قصة قصيدة ألا أبلغ معاوية بن حرب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا أبلغ معاوية بن حرب

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا أبلغ معاوية بن حرب” فيروى بأنه عندما توفي علي أبي طالب رضي الله عنه، وبويع ابنه حسن بن العلي، ووصل خبر ذلك إلى أبي الأسود الدؤلي، وكان وقتها في المسجد، فوقف، وصعد إلى المنبر، ونعى للناس الخليفة علي، وقال: وإن أحد أعداء الله، وهو مارق على دينه، قد قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، بينما كان خارجًا من بيته إلى المسجد لكي يتهجد في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، وهو يرجو أن تكون ليلة القدر، فقتله ووالله إنه خير من قتل، وإن روحه من خير الأرواح التي عرجت إلى الله بالبر والتقوى والإيمان والإحسان، وقد أطفئت نور الأرض من بعده، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونحتسب ما أصابنا بموته عند الله تعالى.

ومن ثم أخذ يبكي حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال: وقد أوصى بأن يكون ابنه وشبيهه إمامًا من بعده، وإني أسأل الله أن يسد به ما انثلم، ويجمع به الشمل، ويطفئ به نار الفتنة، فبايعوه تنصروا، فبايعوه جميعًا، ولم يظهروا أنفسهم، فكتب إلى معاوية، وبعث إليه برسول يعلمه بأن الحسن يريد الصلح، ومن ثم أنشد قائلًا:

أَلا أَبلِغ مُعاوِيَةَ بِن حَربٍ
فَلا قَرَّت عيونُ الشامِتينا

قَتَلتُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا
وَخَيَّسَها وَمَن رَكِب السَفينا

وَمَن لَبِس النِّعالَ وَمَن حَذاها
وَمَن قَرأَ المَثانيَ والمئينا

إِذا اِستَقبَلتَ وَجهَ أَبي حُسَينٍ
رَأَيتَ البَدرَ راقَ الناظِرينا

لَقَد عَلِمَت قُرَيشٌ حَيثُ كانَت
بِأَنَّكَ خَيرُهُم حَسَباً ودينا

نبذة عن أبي الأسود الدؤلي

هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، من أسياد التابعين، وهو محدث وفقيه وشاعر، ولد في الحجاز في شبه الجزيرة العربية في عام ستة عشر قبل الهجرة.

هو أول من وضع علم النحو، وأول من شكل أحرف المصحف بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

توفي أبو الأسود الدؤلي في عام تسعة وستون للهجرة في البصرة في العراق.


شارك المقالة: