قصة قصيدة ألا ما للمليحة لا تعود

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا ما للمليحة لا تعود

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ما للمليحة لا تعود” فيروى بأن رجلًا يقال له سعيد بن مسعدة خرج في يوم من الأيام يطلب ضالة له، وبينما هو في الطريق مر على ديار بني عذرة، ونزل على ماء لهم، فوجد خيمة منفردة وبعيدة عن بقية الخيم، فتوجه إليها، واستأذن للدخول، فأذنت له عجوز بالدخول، وعندما دخل رأى هذه العجوز وهي جالسة تتفكر، وفي زاوية الخيمة هنالك شاب ملقى على الأرض، كأنه خيال، فسألها عنه، فأخبرته بأنه أصبح على هذه الحال بسبب حبه لابنة عمه، ومن ثم طلبت منه أن يعظه، فوعظه، ومن ضمن كلامه قال له بأنها امرأة كسواها من النساء، فقال له الشاب، أولم تسمع ما قال كثير:

هل وصل عزة إلا وصل غانية
في وصل غانية من وصلها خلف

فقال له سعيد: هو أحمق، وأنا أصدقك القول، فلست مثله، وإنما أنا كجميل حينما قال:

ألا لا يضير الحب ما كان ظاهراً
ولكن ما أخفى الفؤاد يضير

ألا قاتل الله الهوى كيف قادني
كما قيد مغلول اليدين أسير

فأنشد الشاب قائلًا:

ألا ما للمليحة لا تعود
أبخل بالمليحة أم صدود

مرضت فعادني عوّاد قومي
فما لك لم ترى فيمن يعود

فقدتك بينهم فبكيت شوقاً
وفقد الالف يا أملي شديد

فلو كنت المريضة لا تكوني
لعدتكم ولو كثر الوعيد

ولا استبطأت غيرك فاعلميه .
وحولي من ذوي رحمي عديد

ثم سقط ميتًا، فقالت العجوز: لا تخف، فهو قد استراح مما كان فيه، ومن ثم طلبت منه أن ينعاه إلى القوم، فخرج ونعاه، واجتمع القوم في الخيمة، وبينما هم في الخيمة، دخلت فتاة شديدة الجمال، ووقفت فوق رأسه، وقبلته على جبينه، وأنشدت قائلة:

عداني أن أزورك يا منايا
معاشر كلهم واش حسود

أذاعوا ما علمت من الدواهي
وعابونا وما فيهم رشيد

فأما إذ حللت ببطن أرض
وقصر الناس كلهم اللحود

فلا بقيت لي الدنيا فواقا
ولا لهم ولا أثري عديد

ثم شهقت شهقة ووقعت ميتة.

نبذة عن عروة بن حزام

هو عروة بن حزام بن مهاجر الضني، وهو من متيمي العرب، وكان يحب ابنة عم له اسمها عفراء، ولد في المدينة المنورة، وعاش بها.


شارك المقالة: