قصة قصيدة أرادت عرارا بالهوان ومن يرد
أمّا عن مناسبة قصيدة “أرادت عرارا بالهوان ومن يرد” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام الحجاج بن يوسف الثقفي بقطع رأس الأشعث، ووضع رأسه في وعاء وبعث به إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مع جماعة من أهل الكوفة، وكان من بينهم عرار بن شأس الأسدي، وقد كان عرار طويلًا شديد السواد، خلقته دميمة، وعندما وصلوا إلى قصر الخليفة استأذنوا للدخول عليه، فأدخلهم، ووقفوا بين يديه.
وكان الخليفة لا يعرف عرار، فتقدم عرار على الجماعة وسلم على الخليفة بأفضل ما يكون من السلام، وبدأ الخليفة بالكلام معه، ووجه له عددًا من الأسئلة عن الواقعة، فلم يسأله عن شيء إلا وأجابه، وعندما انتهى الخليفة هم عرار بالعودة إلى مكانه، وبينما هو عائد تمثل أمير لمؤمنين بقصيدة لعمرو بن شأس قال فيها:
أَرادتْ عِرَاراً بالهَوَانِ ومَنْ يُرِدْ
عرَاراً بُنَّى بالهَوَانِ فَقَدْ ظَلَمْ
فإِنْ كُنْتِ منى أَو تُرِيدينَ صُحْبَتى
فكُوني له كالسْنِ رُبَّتْ لَهُ الأَدَمْ
وإِلاَّ فَبِينى مثْلَ ما بانَ راكبٌ
تَيَمَّمَ خمْساً لَيْسَ في سَيْرِه أَمَمْ
وإِنَّ عرَاراً إِنْ يَكُنْ ذا شَكيمَةٍ
تُقَاسِينَها منه فما أَمْلكُ الشِّيَمْ
وإِنَّ عِرَاراً إِنْ يَكُنْ غيرَ واضحٍ
فإِنى أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِب العَمَمْ
فالتفت عرار إلى أمير المؤمنين وهو يضحك، فقال عبد الملك بن مروان: أعيدوه إلي، وعندما عاد ووقف بين يديه، سأله الخليفة قائلًا: ما الذي يضحكك؟، فقال له عرار: هل عرفتني يا مولاي، فقال له الخليفة: لا والله، لم أعرفك، فقال له عرعر: أنا عرار، فسرّ أمير المؤمنين به، وأجلسه بجانبه، وأخذ يتسامر معه، حتى خرج عائدًا إلى الكوفة.
نبذة عن عمرو بن شأس
عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة ابن ذؤيبة بن مالك بن الحارث ابن سعد، وهو من قبيلة أسد بن خزيمة، ويكنى بأبي عرار، وكان أبوه فارساًشجاعًا، وسيداً من سادات قومه، له وقائع مشهورة مع بني عامر، اشتهر بحبه الشديد لابنه عرار، فأمضى حياته وهو يحاول أن يصلح بينه وبين زوجته، بسبب حبه لهما، امتاز شعره بالقوة.