قصة قصيدة أمرتك يوم ذي صنعاء أمرا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أمرتك يوم ذي صنعاء أمرا

أمّا عن مناسبة قصيدة “أمرتك يوم ذي صنعاء أمرا” فيروى بأنه في يوم من الأيام أتى إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وفد من بني زبيد، وكان من بينهم رجل يقال له عمرو بن معد يكرب، وأعلنوا للرسول إسلامهم، وكان عمرو بن معد يكرب عندما وصل إليه خبر رسول الله صل الله عليه وسلم قال لرجل يقال له قيس بن مكشوح المرادي: يا قيس، إنك أحد أسياد قومك في هذه الأيام، وقد وصلني الخبر بأن هنالك رجلًا من قريش يقولون له محمد قد خرج بين أهل الحجاز وهو يقول بأنه نبي من أنبياء الله، فاخرج معي إليه، حتى نعلم ما عنده من علم، فإن كان كما يقول، فإن أمره لن يخفى عليك، وإن كان كذلك فنلاقيه ونتبعه، وإن كان ليس نبيًا فعلمنا علمه، وعدنا إلى ديارنا، فرفض قيس أن يخرج معه، ولم يقتنع بكلامه، فخرج عمرو بن معد يكرب لوحده في قومه، حتى أتى إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، وجلس معه، وصدقه وآمن به، وعندما وصل خبر ذلك إلى قيس بن مكشوح، توعد عمرو، وتحفظ على ما قام به، وقال بأنه قد خالفه وترك رأيه، فأنشد عمرو بن معد يكرب ردًا عليه:

أَمَرتُكَ يومَ ذي صَنعاءَ
أمراً بادياً رَشَدُه

أَمرتُكَ باتّقاء اللَهِ
والمعروفِ تَتَّعِدُه

خَرَجتَ من المُنى مثلَ
الحُمَيِّرِ غَرَّهُ وَتِدُه

تَمَنَّاني على فَرَسٍ
عليه جالساً أَسَدُه

عَلَيَّ مُفاضَةٌ كَالنِّهيِ
أَخلَصَ ماءَهُ جَدَدُه

تَرُدُّ الرُمحَ مُنثنيَ
السِنانِ عَوائراً قِصَدُه

فلو لاقيتني لَلَقِيتَ
ليثاً فوقَهُ لِبَدُه

تُلاقي شَنَبَثا شَثنَ
البراثِنِ ناشِزاً كَتَدُه

يُسامي القِرنَ إِن قِرنٌ
تَيَمَّمَهُ فيعتَضِدُه

وبقي عمرو بن معد يكرب بين أهله من بني زبيد، وعندما توفي رسول الله صل الله عليه وسلم، ارتد عمرو مع من ارتد، وأنشد حينها قائلًا:

وَجَدنا مُلكَ فَروَةَ شرَّ مُلكٍ
حمارٌ سافَ مَنخَرُهُ بقَذرِ

وإِنَّكَ لو رأيت أبا عُمَيرٍ
مَلأتَ يديكَ من غَدرٍ وخَترِ

نبذة عن عمرو بن معد يكرب

أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي، أسلم وصحب الرسول صل الله عليه وسلم، ولكنه ارتد عن الإسلام بعد أن توفي الرسول، ومن ثم عاد إلى الإسلام.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: