قصة قصيدة أرقصني حبك يا بصبص

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أرقصني حبك يا بصبص

أمّا عن مناسبة قصيدة “أرقصني حبك يا بصبص” فيروى بأن أحد جنود الشام كان يزور حسين بن الضحاك بشكل متكرر، وكان هذا الشخص عجيب الشكل، ملابسه سيئة، غليظ القول، يتعامل بأسلوب جلف وجاف، وكان حسين بن الضحاك يتحمل كل ذلك منه وهو متعجب من كل ذلك، وكان هذا الرجل يأتي إلى الضحاك ومعه كتب من حبيبته، وكان الضحاك يقرأها، فكانت هذه الكتب حلوة جدًا، شديدة البلاغة، وفيها من الظرافة ما فيها، ذات معان شديدة الجمال، وكان يطلب من الضحاك أن يجيب على هذه الكتب، فيبدأ الضحاك بإجهاد نفسه كي يكتب لها كتبًا فيها من الجمال ما في كتاباتها، وكان يصب كل عنايته عليها، كونه يعلم بأن الرجل لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، ولا يعلم كيف يبدأ الكتاب، وكيف ينهيه.

وعندما بدأت زيارات الرجل تتكرر بشكل أكبر، بدأ الضحاك يحسده، وقرر في يوم أن يفسد ما بينه وما بين حبيبته، فسأله عن اسمها، فقال له الرجل بأن اسمها بصبص، فكتب الضحاك لها كتابًا، وكتب فيه:

أرقصني حبك يا بصبص
والحُبُّ يا سيدتي يُرقِصُ

أرمصتِ أجفاني بطول البكا
فما لأجفانك لا ترمصُ

وا بأبي وجهُكِ ذاك الذي
كأنه من حُسنه عصعصُ

فأخذ الرجل الكتاب، وخرج من مجلس الضحاك، وبعثه إلى حبيبته، وبعد فترة عاد ‘ليه، ودخل إلى مجلسه، وقال له: يا أبى علي، فديتك نفسي، بما أذنبت بحقك، ولما فعلت بي ما فعلت؟، فقال له الضحاك: ولما تسألني هكذا سؤال؟، فقال له: عندما بعثت لها الكتاب، وحينما وصلها، بعثت إلي بأنها مشتاقة لي، وبأنها تريد مني أن ألقاها في مكان بالقرب من بيتها، فلبست أفضل ما عندي من ملابس، وتعطرت بأفضل العطور، وتوجهت إلى المكان الذي أخبرتني عنه، وبينما أنا واقف أنتظرها، إذ بشيء قد صب على رأسي، فملأني من أعلى رأسي إلى أسفل قدمي، وأفسد ما كنت أرتديه من ملابس، فأصبحت أسودًا قذرًا نتنًا، فغادرت المكان من فوري، وأنا أشعر بالخزي مما أنا فيه.

ومن ثم أكمل قائلًا: بينما أنا عائد إلى منزلي، كان كلما لقيني أحدهم بدأ يضحك ويصيح، وعندما دخلت إلى بيتي أصبح أهل بيتي يضحكون علي، ومن ثم انقطعت رسائلها وكتبها عني، فأخذ الضحاك يعتذر من الرجل، ويقول له: لعلها لم تفهم ما كتبت إليها من شدة فصاحته، وهو يحمد الله على ما نال الرجل، ويتشمت به.

نبذة عن الحسين بن الضحاك

هو أبو علي الحسين بن الضحاك الباهلي، ولد في مدينة البصرة في العراق، من شعراء العصر العباسي.


شارك المقالة: