نروي لكم اليوم شيئًا من خبر المهلب بن أبي صفرة بينما كان يقاتل الخوارج، وعندما أصيبت عينه في فتح سمرقند.
قصة قصيدة أمسى العباد لعمري لا غياث لهم
أما عن مناسبة قصيدة “أمسى العباد لعمري لا غياث لهم” فيروى بأن المهلب بن صفرة كان رجلًا شجاعًا كريمًا صاحب رأي وعزيمة، وفي يوم من الأيام وبينما هو يقاتل الخوارج في بعض النواحي، كان يسير حول معسكره، فرأى أجمة ودخل إليها، وأخذ يطوف بها، ومن ثم خرج منها ودخل إلى المعسكر، وقال لأصحابه: زيدوا في عرض الخندق من هذا المكان ذراعًا، فقال له أصحابه: لا حاجة إلى ما تقول، فقال لهم: لا بد من فعل ذلك، فزادوا في عرص الخندق من ناحية الأجمة ذراعًا، وفي صباح اليوم التالي عندما أفاق الجيش رأوا شجرة طويلة قد طرحت في الخندق، وكان العدو قد قطعوها من تلك الأجمة، وحاولوا أن ينصبوها على الخندق، والعبور إلى المعسكر من عليها.
وقد أصيب في عينه في بلاد ما وراء النهر عندما فتحها سعيد بن عثمان في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، كما وأصيبت عين طلحة بن عبد الله الخزاعي في تلك الواقعة، وفي خبر ذلك أنشد المهلب قائلًا:
لئن ذهبت عيني لقد بقين نفـسـي
وفيها بحمد الله عن تلك ما ينسـي
إذا ما جاء أمر الله أعيا خـيولـنـا
ولا بد أن تعمى العيون لدى الرمس
وعندما توفي المهلب رثاه المغيرة بن حبناء قائلًا:
أمسى العباد لعمري لا غياث لهم
إلا المهلب بعد الله والمطر
يرثى الشاعر المهلب بن أبي صفرة ويقول بأنه لا يوجد من يغيث العباد من بعد الله سوى المهلب والمطر.
هذا يجود ويحمي عن ديارهم
وذا يعيش به الأنعام والشجر