قصة قصيدة - أتزعم يا ضخم اللغاديد أننا

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “أتزعم يا ضخم اللغاديد أننا”:

أمَّا عن قصة قصيدة “أتزعم يا ضخم اللغاديد أننا” بعد أن وقع الأمير والفارس والشاعر أبو فراس الحمداني أسيراً عند الروم وفي ليلة أمر قائد جيوش الروم بإحضاره إلى مجلسة فقام الخدم بإحضاره وجلسوا معاً فحصلت مناظرة بينهم، فقال الدمستق لأبو فراس وكان يريد أن يستفزه: أنكم أنتم أيها العرب كتّاب وأصحاب أقلام ولستم بأصحاب سيف وليس لكم في الحروب فمن أين تقول أنكم تعرفون الحروب!، فرد عليه أبو فراس الحمداني غاضبًا: نحن نطأ أراضيكم منذ ستين سنة وقتلنا منك ما قتلنا وأسرنا منكم ما أسرنا بالسيف وليس بالأقلام، ثم قال له مرتجلاً هذه الأبيات التي تدل على أن العرب هم ملوك الحروب وأنهم أهل الشجاعة وأهل السيوف وأن الروم انما أسروه لأنهم كانوا وقتها أكثر مِن مَن كانوا معه عدداً وذلك لأنه لم يكن مهيئًا للقتال بل كان خارجًا للصيد وليس لشجاعتهم ولا قوتهم ولا لأنهم هم أصحاب السيوف والحروب:

أَتَزعَمُ يا ضَخمَ اللَغاديدِ أَنَّنا
وَنَحنُ أُسودُ الحَربِ لانَعرِفُ الحَربا

ردَّ أبو فراس الحمداني على الدمستق في هذا البيت وقال له: أتقول أيها السمين أنه ليس لنا في الحروب ونحن من عشنا نقاتل كالأسود وأمضينا حياتنا كلها ملوك في الحروب.

فَوَيلَكَ مَن لِلحَربِ إِن لَم نَكُن لَها
وَمَن ذا الَّذي يُمسي وَيُضحي لَها تِربا

وَمَن ذا يَلُفُّ الجَيشَ مِن جَنَباتِهِ
وَمَن ذا يَقودُ الشُمَّ أَو يَصدُمُ القَلبا

وَوَيلَكَ مَن أَدى أَخاكَ بِمَرعَشٍ
وَجَلَّلَ ضَرباً وَجهَ والِدِكَ العَضبا

وَوَيلَكَ مَن خَلّى اِبنَ أُختِكَ موثِقاً
وَخَلّاكَ بِاللَقّانِ تَبتَدِرُ الشَعبا

أَتوعِدُنا بِالحَربِ حَتّى كَأَنَّنا
وَإِيّاكَ لَم يُعصَب بِها قَلبُنا عَصبا

لَقَد جَمَعَتنا الحَربُ مِن قَبلِ هَذِهِ
فَكُنّا بِها أُسداً وَكُنتَ بِها كَلبا

كما قال أيضاً:

أَلَم تُفنِهِم قَتلاً وَأَسراً سُيوفُنا
وَأُسدَ الشَرى المَلأى وَإِن جَمُدَت رُعبا

بِأَقلامِنا أُجحِرتَ أَم بِسُيوفِنا
وَأُسدَ الشَرى قُدنا إِلَيكَ أَمِ الكُتبا

تَرَكناكَ في بَطنِ الفَلاةِ تَجوبُها
كَما اِنتَفَقَ اليَربوعُ يَلتَثِمُ التُربا

تُفاخِرُنا بِالطَعنِ وَالضَربِ في الوَغى
لَقَد أَوسَعَتكَ النَفسُ يا اِبنُ اِستِها كِذبا

رَعى اللَهُ أَوفانا إِذا قالَ ذِمَّةً
وَأَنفَذَنا طَعناً وَأَثبَتَنا قَلبا

وَجَدتُ أَباكَ العِلجَ لَمّا خَبَرتُهُ
أَقَلُّكُمُ خَيراً وَأَكثَرَكُم عُجبا


شارك المقالة: