قصة قصيدة أردت بها كي يعلم الناس أنها
أمّا عن مناسبة قصيدة “أردت بها كي يعلم الناس أنها” فيروى بأن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي سار مع الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى العراق، وحارب معه في كل الحروب هنالك حتى قتل الخليفة، ومن بعدها كان مع ابنه الحسن رضي الله عنه، ومكان على مقدمة جيشه الذي سار لكي يقاتل معاوية بن أبي سفيان وجيشه، ولكن الحسن بن علي قرر أن يبايع الخليفة.
وعندما وصل خبر مبايعة الحسن لمعاوية، لم يسر به، ورفض أن يبايع معاوية بن أبي سفيان، ومن ثم خرج من المدينة المنورة، وبعد ذلك بفترة، توجه إلى الخليفة من ضمن وفد من الأنصار، وبايعه، ولكن بعد أن تعاتب الاثنان معاتبة شديدة، وبعد أن تلفظ كل منهما بكلمات فيها غلظة تجاه الآخر، ولكن وبعد كل ذلك رضي الخليفة عليه، وأكرمه إكرامًا يليق به، وقدمه على غيره، وحظي عنده بمكانة رفيعة، وبينما هو في يوم في مجلسه، دخل على الخليفة رسول من ملك الروم، ومعه كتاب من ملكه، فأخذ الخليفة الكتاب وقرأه، وفيه أن الملك يطلب من الخليفة أن يبعث بسروال أطول رجل من رجال العرب.
وعندما قرأ الخليفة الكتاب، قال لقيس: والله إني ما أراني إلا قد احتجت إلى سروالك، وكان قيس أطول رجل في العرب، فلم يكن أطول الرجال من بين رجال العرب يصلون إلى نصف طوله، فقام قيس وأخذ زاوية، وقلع سرواله، وعاد إلى الخليفة وأعطاه إياه، فقال له الخليفة: لو أنك عدت إلى منزلك، وبعثت لي به من هنالك، كان أفضل لي ولك، فأنشد قيس قائلًا:
أردت بها كي يعلم الناس أنها
سراويل قيسٍ والوفود شهود
وأن لا يقولوا غاب قيسٌ وهذه
سراويل غادي سمدٌ وثمود
وإني من الحي اليماني لسيدٌ
وما الناس إلا سيدٌ ومسود
فكدهم بمثلي إنَّ مثلي عليهم
شديدٌ وخلقي في الرجال مديد
وفضلني في الناس أصلٌ ووالد
وباعٌ به أعلو الرجال مديد
فأمر الخليفة أطول رجل من وفد الملك أن يضع السروال على أنفه، فوضعه، فإذ بآخره يصل إلى الأرض.
نبذة عن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي
قيس بن سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي، وهو أحد صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم الجليلين.