نبذة عن الشاعر أبو العتاهية:
هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي، ولد في عام مائة وثلاثون للهجرة بالقرب من كربلاء في العراق، وهو أحد أفضل شعراء العصر العباسي وأشهرهم، توفي في عام مائتان وثلاثة عشر للهجرة في بغداد.
قصة قصيدة ألا ما لسيدتي ما لها:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ما لسيدتي ما لها” فيروى بأن أبو العتاهية كان يحب جارية للخليفة أبو عبد الله محمد المهدي اسمها عتب، وقد كان يهيم في غرامها، ولكن هذه الجارية كانت تكره أبو العتاهية، ولم تكن تحبه، ولم ترض أبدًا على أن تتزوج منه، على الرغم من حبه الشديد لها، وفي يوم من الأيام تسلم الخليفة المهدي الخلافة، فأمر بأن يحضر إلى مجلسه أفضل شعراء الدولة العباسية، وقد حدد لذلك يومًا، وعندما سمع أبو العتاهية بخبر ذلك قرر أن يكتب قصيدة يذكر فيه حبيبته عتب ويبارك فيها أيضًا للخليفة المهدي بسبب تسلمه الخلافة.
وفي اليوم المنتظر، ذهب أبو العتاهية إلى مجلس الخليفة المهدي، ودخل وجلس مع بقية الشعراء والحضور، وبينما هم جالسون، سمع بشار بن برد صوت أبو العتاهية، وقد كان بشار أعمى، فنادى بين الحضر قائلًا: أبو العتاهية هنا؟، فرد عليه أبو العتاهية: نعم، أنا هو، وانطلق أبو العتاهية يقول قصيدته، التي قال فيها:
أَلا مـــا لِسَيِّدَتي مــا لَها
أَدَلّا فَأَحمِـــــلَ إِذلالَها
وَإِلّا فَفيمَ تَجَنَّت وَمــا
جَنيتُ سَقى اللَهُ أَطلالَها
أَلا إِنَّ جارِيَةً لِلإِمـــــامِ
قَد أُسكِنَ الحُبُّ سِربالَها
مَشَت بَينَ حورٍ قِصارِ الخُطا
تُجاذِبُ في المَشيِ أَكفالَها
وَقَد أَتعَبَ اللَهُ نَفسي بِها
وَأَتعَبَ بِاللَومِ عُذّالَها
كَأَنَّ بِعَينَيَّ في حَيثُما
سَلَكتُ مِـنَ الأَرضِ تِمثالَها
فقال بشار للخليفة والحاضرين : والله إنّي لم أر من قبل أجسر من هذا، ثم أكمل أبو العتاهية قائلًا:
أَتَتــهُ الخِلافَــــــةُ مُنقادَةً
إلَيـــهِ تُجَــــرِّرُ أَذيــالَها
وَلَــم تَـــكُ تَصلُحُ إِلّا لَـهُ
وَلَـــم يَــكُ يَصلُـحُ إِلّا لَها
وَلَو رامَها أَحَـــــدٌ غَيرُهُ
لَزُلزِلَــتِ الأَرضُ زِلزالَها
وَلَو لَم تُطِعهُ بَناتُ القُلوبِ
لَمـــــا قَبِــــلَ اللَهُ أَعمالَها
وَإِنَّ الخَليفَةَ مِـــن بَعضِ لا
إِلَيـــهِ لَيُبغِضُ مَــن قالَها
وعندما أكمل، قال بشار للحاضرين: انظروا هل طار أمير المؤمنين عن فراشه أم لا؟، وقد قيل بأنه في ذلك اليوم لم يخرج إي من الشعراء بجائزة من الخليفة إلا أبو العتاهية.