قصة قصيدة أتانا بريدان من واسط

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أتانا بريدان من واسط:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أتانا بريدان من واسط” فيروى بأن كان ليزيد بن عبد الملك بن مروان ابن يدعى الوليد، وكان وقت وفاة أبيه يبلغ من العمر عشر سنين، وبسبب ذلك قام اليزيد بن عبد الملك بعهد الخلافة من بعده إلى أخيه هشام بن عبد الملك، على أن يكون الخليفة من بعد هشام ابنه الوليد، وبذلك شبّ الوليد بن يزيد في عهد خلافة عمه هشام بن عبد الملك.

وعندما كبر الوليد بن يزيد، نشأت بينه وبين عمه هشام خلافات، بسبب الطريقة التي كان يعيش بها حياته، حيث أنه كان يقضي معظم وقته في شرب الخمر، وكان هشام بن عبد الملك ينقص منه كلما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وكان كلما فعل ذلك ذهب إليه أخاه  ومسلمة بن عبد الملك عاتبه على فعلته، وكان يمنعه عن الوليد، ولكن في يوم من الأيام توفي مسلمة، فحزن الوليد على موته حزنًا شديدًا، وجلس يشرب الخمر، لكي ينسي نفسه الحزن الذي به، وبينما هو ثمل خرج من بيته، وتوجه إلى عزاء عمه، حيث كان عمه هشام ومعه وجهاء بني أمية جالسون يأخذون عزاءه، فتوجه إلى هشام، وقال له: يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى، ولكن هشام بن عبد الملك لم يجبه.

ورثاه في قصيدة، قال فيها:

أَتانا بَريدانِ مِن واسِطٍ
يَخُبّانِ بِالكُتُبِ المُعجَمَه

أَقولُ وَما البُعدُ إِلا الرَدى
أَمَسلَمَ لا تَبعدَن مَسلَمَه

فَقَد كُنتَ نوراً لَنا في البِلادِ
تَضيءُ فَقَد أَصبَحَت مُظلِمَه

كَتَمنا نَعِيَّكَ نَخشى اليَقينَ
فَجَلّى اليَقينُ عَنِ الجُمجُمَه

وَكَم مِن يَتيمٍ تَلافَيتَهُ
بِأَرضِ العَدُوِّ وَكَم أَيِّمَه

وَكُنتَ إِذا الحَربُ دَرَّت دَماً
نَصَبتَ لَها رايَةً مُعلَمَه

نبذة عن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان:

هو أبو العباس الوليد الثاني بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، الخليفة الأموي الحادي عشر، ولد في عام تسعون للهجرة وأمضى حياته قبل الخلافة في معاقرة الخمر واللهو.

قتل في عام مائة وستة وعشرون للهجرة في مدينة تدمر في سوريا.


شارك المقالة: