نروي لكم اليوم شيئًا من خبر غزوة أحد بين المسلمين وكفار قريش.
قصة قصيدة ألا أبلغا فهرا على نأي دارها
أما عن مناسبة قصيدة “ألا أبلغا فهرا على نأي دارها” لكعب بن مالك فيروى بأن غزوة أحد انتهت بأن أخذت قريش بثأرها من المسلمين، فقد قاموا في ذلك اليوم بقتل سبعين مسلمًا، لقاء سبعين منهم قتلوا في غزوة بدر، وكان ممن قتل يومها حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صل الله عليه وسلم، وقتل يومها أربعة من المهاجرين، وقتل اليمان أبو حذيفة بالخطأ على يد مسلمين آخرين، فأمرهم الرسول صل الله عليه وسلم أن يخرجوا ديته، وأمر الرسول أن يدفن من قتل في ذلك اليوم في المكان الذي استشهد فيه من دون أن يصلى عليه، وقد أنشد عمرو بن العاص فخورًا بانتصار قريش يوم أحد قائلًا:
خَرَجْنَا مِنْ الْفَيْفَا عَلَيْهِمْ كَأَنّنَا
مَعَ الصّبْحِ مِنْ رَضْوَى الْحَبِيكِ الْمُنَطّقِ
تَمَنّتْ بَنُو النّجّارِ جَهْلًا لِقَاءَنَا
لَدَى جَنْبِ سَلْعٍ وَالْأَمَانِيّ تَصْدُقُ
فَمَا رَاعَهُمْ بِالشّرّ إلّا فُجَاءَةَ
كَرَادِيسُ خَيْلٍ فِي الْأَزِقّةِ تَمْرُقُ
أَرَادُوا لِكَيْمَا يَسْتَبِيحُوا قِبَابَنَا
وَدُونِ الْقِبَابِ الْيَوْمَ ضَرْبٌ مُحَرّقُ
وَكَانَتْ قِبَابًا أُومِنَتْ قَبْلَ مَا تَرَى
إذْ رَامَهَا قَوْمٌ أُبِيحُوا وَأُحْنِقُوا
كَأَنّ رُءُوسَ الْخَزْرَجِيّيْنِ غَدْوَةً
وَأَيْمَانَهُمْ بِالْمُشْرِفِيّةِ بَرْوَقُ
فأجابه كعب بن مالك قائلًا:
ألا أَبْلِغَا فِهْراً على نَأْيِ دَارِهَا
وعِنْدَهُمُ من عِلْمِنَا اليومَ مَصْدقُ
بأنّا غَدَاةَ السَّفْحِ من بَطْنِ يَثْرِبٍ
صَبَرْنَا وَرَايَاتُ المنيّةِ تخفقُ
يفخر الشاعر بما كان من المسلمين ويقول نحن أصحاب الجبل من أهل المدينة المنورة، وقد صبرنا يوم أحد والموت يقترب منا.
صَبَرْنَا لَهُمْ والصّبْرُ منا سَجِيَّةٌ
إذا طَارَت الأَبْرَامُ نَسْمُو ونَرتُقُ
على عَادَةٍ تلكُمْ جَرَيْنَا بِصَبْرِنَا
وَقِدْماً لدى الغَايَاتِ نَجري فَنَسْبِقُ
لنا حَوْمَةٌ لا تُسْتَطَاعُ يَقُودُهَا
نَبيٌّ أَتَى بالحَقِّ عَفٌّ مُصَدَّقُ
ألا هَلْ أَتَى أَفْنَاءَ فهرِ بن مَالكٍ
مقطّعُ أطرافٍ وَهَامٌ مفلّقُ