قصة قصيدة أقول لها لما أتتني تدلني
أمّا عن مناسبة قصيدة “أقول لها لما أتتني تدلني” فيروى بأنه في يوم من الأيام، وبينما كان أبو نواس جالسًا في مجلسه، دخلت عليه إحدى نساء المدينة، وكانت هذه الامرأة معروفة بكونها خاطبة “وهي الامرأة التي يلجأ لها الرجال لكي تجد لهم فتاة مناسبة، أو تلجأ لها الفتيات لكي تجد لهم رجلًا مناسبًا”، وسلمت عليه، وجلست معه، وأخبرته بأنها قد وجدت له فتاة مناسبة لكي يتزوج منها، وأخبرته عن مواصفات هذه الفتاة، وبأنها ذات حسن وجمال ودلال، وبأنها مناسبة له، وأكدت له بأنه سوف يعجب بها، فقال لها أبو نواس: حسنًا، فأخبريها بأنك قد وجدت لها الرجل المناسب، ولكن عليك أن تخبريها بأن هنالك بعض الصفات البسيطة التي عليها أن تتجاوز عنها، فقالت له الخاطبة: وما هي هذه الصفات، فأنشدها أبو نواس قائلًا:
أَقولُ لَها لَمّا أَتَتني تَدُلُّني
عَلى امرَأَةٍ مَوصوفَةٍ بِجَمالِ
أَصَبتِ لَها يا أُختُ فَحلاً كَما اشتَهَت
إِذا أَغفَلَت مِنّي ثَلاثَ خِلالِ
فَمِنهُنَّ فِسقٌ لا يُنادى وَليدُهُ
وَرِقَّةُ إِسلامٍ وَقِلَّةُ مالِ
وَلَو أَنَّها في الحُسنِ كانَت كَيوسُفٍ
وَبَلقيسَ أَو كانَت كَخَطِّ مِثالِ
وَقالَت تَزَوَّجني عَلى مَهرِ دِرهَمٍ
لَقُلتُ اذهَبي عَنّي فَمَهرُكِ غالِ
نبذة عن أبي نواس
هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، ولد في الأحواز في عام مائة وخمسة وأربعون للهجرة لأب من دمشق وأم من الأحواز، ومن ثم انتقل إلى البصرة ونشأ فيها، ومن ثم انتقل إلى بغداد وعاش فيها.
يعتبر أبو نواس أحد أهم الشعراء في العصر العباسي وأشهرهم، واتصل بالبرامكة وقام بمدحهم، كما اتصل بالخليفة هارون الرشيد والخليفة المأمون.
يعتبر أبو نواس شاعرًا للثورة والتجديد، فقد ثار على التقاليد، كما كان شعره يحتوي على تصوير فني رائع، كما يعتبر شاعر الخمر من دون أي منازع، فقد رأى فيها شخصًا يحب ويعشق، فانقطع لها، ولكنه تاب في نهاية حياته، وأصبح زاهدًا، وأنشد العديد من القصائد التي تدل على ذلك.
توفي أبو نواس في عام مائة وتسعة وتسعون للهجرة في مدينة بغداد في العراق.