلى تلك الوليمة، وفي مساء اليوم التالي أتى ذلك الرجل بقدر كبير ووضعه تحت شجرة ضخمة، ووضع في داخل ذلك القدر اللحوم وأضاف عليها بعض التوابل والملح والخضار من بصل وفلفل وغيرها من المطيبات الشهية.
- وما أن بدأ القدر يغلي ويطبخ ما بداخله، حتى انتشرت رائحة الطعام في جميع المنطقة، وقال: أنا أفضل طباخ في جميع القرية بل أنا أفضل طباخ في جميع البلاد، فلا أحد ينافسني بطهيي ولا بتوابلي الشهية، أتى إليه بعض الجيران بعد أن رأوه يطهي الطعام أسفل الشجرة ورائحة التوابل الشهية تعمّ المنطقة، سألوه ما الذي تفعله أيها الرجل؟ وما تلك الروائح الشهية؟ قال الرجل: أنا أفضل طباخ في المنطقة وطعامي هو أشهى طعام.
- فأخذ أحد الرجال قطعة لحم من داخل القدر الكبير، وبعد أن تناولها قال للرجل: إنها تريد بعض الملح، وأخذ الرجل الثاني قطعة أخرى وتناولها ثم قال: إنها تريد المزيد من الطهي، ثم أخذ الرجل الثالث ليتناول قطعة لحم أخرى وبعد أن قضى عليها قال: إنها تحتاج إلى بعض التوابل، صُدم الرجل من هؤلاء الرجال، وبعد أن نظر الرجل إلى القدر ووجده فارغاً ولا يوجد فيه إلا قطعة لحم صغيرة جداً، نظر إليهم وقال بحزن: بل القدر يحتاج إلى بعض اللحم.