قصة قصيدة أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا
أمّا عن مناسبة قصيدة “أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا” فيروى بأنه كان هنالك امرأة في إحدى الأقطار العربية، وكانت هذه الامرأة شديدة الجمال، وفي يوم تزوجت وأنجبت غلامًا، وكانت تحب هذا الغلام حبًا شديدًا، وبعد أن أنجبت هذا الغلام توفي زوجها، فرفضت أن تتزوج من غيره؛ خوفًا منها على ابنه، ورغبة منها في الاستمرار بالعناية به خير عناية، وكان عند هذه الامرأة جار معجب بها، ولكن هذا الجار كان سيء الطباع، فأراد أن يختلي بها، ولكنها رفضت ذلك، فقد كانت مؤمنة بالله، وهددت الجار بأنها سوف تخبر عنه شيخ القبيلة، فقرر الجار أن يهرب خوفًا من أن تفضحه أمام القبيلة.
ولكن ابن هذه الامرأة كان معجبًا بابنة الجار، وكان يريد أن يتزوجها، وعندما علم الجار بخبر ذلك، جلس مع الغلام، وأخبره بأنه موافق على أن يزوجه من ابنته، ولكنّه اشترط عليه أن يأتيه بقلب أمه، فإن فعل ذلك زوجه إياها، تردد الغلام في البداية، ولكنه بعد أن فكر وافق على عرض جاره، وأخذ من جاره خنجرًا، وتوجه إلى بيته وطعن أمه في الخنجر في صدرها، وأمسك بقلبها، وأخرجه من صدرها، ولكنه عندما رأى الدم، كاد أن يقع، فتكلم قلب أمه معه قائلًا له: ما بك يا بني، هل حدث لك مكروه، فحزن الولد على ما فعل، وندم أشد الندم، وقرر أن يقتل نفسه، وأمسك بالخنجر، وكاد أن يغرسه في صدره، فتكلم القلب مرة أخرى، وقال له: يا بني ما الذي تفعله، لا تقتلني مرتين، فإن قتلت نفسك، فكأنك قتلتني مرة أخرى، يكفيني مصيبة واحدة يا بني.
كتب الشاعر إبراهيم المنذر قصيدة في خبر هذه القصة قائلًا:
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
بـنقوده حتّى ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الدّراهم والجواهر والدّرر
فمـضى وأغمد خنجراً في صدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنّه من فرط سرعته هوى
فـتدحرج القلب المضرج إذ عثر
نـاداه قلب الأم وهو معفّر
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوّه
غضب السماء به على الولد انهمر
فاستل خنجره ليطعن نفـسَه
طعنا سيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأمـ: كفّ يداً ولا
تطعن فؤادي مرتين على الأثر
نبذة عن إبراهيم المنذر
إبراهيم بن ميخائيل بن منذر بن كمال أبي راجع، لبناني الأصل، من بني المعلوف المتصل نسبهم بالغساسنة.
العبرة من قصة قصيدة أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا
- لا يجب أن نصدق كل ما نسمعه.
- يجب أن نكون حذرين من الأشخاص الذين يقدمون لنا وعودًا كبيرة.
- الثروة والقوة ليست كل شيء في الحياة.
- السعادة الحقيقية تأتي من الحرية والكرامة والأصدقاء.