قصة قصيدة أقول لإبراهيم لما لقيته

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أقول لإبراهيم لما لقيته

أمّا عن مناسبة قصيدة “أقول لإبراهيم لما لقيته” فيروى بأنه عندما وصل الحجاج بن يوسف الثقفي إلى مدينة الكوفة، ودخل إلى مسجد المدينة الكبير، وصعد إلى المنبر، وقبل أن يبدأ بإلقاء خطبته، قام رجل من الحاضرين وهو عمير بن ضابئ التميمي بسب بني أمية لأنهم قاموا بتعيينه واليًا على الكوفة، ومن ثم أراد ان يلقي عليه الحجارة، ولكن وبعد أن قام الحجاج بإلقاء خطبته المشهورة دبّ الرعب في قلب عمير، وسقطت الحجارة من يده من دون أن يشعر بها.

وبعد أن نزل الحجاج من على المنبر أمر جنوده بأن يعطوا الناس خراجهم، ومن ثم يجهزونهم للخروج إلى الحرب، لقتال الخوارج، وأعطى أهل المدينة ثلاثة أيام لكي يجهزوا إلى الخروج، والانظام إلى جيشه خارج المدينة، ولكن أهل المدينة لم يرغبوا بالخروج إلى القتال، وقرروا أن يقوموا بالتمرد على الحجاج، فقاموا بالتجمع في سوق المدينة، وقاموا بالتكبير بأعلى صوتهم، ولكن الحجاج سمع تكبيرهم، وتوجه إلى المسجد وصعد على المنبر، ونادى فيهم، قائلًا: يا أهل العراق، ومن ثم أكمل بأنه قد سمعهم وهم يكبرون، ولم يكن القصد من تكبيرهم الترغيب بالقتال، ولكنهم قصدوا أن يرهبوا أهل المدينة منه، ومن ثم أقسم لهم بأنهم إن لم يخرجوا إلى القتال لسوف يوقع بهم وقعة تقضي عليهم، فخاف أهل المدينة وقرروا أن يخرجوا معه إلى القتال.

وقبل أن ينزل الحجاج من على المنبر، قام إليه رجل من أهل المدينة، وهو عمير بن ضابئ التميمي، وقال له بأنه رجل كبير في العمر، وبأن عنده ابن خير منه، وطلب منه أن يخرج ابنه عوضًا عنه إلى القتال، فقبل الحجاج بطلبه، ولكن أحد رجال الحجاج اقترب منه وقال له: هل تعرف من هذا؟، فقال له الحجاج: لا والله لا أعرفه، فقال له الرجل: هو واحد من الذين قتلوا أمير المؤمنين عثمان بن عفان، فعاد الحجاج إلى عمير وقال له: يا عدو الله، وهل قمت ببعث من ينوب عنك عندما قتلت أمير المؤمنين؟، ومن ثم قال له: والله إن في قتلك صلاح للمسلمين، ومن ثم أمر رجاله بأن يضربوا له عنقه، ففعلوا، ومن بعد ذلك لم يبق أحد من أهل المدينة إلا وخرج للقتال خوفًا من الحجاج، وبعد ذلك لقي إبراهيم بن عامر الأسدي عبد الله بن الزبير، فسأله إبراهيم عن خبر ما حصل، فأنشده عبد الله قائلًا:

أَقــولُ لإبــراهــيــمَ لمــا لَقــيــتُهُ
أَرى الأَمـرَ أَمـسـى مُـنـصِـباً مُتَشَعِّباً

تـجـهَّز وَأَسرِع وَالحَق الجَيشَ لا أَرى
سِوى الجَيشِ إِلّا في المَهالِكِ مَذهَبا

تَـخَـيَّر فَـأَمّـا أَن تَـزورَ ابـنَ ضابىءٍ
عُــمَـيـراً وَإِمّـا أَن تَـزورَ المُهَـلَّبـا

هـمـا خُـطَّتـا خَـسـفٍ نَـجـاؤُكَ مـنـهـمـا
رُكـوبُـكَ حَـوليّـاً مِـن الثَـلجِ أَشـهَـبا

فَـمـا أَن أَرى الحُـجَّاـجَ يَـغـمِدُ سَيفَهُ
يَـدَ الدَهـرِ حَتّى يتركَ الطِفلَ أَشيَبا

فَــأَضـحـى وَلَو كـانَـت خُـراسـانُ دونَهُ
رآهـا مَـكـانَ السُـوقِ أَو هـيَ أَقـرَبا

فَـكـائِن تَـرى مِـن مُكرِهِ العدوٍ مُسمِنٍ
تَـحَـمَّمـَ حِـنـوَ السَـرجِ حَـتّـى تَـجـنَـبّـا

نبذة عن عبد الله بن الزبير

هو عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي، من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: