قصة قصيدة أحقا على السلطان أما الذي له
أمّا عن مناسبة قصيدة “أحقا على السلطان أما الذي له” فيروى بأن مالك بن ريب، كان قد استفحل فيه الغضب من ظلم الولاة في فترة خلافة معاوية بن أبي سفيان، فقرر أن يثأر لقومه الذين زادت عندهم الحاجة للغير، وأذلهم السؤال، فقد كان السلطان يطلب المال من القوم، ولكنّه لا يقوم بتأدية حقوقهم عليه، فكان مالك لا يستطيع أن يمكث بين قومه وهو طمئن، وهو يرى ما فيهم من ظلم.
وبسبب ذلك كله قرر في يوم أن يستدعي ثلاثة أصدقاء له، وهم شظاظ الضبي، وقد كان شظاظ من ولاة بني تميم، وقد كان مشهورًا في النهب والغزو، وقطع الطرق على القوافل، حتى قيل فيه “ألص من شظاظ”، أما الثاني فهو أبو جردية المازني، وهو من بني تميم، والثالث فهو غويث بن كعب، وهو أيضًا من تميم، وعندما أتوه اجتمع بهم، وأخبرهم بنيته على تأسيس طائفة من الصعاليك، فوافقه الثلاثة على ذلك، وأسس أربعتهم جماعة من ثلاثين رجل.
وكانت هذه الجماعة تقطع الطرقات على القوافل، وخصوصًا قوافل الأغنياء، وكانوا يقومون بذلك في اليمامة والبحرين، ومن بعد أن يغزوا على تلك القوافل، وينهبوا أموالها، كانوا يأخذون الأموال ويوزعونها على الفقراء والمحتاجين من أقوامهم، وقد قال مالك بن ريب في خبر ذلك:
أَحَقّاً عَلى السُلطانِ أَمّا الَّذي لَهُ
فَيُعطى وَأَمّا ما يُرادُ فَيَمنَعُ
إِذا ما جَعلتُ الرَّملَ بَيني وَبَينَهُ
وَأَعرَضَ سَهبٌ بَينَ تَبرينَ بَلقَعُ
مِنَ الأَدمى لا يَستَجِمُّ بِها القَطا
تَكُلُّ الرِياحُ دونَها فَتَقَطَّعُ
فَشَأنَكُم يا آلَ مَروانَ فَاِطلُبوا
سِقاطي فَما فيهِ لِباغيهِ مَطمَعُ
وَما أَنا كَالعيرِ المُقيمِ لأَهلِهِ
عَلى القَيدِ في بَحبوحَةِ الضَيمِ يَرتَعُ
وَلَولا رَسولُ اللَّهِ أَن كانَ مِنكُم
تَبَيَّنَ مَن بِالنّصف يَرضى وَيَقنَعُ
نبذة عن مالك بن ريب
هو مالك بن الرّيب بن حوط بن قرط بن حسل بن عاتك بن خالد بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، شاعر من بني تميم، ولد في عام واحد وعشرون للهجرة في نجد في الجزيرة العربية، ونشأ فيها، اشتهر بشجاعته وفتكه، حيث لم يكن ينام إلا وسيفه على جنبه.