قصة قصيدة أبو بجر أمن الناس طرا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبو بجر أمن الناس طرا

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبو بجر أمن الناس طرا” فيروى بأنه في يوم من الأيام توجه أبو الأسود الدؤلي إلى مجلس عبد الرحمن بن أبي بكرة، ووقف على بابه، واستأذن للدخول إليه، فأذن له، ودخل أبو الأسود إلى المجلس، ووقف بين يديه، وعندما رأى عبد الرحمن أبو الأسود، وحاله الرثة، التي لم يعتاد أن يراه بها من قبل، رق لحاله، وأجلسه، وأكرمه وأحسن مقامه عنده، وبعد أن جلس الاثنان، وتحدثا، استأذن أبو الأسود عبد الرحمن بن أبي بكرة للخروج من المجلس، فأذن له عبد الرحمن، فخرج مغادرًا، وتوجه عائدًا إلى بيته.

وبعد أن عاد أبو الأسود إلى بيته، أمر له بدنانير، وثياب، وبعثها له، وبعث له بأنه إن احتاج إلى شيء في قادم الأيام بأن يخبره بحاجته، ويطلب منه المال إن ضاقت عليه الدنيا، ففرح أبو الأسود بكل ذلك، وأخذ ينشد مادحًا عبد الرحمن بن أبي بكرة، قائلًا:

أبو بجرٍ أمَنُّ الناسِ طُرًّا
علينا بعد حِيِّ أبي المُغيرهْ

لقد ابقى لنا الحَدَثانُ منه
أخا ثقةٍ منافعُه كثيره

قريبَ الخير سهلاً غيرَ وعرٍ
وبعضُ الخير تمنعُه الوُعورهْ

بَصُرتَ بأننا أصحابُ حقّ
نُدِلّ به وإخوانٌ وجيره

وأهلُ مَضِيعةٍ فوجدتَ خيراً
من الخُلاّن فينا والعشِيره

وإنك قد علمت وكلُّ نفسٍ
تُرَى صَفَحاتُها ولها سريره

لذو قلبٍ بذي القُرْبى رحيم
وذو عين بما بلَغْت بصيره

لعمرك ما حَباك الله نفساً
بها جَشَعٌ ولا نفساً شَرِيره

ولكن أنت لا شَرِسٌ غليظ
ولا هَشْمٌ تُنازِعه خُئوره

كأنا إذا أتيناه نزلنا
بجانب رَوضةٍ ريّاً مَطِيرَه

نبذة عن أبو الأسود الدؤلي

هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ولد في عام ستة عشر قبل الهجرة في الحجاز في شبه الجزيرة العربية، وهو واحد من سادات التابعين، وكان فقيهًا ومحدثًا، بالإضافة لكونه شاعر من كبار شعراءهم، اشتهر بكونه داهية من دهاة عصره، فقد كان حاضر الجواب.

يعد أبو الأسود عالم في النحو، وهو أول من وضع علم النحو، كما شكل أحرف القرآن الكريم بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

توفي أبو الأسود الدؤلي في عام تسعة وستون للهجرة في البصرة في العراق.


شارك المقالة: