قصة قصيدة ألما على دار لزينب قد أتى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألما على دار لزينب قد أتى

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألما على دار لزينب قد أتى” فيروى بأنه كان للعجير السلولي ابنة عم، وكان يحبها ويهواها، وكانت هي الأخرى تحبه، ولكن ليس بنفس المقدار الذي يحبها به، وفي يوم من الأيام قرر أن يتزوجها، فذهب إلى أبيها، وطلبها للزواج، فوافق أبوها على أن يزوجه منها، ووعده بأنها سوف تكون له، وبعد مدة من الزمن رأى رجل من بني عامر ابنة عمه، ووقع في غرامها، ودخل إلى أبيها، وطلبها منه للزواج، فاحتار والدها، ولم يعرف ماذا يفعل، فقرر أن يخيرها بين العجير وبين العامري، فاختارت العامري بسبب يسر حاله، وكثر ماله، وعندما وصل خبر ذلك إلى العجير، أنشد قائلًا:

أَلما على دارٍ لزينبَ قد أتى
لها بِلِوى ذي المرخ صيفٌ وَمَربَع

وقولا لها قد ظالما لَم تكلمي
وأَرعاكِ بالعَينِ الفؤادُ المروَّعُ

وَقولا لها قال العجيرُ وَخَصَّني
إليكِ وإرسالُ الخَليلَينِ يَنفَعُ

أأنت التي استودعتُكِ السِرَّ فانتحي
ليَ الخونُ مرّاحٌ من القَومِ أَفرَعُ

إذا مُتُّ كانَ الناسُ نصفَينِ شامِتٌ
وآخرُ مُثنٍ بالذي كنتُ أَصنَعُ

ولكن ستبكيني خُطوبٌ وَمَجلِسٌ
وشُعثٌ أُهينوا في المجالِسِ جُوَّعُ

وَقَد أَقطَعُ الخَرقَ المخوفَ وابتغي
غلا القَلوصِ وهي دَقواءُ تَهبَعُ

بِمُضطَمِرٍ قد قطَّعَ السَير صدرهُ
وَفي العَجزِ مِنه والعَلا بيِّ مَمتَعُ

وَمُستَلحَمٍ قد صكَّهُ القومُ صكَّة
بُعَيدَ المَوالي نيلَ ما كان يَمنَعُ

رَدَدتُ لهُ ما أفرط القتلَ بالضحى
وبالأمسِ حتى اقتالَهُ فَهوَ أَصلَحُ

وَلَستُ بِمَولاهُ وَلا بابنِ عمِّهِ
ولكن متى ما أملك النَفع أَنفَعُ

نبذة عن العجير السلولي

هو العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب، من بني بني سلول بنت ذهل بن شيبان، وهو واحد من شعراء العصر الأموي، وكان في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان يكني بأبي الفرزدق، وأبي الفيل.

كان مولى لبني هلال، واسمه عمير، أما عجير فهو لقبه، اشتهر بكونه جوادًا وكريمًا، وضعه ابن سلام مع شعراء الطبقة الخامسة من الشعراء في العصر الإسلامي، ووردت مختارات له في كتاب الحماسة لابن تمام.

توفي العجير السلولي في عام سبعمائة وثمانية ميلادي.


شارك المقالة: