قصة قصيدة أصم أم يسمع غطريف اليمن

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أصم أم يسمع غطريف اليمن:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أصم أم يسمع غطريف اليمن” فيروى بأنه في ليلة ولادة الرسول صل الله عليه وسلم، وبينما كان كسرى في قصره، ارتج القصر، وانهالت منه أربع عشرة شرفة إلى الأرض، وعندما رأى أهل المملكة ذلك عظم عليهم، وفي اليوم التالي بعث له القائم على اليمن بأن بحيرة ساوة قد جفت في الليلة السابقة، وبعث إليه أيضًا القائم على السماوة، وأخبره بان الوادي قد انقطع في الليلة السابقة أيضًا، ومن ثم أتاه كتاب من القائم على طبرية، وأخبره بأن الماء لم يجر في الليلة السابقة في البحيرة، وعندما وردت له كل تلك الكتب وسواها، نزل عن سريره، وارتدى ملابسه، وخرج إلى الناس، وأخبرهم بما حصل في الليلة السابقة، وما وصله من أخبار من بقية المدن.

فوقف الموبذان وقال له: يا مولاي، لقد رأيت البارحة رؤيا، وقد أفزعتني، فقال له كسرى: وما الذي رأيته؟، فأخبره بالرؤيا التي رآها، فقال له كسرى: وما تفسير هذه الرؤيا؟، فقال له: لا أعرف يا مولاي، إن أردت أن تعرف تأويلها، فابعث إلى عاملك بالحيرة بأن يبعث لك رجلًا من عنده، فإن أهل الحيرة خبيرون بالتأويل، فبعث إلى عامله بالحيرة، وقام صاحب الحيرة ببعث عبد المسيح الغساني، وعندما وصل إلى كسرى، أخبره بخبر ما حدث، وبرؤيا الموبدان، فقال له: لا أعلم ما تفسير ذلك، ولكن هنالك خال لي في الشام، وهو من يستطيع ن يفسر ما حصل، فبعثه كسرى إلى الشام، وعندما أتى خاله وجده مريضًا على وشك أن يموت، فنادى عليه ولكنه لم يرد عليه، فأنشد قائلًا:

أصم أم يسمع غطريف اليمن
يا فاصل الخطة أعيت من ومن

أتاك شيخ الحي من آل سنن
أبيض فضفاض الرداء والبدن

رسول قيل العجم يهوي للوثن
لا يرعب الوعد ولا ريب الزمن

فرفع خاله رأسه وقال له: لقد بعثك كسرى، لأن قصره قد اهتز، ولأن البحيرة قد جفت، ولأن موبذان قد رأى الرؤيا، يا بني، إن ظهرت التلاوة، وفاض الوادي، وجفت البحيرة، وخمدت النار، فليست بابل للفرس، ثم أنشد قائلًا:

إن كان ملك بني ساسان أفرطهم
فإن ذا الدهر أطوار دهارير

منهم بنوا الصرح بهرام وإخوته
والهرمزان وسابور وسابور

فربما أصبحوا منهم بمنزلة
يهاب صولهم الأسد المهاصير

حثوا المطي وأدوا في رمالهم
فما يقوم لهم سرح ولا كور

والناس أولاد علات فمن علموا
أن قد أقل فمحقور ومهجور

والخير والشر مقرونان في قرن
فالخير متبع والشر محذور

فتوجه عبد المسيح إلى كسرى وأخبره بخبر ذلك، فغمه سماع ذلك، ومن ثم قال: إلى من يملك منا أربعة عشر ملكًا يدور الزمان، فماتوا جميعًا في أربعين عامًا.

نبذة عن عبد المسيح الغساني:

هو عبد المسيح بن عمرو بن قيس الغساني، من أهل القرن السادس الميلادي، وهو شاعر من أهل الحيرة، أدرك الإسلام ولكنه بقي على الديانة المسيحية.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: