قصة قصيدة أبا الخيبري وأنت امرؤ

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبا الخيبري وأنت امرؤ:

أما عن مناسبة قصيدة “أبا الخيبري وأنت امرؤ” فيروى بأنه في يوم من الأيام مر رجل يقال له أبا الخبيري بقبر حاتم الطائي، وأقام بجانبه، وأتاه في المساء، وقال له: يا أبا عدي، أكرم ضيفك، فقال له من كان معه: أتكلم رجلًا ميتًا وتريد منه أن يكرمك؟، فقال لهم: إن قبيلة طيء يقولون أنه لم ينزل أحد عنده، وطلب منه شيئًا إلا وأكرمه، وكان يقولها وهو مستهزئ، ومن ثم نام القوم، وبينما هم نيام، وعندما اقترب وقت الفجر، أفاق أبو خيبري، وهو يصيح، ويقول: وا ركباه، فقال له أصحابه: ما بك؟، فقال لهم: لقد أتاني حاتم الطائي في المنام، وكان في يده سيف، وتوجه إلى ناقتي، وقام بعقرها، وأنا أنظر إليه وهو يفعل ذلك، فنظر القوم إلى ناقته، ووجدوها لا تتحرك، فقالوا له: والله إن حاتم قد أكرمك.

فقام القوم إلى الناقة، وقاموا بنحرها، وأخذوا يأكلون من لحمها، وفي ايوم التالي، جهزوا رحلهم، وانطلقوا في مسيرهم، وبينما هم في الطريق، لقوا عدي بن حاتم الطائي، قادم باتجاههم، فوقف معهم، وكان معه جمل قد وضعه بين نياقه، وقال لهم: إنّ أبي قد أتاني في المنام، وأخبرني بأنك قد قمت بسؤاله، وبأنه قد أكرمك أنت وقومك، وقال لي بأن أعطيك هذا الجمل عوضًا عن الجمل الذي نحرته، وأنشد علي أبياتًا، وأعادها علي حتى قمت بحفظها، وقال فيها:

أَبا الخَيبَرِيِّ وَأَنتَ اِمرُؤٌ
حَسودُ العَشيرَةِ شَتّامُها

فَماذا أَرَدتَ إِلى رِمَّةٍ
بَدَوِّيَّةٍ صَخِبٍ هامُها

تُبَغّي أَذاها وَإِعسارَه
وَحَولَكَ غَوثٌ وَأَنعامُها

وَإِنّا لَنُطعِمُ أَضيافَن
مِنَ الكومِ بِالسَيفِ نَعتامُها

نبذة عن حاتم الطائي:

هو حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم، اشتهر بكرمه وجوده، ويضرب المثل به في الكرم، فارس جواد، وهو من أهل الحجاز في الجزيرة العربية، وانتقل إلى الشام، وهنالك تزوج من ماوية الغسانية، وعاد وأقام في نجد.

يعد حاتم الطائي أحد أشهر الشعراء في العصر الجاهلي، توفي في عام ستة وأربعون قبل الهجرة في نجد ودفن فيها.


شارك المقالة: