نقص عليكم اليوم خبر الخليفة العباسي محمد الأمين، وما كان من صفاته وعلمه، ورثاء زوجته له عندما قتل.
من هي لبانة بنت ريطة بن علي؟
هي لبانة بنت ريطة بن علي، شاعرة من شاعرات العصر العباسي، كانت من أجمل نساء عصرها.
قصة قصيدة أبكيك لا للنعيم والأنس
أما عن مناسبة قصيدة “أبكيك لا للنعيم والأنس” فيروى بأن الخليفة العباسي محمد الأمين كان قد عاش في وسط مترف، وبسبب ذلك فقد كان قليل الصرامة، وكان هذا الطبع مخالف لما كان عليه الخلفاء العباسيون من قبله، فقد عرفوا جميعهم بالقسوة والشدة، وفي يوم من الأيام اقترح له أحد أتباعه بأن يلقي القبض على أبناء أخيه المأمون، وكانا في ذلك الوقت في مدينة بغداد، وأن يهدد بهما أباهما المأمون، وعندما سمع الأمين ذلك غضب غضبًا شديدًا، وقال له: هب تدعوني لأن أقوم بقتل ولدي، وأن أقوم بسفك دماء أهل بيتي؟، فوالله إن هذا لتخليط.
وإلى جانب ذلك فقد كان الخليفة رجلًا مثقفًا، طويل الباع في اللغة العربية، بالإضافة إلى كل من علوم والفقه والأدب والتاريخ، وقد شهد من درسه من أساتذة بفطنته، ومنهم الكسائي والأصمعي، وبسبب ذلك فقد كان موضعًا لمديح ورثاء الشعراء في عصره، وعندما قتل الأمين بسبب الخلاف الذي كان بينه وبين أخيه المأمون بأمر من طاهر بن الحسين، رثته زوجته لبانة بنت ريطة بن علي التي لم يكن قد دخل بها عندما قتل قائلة:
أَبكيكَ لا لِلنعيمِ والأنسِ
بَل لِلمعالي والرمحِ والفرسِ
ترثى الشاعرة في هذا البيت زوجها الأمين، وتقول بأنها تبكي عليه ليس بسبب النعيم الذي عاشته معه، فهي لم تكد تتزوجه إلا ومات، بل تبكيه بسبب ما عنده من معاني الفروسية.
أَبكي على سيّد فُجعتُ بهِ
أَرملني قبلَ ليلة العرسِ
يا فارِساً بِالعراءِ مطّرحاً
خانَتهُ قوّادهُ مع الحرسِ
مَن للحروبِ الّتي تكون بها
إِن أضرمت نارها بلا قبسِ
مَن لِليَتامى إذا همُ سغبوا
وَكلّ عانٍ وكلّ مُحتبسِ
أَم مَن لبرٍّ أَم من لفائدةٍ
أَم مَن لذكرِ الإله في الغَلَسِ
الخلاصة من قصة القصيدة: كان الخليفة محمد الأمين خليفة قليل البأس على غير ما كان معتادًا عند الخلفاء العباسيين من شدة وغلظة، وكان مثقفًا عالمًا باللغة وغيرها من العلوم، وعندما قتل رثاه العديد من الشعراء ومنهم زوجته لبانة بنت ريطة بن علي.