قصة قصيدة - أرى أم صخر لا تمل عيادتي

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف قصة قصيدة “أرى أم صخر لا تمل عيادتي”:

أمَّا عن قصة قصيدة “أرى أم صخر لا تمل عيادتي” يحكى أن صخر بن عمرو شقيق الخنساء فكان من أشجع وأكرم وأجمل العرب فكانت فتاة من بني ربيعة تحبه تدعى سلمى بنت عوف وهو أيضاً يحبها.

وبعد أن تزوجها تعاهدا على أن يصونا هذا الحب والود الذي بينهم وأيضاً تعاهدا أنه إذا مات لن تتزوج بعده، وإذا ماتت هي لن يتزوج بعدها، وعندما يراها كان يقول وهو حزين: “والله أني أكره الموت لأنه سوف يفرق بيني وبينك”.

وفي يوم كلاب وهو يوم مشهور تحاربت فيه قبيلتا بني عوف وبني الحرث، تقابل صخر بن ربيعة بن ثور الأسدي بعد أن تغلب بنو الحرث على بني أسد وقاموا بنهبهم، فقام ربيعة بطعن صخر في بطنه ولكن الرمح الذي طعنه فيه كان قصيرًا فتجاوز درعه بقليل ولكنه مرض سنة كاملةً من هه الطعنة، وكانت أمه تعتني به في هذه السنة بينما قصرت زوجته سلمى في رعايته، وفي يوم من الأيام سمع إمرأة تسأل أمه عن حاله فجاوبتها أمه أننا بخير مادمنا نراه، وسمع زوجته سلمى تجاوب إمرأة سألت عن حاله بقولها أنه لاحي يرجى ولا ميت ينعى، فحزن لذلك حزنًا شديدًا.

وفي يوم جلس عند شباك بيته ليستريح فرأى زوجته سلمى واقفة مع إبن عمها وهو واضع يده عليها وسمعه يقول لها: هل هذا الكفل للبيع؟ فجاوبته قريبًا سوف يصبح كذلك، وعندما سمع ماار بينهمها نادى على أمه وطلب منها أن تحضر له السيف فقالت له: وما حاجتك به، فقال لها أنه يريد أن يتأكد بأنه لم يصدأ، وعندما أحضرته نادى على سلمى وكان يريد أن يقتلها، وعندما دخلت عليه رفع سيفه ليقتلها ولكنه لم يستطع أن يفعلها وبدأ يبكي وينشد:

أَرى أمَّ صخرٍ لَا تمَلُّ عيادتي
ومَلَّتْ سُلَيمى مِضْجَعي ومَكاني

وَما كنتُ أخشَى أَن أكونَ جَنَازَة
عليكِ وَمن يَغترُّ بالحَدَثان

أهُمُّ بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه
وَقد حيلَ بينَ العْيرِ والنَّزَوان

لعمري لقد نَبُهْتَ من كَانَ نَائِما
وأسمعت من كَانَت لَهُ أذُنان

وللموتُ خيرٌ من حَيَاة كَأَنَّهَا
محلّة يَعسوبٍ بِرَأْس سِنان

وأيُّ امْرِئ سَاوَى بأمٍّ حَلِيلَة
فَلَا عَاشَ إِلَّا فِي شقا وهوان

وبعد أن مات صخر تزوجت سلما من بعده، وبقيت أخته الخنساء وفية لأخيها وبقيت تتذكره وقامت برثائه رثائًا بليغًا، حيث كان صخر أحب إخوانها إليها على الرغم من أنه كان أخوها من أبيها ولم يكن شقيقًا لها. وكان حليم محبوبًا بين أبناء عشيرته وكان دومًا يقف إلى جانب الخنساء فكان يرعاها ويمد لها يد العون عندما تحتاجه.

وبالرغم من كثر قصائد الخنساء وأنها كانت شاعرة متمكنة من الشعر وبلاغتها إلا أنها لم تشتهر إلا بسبب المرثيات التي كانت تقولها في أخيها حيث ذاع صيتها في كل الأرجاء وبدأ الناس يتداولون قصائدها التي كانت ترثي فيهم أخيها صخرًا من وقتها إلى وقتنا هذا.


شارك المقالة: