قصة قصيدة أجارتنا لا تجزعي وأنيبي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أجارتنا لا تجزعي وأنيبي

أمّا عن مناسبة قصيدة “أجارتنا لا تجزعي وأنيبي” فيروى بأن الشاعر بشار بن برد كان ضريرًا لا يرى، وكان عنده ابن يدعى محمد، وكان محمد بارًا بأبيه، خادمًا له، يساعده في شتى أمور حياته، لا يترك صغيرة أو كبيرة من أمور البيت، ومن أمور أبيه، إلا ويقوم بها، وكان بشار بن برد يحب محمدًا كثيرًا، ويفضله عن بقية أبنائه، وفي يوم من الأيام توفي ابنه محمد، وعندما وصله خبر ذلك حزن حزنًا شديدًا، وبقي يبكي على فراقه لأيام عديدة، وأنشد قصيدة فيه يرثيه بها، قائلًا:

أَجارَتَنا لا تَجزَعي وَأَنيبي
أَتاني مِنَ المَوتِ المُطِلِّ نَصيبي

بُنَيِّي عَلى قَلبي وَعَيني كَأَنَّهُ
ثَوى رَهنَ أَحجارٍ وَجارَ قَليبِ

كَأَنّي غَريبٌ بَعدَ مَوتِ مُحَمَّدٍ
وَما المَوتُ فينا بَعدَهُ بِغَريبِ

صَبَرتُ عَلى خَيرِ الفُتُوِّ رُزِئتُهُ
وَلَو لا اِتِّقاءُ اللَهِ طالَ نَحيبي

لَعَمري لَقَد دافَعتُ مَوتَ مُحَمَّدٍ
لَو أَنَّ المَنايا تَرعَوي لِطَبيبِ

وَما جَزَعي مِن زائِلٍ عَمَّ فَجعُهُ
وَمِن وِردِ آباري وَقَصدِ شَعيبي

فَأَصبَحتُ أُبدي لِلعُيونِ تَجَلُّداً
وَيا لَكَ مِن قَلبٍ عَلَيهِ كَئيبِ

يُذَكِّرُني نَوحُ الحَمامِ فِراقَهُ
وَإِرنانُ أَبكارِ النِساءِ وَثيبِ

وَلي كُلَّ يَومٍ عَبرَةٌ لا أُفيضُها
لِأَحظى بِصَبرٍ أَو بِحَطِّ ذُنوبِ

إِلى اللَهِ أَشكو حاجَةً قَد تَقادَمَت
عَلى حَدَثٍ في القَلبِ غَيرِ مُريبِ

نبذة عن الشاعر بشار بن برد

هو بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي، ولد في نهاية القرن الأول الهجري في عام ستة وتسعون للهجرة في البصرة في العراق عند بني عقيل، ونشأ وترعرع هنالك، وكان أكثر ما قال من شعر هنالك، تنقل في البلدان لمدة من الزمن، ثم انتقل إلى بغداد، قيل بأن أجداده من الملوك، ولذلك قال في نفسه:

أَنا اِبنُ مُلوكِ الأَعجَمينَ تَقَطَّعَت
عَلَيَّ وَلي في العامِرينَ عِمادُ

يعتبر أحد الشعراء المخضرمين الذين عاصروا كلا العصرين الأموي والعباسي، كان ضريرًا منذ ولادته، واشتهر بغزارة شعره، وكان في شعره قليل التكلف، ولم يكن في زمنه مغنيًا أو مغنية أو نواحة إلا ويقولون شعره.

توفي بشار بن برد في بغداد في عام مائة وثمانية وستون للهجرة.


شارك المقالة: