قصة قصيدة أخالد قد والله أوطأت عشوة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أخالد قد والله أوطأت عشوة

أمّا عن مناسبة قصيدة “أخالد قد والله أوطأت عشوة” فيروى بأنه كان هنالك أخ لعمرو بن دويرة السحمي، وكان أخاه قد أحب ابنة عم له، ولكن عمه رفض أن يزوجه منها، وكانت ابنة عمه تحبه أيضًا، وكانا يتلاقيان كلما استطاعا، وفي يوم من الأيام أمسكه أباها وهو في لقاء معها، وبسبب كرهه وبغضه له، توجه إلى خالد القسري، وشكاه له، فأحضره خالد القسري إلى مجلسه، وبعد النظر في قضيته، قرر أن يحبسه، فوضع في السجن لمدة من الزمن، ومن ثم أطلق سراحه.

وبعد فترة من خروجه من السجن، عاد ليلقى ابنة عمه، فأمسك به إخوتها، فساقوه إلى خالد القصري مرة أخرى، وكان معهم جماعة يشهدون على ما فعل وبأنهم قد رأوه في منزلهم، واتهموه بأنه قد دخل إلى البيت لكي يسرقه، فسأله خالد عن خبر ذلك، فأكد على كلامهم، كونه لم يكن يريد أن تفضح ابنة عمه، فقرر خالد أن يقطع له يده، فقام أخوه عمرو ببعث كتاب إلى خالد، وكتب له فيه:

أخالد قد والله أوطأت عشوة
وما العاشق المظلوم فينا بسارق

أقر بما لم يأته المرء إنه
رأى القطع خيرا من فضيحة عاتق

ومثل الذي في قلبه حل قلبها
فكن أنت تجلو اليوم عن قلب عاشق

ولولا الذي قد خفت من قطع كفه
لألفيت في أمر الهوى غير ناطق

إذا مدت الغايات في السبق للعلى
فأنت ابن عبد الله أول سابق

وعندما وصل الكتاب إلى خالد القسري، وقرأ ما فيه، قام ببعث أحد رجاله لكي يسأل عن الخبر من دون علم أحد، فذهب الرجل، وأخذ يبحث عن حقيقة الأمر، وعاد إلى خالد، وأخبره بالخبر الصحيح، وأكد له ما بعث له عمرو في الكتاب، فأمر خالد بأن يتزوج منها، فرفض أبوها، وقال له بأنه ليس كفؤ لها، فقال له خالد: لا والله، إنه كفؤ لها، حيث بذل يده عنها، وإن لم تقم بتزويجه من ابنتك، فسوف أزوجه منها رغمًا عنك، فوافق أبوها على زواجها منه، ودفع خالد مهرها.

نبذة عن عمرو بن دويرة السحمي

هو عمرو بن دويرة البجلي، وهو سحمي من الكوفة في العراق.

المصدر: كتاب "مختصر مغني اللبيب عن كتاب الأعاريب" تأليف ابن عثيمينكتاب "شرح شواهد المغني" تأليف السيوطي، جلال الدين كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: