قصة قصيدة أحق عاف بدمعك الهمم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أحق عاف بدمعك الهمم

أمّا عن مناسبة قصيدة “أحق عاف بدمعك الهمم” فيروى بأن الفاطميين كانوا يتآمرون على العرب، لكي يساعدوا في زيادة النفوذ الفارسي في البلاد العربية من جهة، وكانوا أيضًا يتعاونون مع الصليبيين من جهة أخرى، وبسبب ذلك قامت حرب بينهم وبين سيف الدولة الحمداني في مدينة حلب في سوريا، بما يسمى بمعركة حلب، وتمكن سيف الدولة الحمداني من الانتصار عليهم في تلك المعركة، فأنشد أبو الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة الحمداني ويمدح علي بن إبراهيم التنوخي بسبب انتصارهما في تلك المعركة، قائلًا:

أَحَقُّ عافٍ بِدَمعِكَ الهِمَمُ
أَحدَثُ شَيءٍ عَهداً بِها القِدَمُ

وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما
تُفلِحُ عُربٌ مُلوكُها عَجَمُ

لا أَدَبٌ عِندَهُم وَلا حَسَبٌ
وَلا عُهودٌ لَهُم وَلا ذِمَمُ

بِكُلِّ أَرضٍ وَطِئتُها أُمَمٌ
تُرعى لِعَبدٍ كَأَنَّها غَنَمُ

يَستَخشِنُ الخَزَّ حينَ يَلمُسُهُ
وَكانَ يُبرى بِظُفرِهِ القَلَمُ

إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما
أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُمُ

وَكَيفَ لا يُحسَدُ اِمرُؤٌ عَلَمٌ
لَهُ عَلى كُلِّ هامَةٍ قَدَمُ

يَهابُهُ أَبسأُ الرِجالِ بِهِ
وَتَتَّقي حَدَّ سَيفِهِ البُهَمُ

كَفانِيَ الذَمَّ أَنَّني رَجُلٌ
أَكرَمُ مالٍ مَلَكتُهُ الكَرَمُ

يَجني الغِنى لِلِّئامِ لَو عَقَلوا
ما لَيسَ يَجني عَلَيهِمِ العَدَمُ

ومدح علي بن إبراهيم التنوخي قائلًا:

مَن طَلَبَ المَجدَ فَليَكُن كَعَلِيــيٍ
يَهَبُ الأَلفَ وَهوَ يَبتَسِمُ

وَيَطعَنُ الخَيلَ كُلَّ نافِذَةٍ
لَيسَ لَها مِن وَحائِها أَلَمُ

وَيَعرِفُ الأَمرَ قَبلَ مَوقِعِهِ
فَما لَهُ بَعدَ فِعلِهِ نَدَمُ

وَالأَمرُ وَالنَهيُ وَالسَلاهِبُ وَالــبيضُ
لَهُ وَالعَبيدُ وَالحَشَمُ

وَالسَطَواتُ الَّتي سَمِعتَ بِها
تَكادُ مِنها الجِبالُ تَنفَصِمُ

يُرعيكَ سَمعاً فيهِ اِستِماعٌ إِلى الد
داعي وَفيهِ عَنِ الخَنا صَمَمُ

يُريكَ مِن خَلقِهِ غَرائِبَهُ
في مَجدِهِ كَيفَ تُخلَقُ النَسَمُ

مِلتُ إِلى مَن يَكادُ بَينَكُما
إِن كُنتُما السائِلَينِ يَنقَسِمُ

نبذة عن أبي الطيب المتنبي

هو أبو الطيب المتنبي واسمه أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، وهو أحد أهم شعراء العرب على مر العصور، من شعراء الدولة العباسية، اتصل بأمير حلب سيف الدلة الحمداني، ومدحه بالعديد من القصائد الخالدة في التاريخ.

ولد أبو الطيب المتنبي في ثلاثمائة وثلاثة للهجرة في مدينة الكوفة في العراق، وتوفي في عام ثلاثمائة وأربعة وخمسون للهجرة في مدينة بغداد.


شارك المقالة: