قصة قصيدة ألا قل لحي أوطـئوا بالسنابك

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا قل لحي أوطـئوا بالسنابك

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا قل لحي أوطـئوا بالسنابك” فيروى بأن مالك بن نويرة التميمي كان من الفرسان الذين اشتهروا بالشجاعة، وكان كل أهل قومه يطيعونه، وكان بسبب ذلك يرى بأنه أفضل من سواه، وكان يقال له الجفول، وفي يوم من الأيام أتى إلى الرسول صل الله عليه وسلم، وأعلن له إسلامه، فقام الرسول عليه الصلاة والسلام بتوليته صدقة قومه، ومن بعد أن توفي الرسول امتنع مالك عن دفع الصدقة والزكاة، وعندما ابتدأ الصحابة بحرب الردة، نازل خالد بن الوليد مالك بن نويرة، فقال له مالك: أنا أصلي، ولكن لا أزكي، فقال له خالد بن الوليد: ألم تعلم بأن الصلاة والزكاة متصلتان، لا تقبل واحدة منهما من دون الأخرى؟، فقال مالك: ولكن صاحبك كان يقول ذلك، فقال له خالد: ألا تراه صاحبًا لك؟، فإني والله ضارب عنقك.

ومن بعد أن طال الحديث ما بين الاثنان، أصر خالد بن الوليد على أن يضرب له عنقه، وحاول كل من أبو قتادة الأنصاري، وعبد الله بن عمر على أن لا يقوم بضرب عنقه، ولكنه لم يستمع لهما، والتفت نحو ضرار بن الأزور، وأمره بأن يفعل ذلك، وعندما أوشك على فعلها، التفت مالك نحو زوجته، وقال: إن هذه هي التي تسببت بقتلي، وكانت زوجته امرأة شديدة الجمال، فقال له خالد: لا والله بل إن الله الذي قتلك، عندما ارتددت عن الإسلام، فقال مالك: ولكني ما زلت مسلمًا فقال خالد لضرار: أضرب عنقه، ففعل.

وبعد انتهاء حرب الردة تزوج خالد بن الوليد من زوجة مالك بن نويرة، فأنشد أبو زهير السعدي قائلًا:

ألا قـل لحـي أوطـئوا بـالسنابك
تـطـاول هـذا الليـل من بعد مالك

قـضـى خـالد بـغـيـاً عـليـه لعرسه
وكــان له فــيــهـا هـوىً قـبـل ذلك

فـأمـضـى هـواه خـالد غـيـر عـاطف
عـنـان الهـوى عـنها ولا متمالك

وأصــبــح ذا أهــل وأصــبـح مـالك
إلى غـيـر شيء هالك في الهوالك

فـمـن لليـتـامـى والأرامـل بـعـده
ومن للرجال المعدمين الصعالك

أصـيـبـت تـمـيـم غـثـهـا وسـمينها
بـفـارسـهـا المـرجـو فوق الحوارك

نبذة عن أبو زهير السعدي

حوي بن سعيد بن زهرة أبو زهير السعدي التميمي، وهو واحد من أبرز شخصيات قصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة التميمي.


شارك المقالة: