قصة قصيدة ألا بان الخليط ولم يزاروا
كان الشعراء في العصر الجاهلي إذا أحبوا فتاة أنشدوا الكثير من القائد يصفونها فيها، وإذا ابتعدوا عنها أنشدوا العديد من القصائد يشكون فيها ألم الفرقةوالبعد عن محبوبتهم، فكان الشعر بالنسبة لهم المأوى الذي يلتجئون إليه لكي يخفف عنهم ألم البعد والفراق، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا بشر بن أبي حازم الأسدي، الذي كتب العديد من أبيات الشعر التي يصف فيها محبوبته، وكتب العديد من الأبيات التي وصف فيها حالته التي سببها بعد حبيبته عنه.
وأما عن مناسبة قصيدة “ألا بان الخليط ولم يزاروا” فيروى بأن بشر بن أبي خازم الأسدي هو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وهو من أهل نجد من بني أسد بن خزيمة، وكان شعر بشر بن أبي خازم حافلًا بذكر الوقائع والحروب التي كانت تحصل في وقته بين القبائل، وكان لا يجد حرجًا في المغالاة في القصائد التي كان يصف فيها تلك الحروب، فكان ما يقول في شعره أقرب إلى المستحيل، وكان السبب في ذلك انفعاله الذي كان زائدًا، وضعف الواقع الحسي في أبياته،.
وقد أنشد بشر يتغزل بمحبوبته ويذكر ألم الفراق وما أورثه من ألم وحرق وشوق في قلبه قائلًا:
أَلا بانَ الخَليطُ وَلَم يُزاروا
وَقَلبُكَ في الظَعائِنِ مُستَعارُ
أُسائِلُ صاحِبي وَلَقَد أَراني
بَصيراً بِالظَعائِنِ حَيثُ صاروا
يقول بشر في هذا البيت بأنه يسأل صاحبي عنهن، وأين خرجن وتوجهن؟، وهو يعلم بهن، اهتماماً بأمرهن، وعناية به.
تَؤُمُّ بِها الحُداةُ مِياهَ نَخلٍ
وَفيها عَن أَبانَينِ اِزوِرارُ
نُحاذِرُ أَن تَبينَ بَنو عُقَيلٍ
بِجارَتِنا فَقَد حُقَّ الحِذارُ
فَلَأياً ما قَصَرتُ الطَرفَ عَنهُم
بِقانِيَةٍ وَقَد تَلَعَ النَهارُ
بِلَيلٍ ما أَتَينَ عَلى أُرومِ
وَشابَةَ عَن شَمائِلِها تِعارُ
كَأَنَّ ظِباءَ أَسنُمَةٍ عَلَيها
كَوانِسَ قالِصاً عَنها المَغارُ
يُفَلِّجنَ الشِفاهَ عَنِ اِقحُوانِ
جَلاهُ غِبَّ سارِيَةٍ قِطارُ
وَفي الأَظعانِ آنِسَةٌ لَعوبٌ
تَيَمَّمَ أَهلُها بَلَداً فَساروا
مِنَ اللائي غُذينَ بِغَيرِ بُؤسٍ
مَنازِلُها القَصيمَةُ فَالأُوارُ
نبذة عن بشر بن أبي خازم الأسدي
هو بشر بن أبي خازم بن عمرو بن عوف بن حميري بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار ، ويكنى بأبي نوفل، هو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وفحل من فحول نجد، عاش بين العقد الثالث والعقد الأخير من القرن السادس الميلادي، وشهد حرب أسد وطيء.