قصة قصيدة ألم تر أن الشمس كانت سقيمة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر إبراهيم الموصلي:

هو إبراهيم بن ميسون، واحد من شعراء العصر العباسي، ولد بالكوفة، وهو من أصل فارسي، ولد عام مئة وخمسة وعشرون للهجرة.

قصة قصيدة ألم تر أنّ الشمس كانت سقيمة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألم تر أن الشمس كانت سقيمة” فيروى بأن يحيى بن عبد الله قد بدأ يظهر عداوته للخليفة هارون الرشيد، وقد كان وقتها في بلاد الديلم، وعندما وصل خبر ذلك إلى الخليفة أمر الفضل بن يحيى أن يتعامل معه والقضاء على حركته، وعندما فكر الفضل في كيفية إحضاره من الديلم إلى العراق، قرر أن يهدده تارة ويرغبه تارة أخرى، حتى أتى في يوم إلى العراق، وعندما قابله الفضل بن يحيى، قاده إلى الخليفة هارون الرشيد.

وعندما دخل يحيى بن عبد الله إلى مجلس الخليفة، قام بإكرامه، واستماله إلى جانبه، ولكنّه بقي متخوفًا منه، وفي يوم بعث في طلب جعفر بن يحيى وأمره بأن يحبسه ويتولى أمر حراسته، ففعل ذلك وألقاه في الحبس، وبقي يحيى في حبسه، حتى بعث في طلب جعفر بن يحيى في يوم، وعندما أتاه جعفر أخذ يتحدث إليه، فسأله الفضل عن حاله، فأخذ يشرح حاله له، حتى قال له: بالله عليك أن تتق الله فيَّ، فوالله لو بقيت على هذه الحال لأكونن خصمًا لك يوم القيامة، فوالله إنّي لم أخطئ ولا أستحق أن أسجن، وعندما سمع جعفر بن يحيى ما قال يحيى بن عبد الله رقّ لحاله، وقال له: اذهب أينما تريد من بلاد الله، فقال له يحيى: وكيف أخرج من هنا وأنا لا آمن أنّه عندما أخرج يجدني الرشيد، ويقوم بإعادتي إليك، أو يبعثني إلى غيرك؟، فبعث معه جعفر أحد رجاله، حتى أوصله إلى منطقة آمنة.

ووصل خبر هروب يحيى بن عبد الله إلى أحد رجال الخليفة ويدعى يونس، وعندها أخذ يبحث في الأمر، حتى تيقن من أنّه قد هرب بالفعل، فتوجه إلى مجلس الخليفة وأخبره بخبر ذلك، فبعث الخليفة في طلب جعفر بن يحيى، وجلس معه، وأمر بالغداء، فأكلا، وبعد أن أنهوا تناول الطعام، قال الخليفة لجعفر: ما هي حال يحيى بن عبد الله؟، فقال له جعفر: كما عهدته يا أمير المؤمنين، هو في حبسه، فقال له الخليفة: أو تحلف على ذلك بحياتي؟، فتيقن جعفر بأن هارون الرشيد قد علم بخبر خروجه من الحبس، وقال له: لقد أطلقت ساحه عندما تيقنت من أن لا خوف منه، فقال له الخليفة: خيرًا فعلت، ومن ثم خرج جعفر من مجلس الخليفة.

وبينما كان في طريقه للخروج من المجلس تتبعه الخليفة بأعينه، وقال: قتلني الله إن لم أقتلك، وأمر أحد خدمه بأن يتبعه ويقتله، ففعل، وفي الحال أمر الخليفة بأن يلقى القبض على يحيى بن خالد، وجميع أولاده، وكل أسرته، وصادر جميع ممتلكاتهم، وفي خبر هذا قال الشاعر إبراهيم الموصلي:

ألم تر أنّ الشمس كانت سقيمة
فلما ولى هارون أشرق نورها

بيمن أمين الله هارون ذي الندى
فهارون واليها ويحيى وزيرها

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: