حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة:
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الحزن على فراق حبيبته، والندم على الوقت الذي لم يمضه معها عندما كان يستطيع ذلك.
قصة قصيدة أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم:
أمّا عن مناسبة قصيدة “أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ” فيروى بأنّ عمير بن أبي سلامة كان من الحاضرين في يوم الغميصاء، وهو اليوم الذي أسر فيه خالد بن الوليد رضي الله عنه رجال بني جذيمة، وقتل منهم ما قتل، بعد أن بعثه رسول الله صل الله عليه وسلم إليهم لكي يدعوهم إلى الإسلام، ولم يكن يعلم بأنّهم قد دخلوا فيه قبل ذلك.
وفي ذلك اليوم كان هنالك فتىً بجانب عمير بن أبي سلامة، وكانت يدا هذا الفتى مربوطة إلى عنقه، وبالقرب منهم كان هنالك مجموعة من الفتيات، فقال الفتى لعمير بن أبي سلامة: أيّها الفتى، هل تريد أن تأخذ بزمام ناقتي، وتقودني إلى الموضع حيث تلك الفتيات، فأقوم بإخبارهن بحاجتي منهن؟، وإن قمت بذلك فسوف ترى ما بدا لك منهن، فقال له عمير: إنّ ما قد سألت يسير علي، فلنذهب، ومسك عمير بزمام الناقة وساقه إلى موضع الفتيات، وعندما وصلوا إليهن، وقفوا عندهن وقال لواحدة منهن: اسلمي لحبيش على نفاذ عيشه، فقالت له الفتاة: وأنت أسلم لعل ربك يسقيك الغيث، فأنشد الفتى قائلًا:
أريتكِ إذ طالبتكم، فوجدتكم
بحَليةَ، أو ألفيتكُم بالخوانقِِ
ألم يكُ حقّاً أن يُنوَّلَ عاشقٌ
يُكلَّفُ إدلاج السُّرى والودائقِ
فلا ذنب لي، قد قلت إذ نحن جِيزةٌ
أثيبي بوُدٍّ قبل إحدى الصفائق
أثيبي بودٍّ قبل أن يشحط النوى
وينأى عدوٌّ بالمحب المفارق
فإني ما ضيّعتُ سر أمانةٍ
ولا راق عيني، بعد وجهك، رائقُ
على أن ما نال العشيرة شاغلٌ
عن الودّ إلا أن يكون التَّوامقُ
فبكى الفتى وبكت الفتاة، ومن ثم أنشد الفتى قائلًا:
فإن يقتلوني، يا حُبيشُ، فلم يدع
هواكِ لهم مني سوى غُلّةِ الصدرِ
وأنتِ التي انحلت جِلدي على دمي
وعظمي، وأسبلت الدموع على النحر
ومن ثم انصرف عمير بن أبي سلامة بالفتى، وفي ذلك اليوم ضرب عنق ذلك الفتى، فأتته الفتاة وأخذت تبكي فوق رأسه.