قصة قصيدة أزميل اني ان أكن لك جازيا
أمّا عن مناسبة قصيدة “أزميل اني ان أكن لك جازيا” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام زميل بن أم دينار الفزاري بقتل رجل يقال له ابن سالم بن دارة أحد بني عبد الله بن غطفان، واشتهر بين العرب بقتله له، وفي يوم وقع بينه وبين رجل يقال له أرطأة بن سهية شتم ولعن، فيقوم أحدهما بشتم الآخر، ويصل الخبر إلى الآخر، فيقوم هو الآخر بشتمه، ويصل الخبر إلى الأول، واستمر الوضع على هذه الحال لمدة من الزمن، وفي يوم توعد زميل أرطأة بن سهية، وبعث له: إني أحسب بأنك سوف تشرب من نفس الكأس التي شرب منها سالم بن دارة، فبعث له أرطأة بن سهية قائلًا:
أزميل اني ان أكن لك جازيا
أُعكر عليك وان ترح لا تسبقِ
اني امرؤ تجد الرجال عداوتي
وجد الركاب من الذباب الأزرق
لا تحسبني كامريء صادفته
بمضيعة فخدشته بالمرفقِ
اني امرؤ أوفى اذا قارعتكم
قصب الرهان وما أشأ أتعرقِ
يا زُملُ اني ان أكن لك سائقا
تركض برجليك النجاة والحقِ
وعندما وصل ما قال أرطأة بن سهية إلى زميل بن أم دينار، بعث له بكتاب، قال فيه:
يا أَرْطَ إن تكُ فاعلاً ما قلتَهُ
والمرء يستحيي إذا لم يَصْدُقِ
فافعلْ كما فعل ابنُ دارةَ سالمٌ
ثم امش هَوْنَك سادراً لا تَتَّقِ
وإذا جعلتُكَ بين لَحْيَيْ شابِك الأنياب
فارعُد ما بدا لك وابرُقِ
نبذة عن أرطأة بن سهية المري
هو أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد بن عقفان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية.
يعد أرطأة بن سهية من طبقات الشعراء المعدودين على كل من العصر الإسلامي والعصر الأموي، اتصل بالعديد من خلفاء بني أمية، ومنهم الخليفة مروان بن الحكم، والخليفة عبد الملك بن مروان.
اشتهر أرطأة بن سهية بكرمه وجوده عند قومه.