نروي لكم اليوم ما حصل بين بني عامر وبني نمير في يوم فيف الريح.
من هو عامر بن الطفيل؟
هو عامر بن الطفيل الكلابي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، من أهل نجد.
قصة قصيدة أتونا بشهران العريضة كلها
أما عن مناسبة قصيدة “أتونا بشهران العريضة كلها” فيروى بأن بني عامر خرجوا في يوم من الأيام إلى مكان يقال له العرقوب، وعندما وصلوا هنالك سأل عامر بن الطفيل عن بتي نمير، فأخبروه بأنهم ما زالوا في المعركة، فرجع عامر وركب حصانه، وتوجه صوب بني نمير، ودخل وسط القوم، وعندما رآه بنو نمير، أخذوا يقاتلوه، وعندما وجده بنو عامر كان قد طعن ما بين رقبته إلى صرته أكثر من عشرين طعنة، وكان ابن طفيل في ذلك اليوم يتعهد الفرسان، فيقول لهم: يا فلان، لم أرك اليوم قد فعلت شيئًا، فمن أبلى منكم حسنًا فليحضر لي سيفه أو رمحه، ويريني إياه، ومن لم يبل حسنًا فليتقدم للقتال ويبل.
فكان كل واحد من الفرسان يقتل أحدًا من بني نمير يأتي إليه ويريه الدم على سيفه أو رمحه، وأتاه رجل اسمه مسهر، وهو من بني الحارث، وقال له: انظر ما فعلت بالقوم، فانظر إلى رمحي، وعندما اقترب ليراه، ظربه بالرمح على عينه، ففقأها له، وهرب عائدًا إلى قومه، فأنشد عامر بن الطفيل في خبر ذلك قائلًا:
أتونا بشهران العريضة كلّها
وأكلب طرّاً في جياد السّنّور
لعمري وما عمري عليّ بهينّ
لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر
فبئس الفتى أن كنت أعور عاقراً
جباناً وما أغنى لدى كل حضر
يقول الشاعر في هذا البيت بئس الرجل إن كان أعورًا، وجبان، فلن يغنيه كل ما عند الحضر.
وتمكن بنو عامر في ذلك اليوم من أسر سيد بني مراد، وكان جريحًا، وعندما شفي من جراحه أطلقوا سراحه.