ما لا تعرف عن قصة قصيدة “أسيف الهدى وقريع العرب”:
وأمَّا عن قصة قصيدة “أسيف الهدى وقريع العرب” يحكى أنَّ أبو فراس الحمداني كتب هذه القصيدة وأرسلها لإبن عمه سيف الدولة الحمداني الذي تأخر عنه وهو في الأسر، فقال لإبن عمه أنّ الروم قرروا إطلاق أسر المسلمين، فعندما وصلت هذه الرسالة إلى أمير حلب “سيف الدولة” فقام ودفع المال للروم لضمان إطلاق صراحه وقال: (من أين يعرفه أهل خرسان؟)، فقال أبو فراس الحمداني هذه القصيدة:
أَسَيفَ الهُدى وَقَريعَ العَرَب
عَلامَ الجَفاءُ وَفيمَ الغَضَب
وَما بالُ كُتبِكَ قَد أَصبَحَت
تَنَكَّبُني مَعَ هَذا النَكَب
وَأَنتَ الكَريمُ وَأَنتَ الحَليمُ
وَأَنتَ العَطوفُ وَأَنتَ الحَدِب
وَما زِلتَ تَسبِقُني بِالجَميلِ
وَتُنزِلُني بِالجَنابِ الخَصِب
وَتَدفَعُ عَن حَوزَتَيَّ الخُطوبَ
وَتَكشِفُ عَن ناظِرَيَّ الكُرَب
وقال أيضاً:
فَلا تَعدِلَنَّ فِداكَ اِبنُ عَمِّكَ
لابَل غُلامُكَ عَمّا يَجِب
وَأَنصِف فَتاكَ فَإِنصافُهُ
مِنَ الفَضلِ وَالشَرَفِ المُكتَسَب
وَكُنتَ الحَبيبَ وَكُنتَ القَريبَ
لَيالِيَ أَدعوكَ مِن عَن كَثَب
فَلَمّا بَعُدتُ بَدَت جَفوَةٌ
وَلاحَ مِنَ الأَمرِ ما لا أُحِب
فَلَو لَم أَكُن بِكَ ذا خِبرَةٍ
لَقُلتُ صَديقُكَ مَن لَم يَغِب