قصة قصيدة ألا ذهب الغزو المقرب للغنى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا ذهب الغزو المقرب للغنى

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ذهب الغزو المقرب للغنى” فيروى بأنه حينما تولى قتيبة بن مسلم خراسان، وكان ذلك بعد إمارة يزيد بن المهلب عليها، أمضى معظم وقته في قتال الترك، وتوغل في العديد من بلاد ما وراء النهر، وفتح القلاع، واستباح البلاد، وصادر الأموال، وقتل الفرسان منهم، وكان ما فعل أكثر بكثير مما فعله اليزيد بن مهلب.

وفي يوم من الأيام، وعندما قام بفتح كل من خوارزم وسمرقند، وكان ذلك في نفس العام، بعث في طلب شاعر يقال له نهار بن توسعة، وكان هذا الشاعر هو شاعر المهلب، وعندما دخل إليه ووقف بين يديه، قال له: أين قولك في سيدك، حينما قلت:

ألا ذهب الغزو المقرب للغنى
ومات الندى والجود بعد المهلب

أقاما بمرو الروذ رهني ضريحه
وقد غيبا عن كل شرق ومغرب

إذا قيل أي الناس أولى بنعمة
على الناس قلناه ولم نتهيب

أباح لنا سهل البلاد وحزنها
بخيل كأرسال القطا المتسرب

يعرضها للطعن حتى كأنما
يجللها بالأرجوان المخضب

تطيف به قحطان قد عصبت به
وأحلافها من حي بكر وتغلب

وحيا معد عوذ بلوائه
يفدونه بالنفس والأم والأب

هل هذا بغزو؟، وعندما سمع نهار ذلك قال له: لا والله ليس بغزو، وأنا الذي أقول:

وما كان مذ كنا ولا كان قبلنا
ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم

أهم لأهل الترك قتلا بسيفه
وأكثر فينا مقسما بعد مقسم

وعندما وصل خبر فتوحات قتيبة بن مسلم إلى الحجاج، قال: والله إني عندما بعثته، كان فتى بحرًا، وعندما رأى الخليفة سليمان بن عبد الملك بن مروان بأن قتيبة أصبح قويًا، خاف من أمره، وأمر بقتله، فقتله أحد رجاله بسهم، وقد رثاهالجرير بقصيدة قال فيها:

ندمتم على قتل الأغر ابن مسلمٍ
وأنتم إذا لاقيتم الله أندم

لقد كنتم من غزوه في غنيمةٍ
وأنتم لمن لاقيتم اليوم مغنم

على أنه أفضى إلى حور ربه
وتطبق بالبلوى عليكم جهنم

نبذة عن الشاعر نهار بن توسعة

هو نهار بن توسعة بن أبي عتبان، من بني بكر بن وائل، من شعراء خراسان، من شعراء العصر الأموي.


شارك المقالة: